مع استمرار تصاعد الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رفعت بنوك وول ستريت احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود قبل نهاية العام. لكن مع التوتر الناتج عن الرسوم الجمركية، يحذر الاقتصاديون من أن التداعيات قد تصل أسرع مما هو متوقع، مما يزيد من حالة عدم اليقين.
في "مركب"، نحلل بالتفصيل المخاطر الحالية على الاقتصاد الأمريكي وما يجب مراقبته عن كثب خلال الفترة المقبلة.
قوة سوق العمل... هل تصمد طويلًا؟
حتى الآن، شكّل سوق العمل حاجز الحماية الأخير للاقتصاد الأمريكي، مع استمرار نمو الوظائف بشكل ملحوظ:
إضافة 228 ألف وظيفة في مارس، مع ثبات معدل البطالة عند مستوى جيد (4.2%).
حافظت بيانات طلبات البطالة الأسبوعية على مستويات منخفضة نسبيًا، لكنها بدأت مؤخرًا في الارتفاع بشكل طفيف.
سوق العمل الأمريكي يُضيف 228 ألف وظيفة في مارس ومعدل البطالة مستقر عند 4.2%
إشارات أولية على ضعف سوق العمل
بدأت مؤشرات مبدئية تشير إلى احتمالات حدوث ضعف قريب في سوق العمل:
تراجع ثقة المستهلكين للشهر الخامس على التوالي.
انخفاض عدد فرص العمل إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات.
ارتفاع التسريحات الوظيفية من شركات كبرى مثل UPS وMeta وChevron وEstée Lauder.
ارتفاع طلبات البطالة الأسبوعية بشكل طفيف مع تصاعد التوترات التجارية
مؤشرات غير كاملة لقياس صحة الاقتصاد
رغم دقة بعض البيانات مثل JOLTS وطلبات البطالة، إلا أن الصورة تبقى غير مكتملة:
بيانات البطالة تتأخر في عكس الواقع.
الشركات تتحفّظ على التسريح ريثما تتضح معالم السياسة التجارية.
وفقًا لجيمس إيغل هوف من BNP Paribas، "العديد من الشركات تُراهن على انتهاء الغموض الجمركي دون الحاجة لتقليص العمالة."
كيف يمكن أن تبدأ دورة الركود؟
يرى الاقتصاديون أن استمرار الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تباطؤ في الإنفاق، مما يدفع سوق العمل إلى التراجع:
تراجع المبيعات = ضغط على الأرباح = تسريحات وظيفية متزايدة.
كاثي بوستجانسيك من Nationwide تحذّر: "نتوقّع ارتفاع البطالة وتراجعًا حادًا في التوظيف خلال أشهر قليلة."
تراجع واضح في نظرة الأمريكيين المستقبلية لسوق العمل
اضطرابات مشابهة لأزمة سلاسل التوريد في كوفيد-19
يشبّه يوجينيو أليمان من Raymond James الوضع الحالي بأزمة الإمدادات أثناء الجائحة:
الرسوم تؤثر على سلاسل التوريد العالمية.
الشحنات المتوقعة في ميناء لوس أنجلوس قد تتراجع بنسبة 36%.
"الخلل قد يحدث قريبًا جدًا... وإذا حدث، فالتدهور سيكون سريعًا"، بحسب أليمان.
الخلاصة
رغم متانة بعض أركان الاقتصاد الأميركي، إلا أن الرسوم الجمركية تمثل تهديدًا حقيقيًا. الأسواق تترقّب بقلق بيانات الوظائف المقبلة وردود إدارة ترمب على الأزمة التجارية. الركود لم يحدث بعد... لكن إشاراته أصبحت أقرب من أي وقت مضى.
📩 اشترك الآن في نشرة "مركب" لتصلك أحدث التحليلات الاقتصادية والفرص الاستثمارية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet