هل تصنع مراكز البيانات مفاجأة الأرباح؟.. إنفيديا تستفيد من زخم سعودي وتراجع آسيوي
في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في مسارها الاستثماري، تستعد شركة Nvidia (NVDA) لإعلان نتائجها المالية للربع الأول من العام المالي 2026، وسط توتر جيوسياسي متزايد وفرص دولية ضخمة. وبينما تتقلّب أسهم الشركة بقوة منذ بداية العام، تعوّل الأسواق على قطاع مراكز البيانات لتثبيت موقع Nvidia كرائدة بلا منازع في الذكاء الاصطناعي.
صعود مراكز البيانات... وتراجع الألعاب
تتوقع الأسواق أن تُعلن Nvidia عن إيرادات بقيمة 43.3 مليار دولار، بنمو يتجاوز 66% على أساس سنوي، مع ربحية معدّلة للسهم الواحد تبلغ 0.88 دولار، مقارنة بـ0.61 دولار في الربع نفسه من العام الماضي.
يُظهر التحول الجذري في مصادر إيرادات Nvidia، حيث أصبحت مراكز البيانات تمثل العمود الفقري لنشاط الشركة، متجاوزة الألعاب والتصميم.
من المتوقع أن يُحقق قطاع مراكز البيانات إيرادات تصل إلى 39.2 مليار دولار، ارتفاعًا من 22.5 مليار دولار في الربع المماثل من 2024 — أي نمو بنسبة 74%.
أما قطاع الألعاب، فيُتوقع أن يُسجل 2.8 مليار دولار فقط، ليواصل تراجعه النسبي أمام طفرة الذكاء الاصطناعي.
الصين تُقلق... والسعودية تُعزّز
رغم القيود الأميركية المفروضة على تصدير الرقائق إلى الصين، تُشير التقديرات إلى أن Nvidia قد تُحقق مبيعات هناك بقيمة 6.2 مليار دولار، ارتفاعًا من 2.4 مليار فقط في نفس الربع من العام الماضي — أي قفزة تفوق 150%.
لكن في المقابل، ستخسر الشركة نحو 5.5 مليار دولار نتيجة قرار إدارة ترمب المفاجئ بحظر شحنات H20، وهي شريحة كانت قد صُممت خصيصًا للامتثال لقيود بايدن السابقة.
الرئيس التنفيذي Jensen Huang علّق بوضوح:
"هذه السياسات لا تُقيّد الصين، بل تدفعها لتقوية شركاتها المحلية مثل Huawei."
دفعة استراتيجية من الشرق الأوسط: السعودية والإمارات على الخريطة
أعلنت Nvidia عن توريد مئات الآلاف من رقائقها لشركة Humain المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في صفقة استراتيجية تُنفّذ على مدى خمس سنوات.
وفي الإمارات، تم الكشف عن مشروع Stargate 2 في أبوظبي، الذي سيُبنى على معمارية Blackwell الأحدث من Nvidia، ما يرسّخ مكانة الشركة في منطقة الشرق الأوسط كمحور ناشئ للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
توسّع سحابي من تايوان إلى أبوظبي
في معرض Computex في تايبيه، أعلنت Nvidia عن إطلاق خدمات سحابية جديدة تُمكّن المطورين من الوصول إلى وحدات معالجة الرسوميات عبر شركاء مثل Foxconn وCoreWeave.
هذه الخطوة تُعزز مرونة نموذج أعمال الشركة وتُقلل من اعتمادها على السوق الأميركية.
إعفاءات جمركية تُبقي الزخم قائمًا
إدارة ترمب كانت قد ألغت مؤقتًا "قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي" التي كانت تُخطط لها إدارة بايدن، والتي كانت ستُقيّد صادرات الرقائق إلى عدد كبير من الدول.
هذا الإلغاء أعطى Nvidia مساحة حرّة لعقد صفقات جديدة دوليًا، ما ساهم في استقرار زخم الإيرادات، خاصة في النصف الأول من العام.
خلاصة مركب: Nvidia بين السياسة والتقنية... وفرصة تاريخية أمامها
في مشهد عالمي يتأرجح بين الحماية التجارية والتسابق التكنولوجي، تجد Nvidia نفسها في قلب المعركة.
فرصها الدولية، خصوصًا في الشرق الأوسط، تُقابلها تحديات حقيقية في الصين وقيود تصدير قد تُكبّدها مليارات.
لكن ما يبقى واضحًا هو أن الشركة تقود سباق الذكاء الاصطناعي عالميًا، وتُراهن على أن تقنياتها — وليس السياسة — هي من ستحسم المعركة في نهاية المطاف.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet