المستثمرون يراقبون صدمة الرسوم الأميركية الجديدة: 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك... ماذا بعد؟
أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة جديدة من التوترات التجارية مع إعلانه يوم السبت عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من 1 أغسطس. جاء القرار في لحظة حرجة كانت فيها بروكسل تأمل في التوصل إلى اتفاق شامل مع واشنطن، لكن المفاوضات الطويلة انتهت برسالة جمركية قاسية وضعت نهاية مؤقتة لآمال التسوية. يأتي ذلك في أعقاب أسبوع صاخب شهد قرارات رسوم جديدة طالت اليابان، كوريا الجنوبية، كندا، البرازيل، ورسومًا قياسية على النحاس، ما زاد حالة القلق في الأسواق ورفع مستوى الحذر لدى المستثمرين.
آراء الخبراء: تصعيد تفاوضي أم بداية "يوم التحرير" جديد؟
استراتيجية "التصعيد من أجل التهدئة"
مايكل براون – Pepperstone لندن:
"لا يزال أمامنا ثلاثة أسابيع حتى الأول من أغسطس، وهي فترة طويلة في مثل هذه الأوضاع. أرى أن كل ذلك يدخل ضمن استراتيجية 'التصعيد من أجل التهدئة' لدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات وانتزاع تنازلات جديدة. بالنسبة للاتحاد الأوروبي، التهديد السابق كان 50%، لذا قد يُعتبر 30% تخفيفًا نسبيًا."ويحذر براون من أن أوروبا قد ترد بإجراءات مضادة، مما قد يُعيد المشهد إلى تصعيد شبيه بـ"يوم التحرير" في أبريل الماضي. ويرى أن رد الفعل الأولي قد يكون سلبيًا على اليورو وأصول منطقة اليورو، لكن الأسواق قد تعود للارتداد تدريجيًا إذا اعتُبر الأمر مناورة تفاوضية مؤقتة.
هل تجاوزت التوقعات؟
كارل شاموتا – Corpay، تورونتو:
"أمضى المتداولون الأسبوع الماضي في التحوط من توسع جداول الرسوم، لكن نسبة 30% اليوم فاقت كل التوقعات. ورغم أن ارتفاع الرسوم يمثل تهديدًا أكبر للاقتصاد الأميركي ذاته، من المتوقع أن يتعرض اليورو والبيزو المكسيكي لموجة بيع جديدة مع بداية تعاملات آسيا."شاموتا يؤكد أن الأسواق المالية لم تعكس بالكامل أجندة ترمب الحمائية، متوقعًا "لحظة استسلام" إما في الأسواق أو في البيت الأبيض قريبًا.
تصعيد... ثم تخفيف... ثم صفقة
ماثيو سافاري – BCA Research، مونتريال:
"استراتيجية ترمب هي تقديم مطالب ضخمة، ثم التراجع قليلاً، ثم الدفع مجددًا في اللحظة الأخيرة. هذا السيناريو شهدناه في ولايته الأولى ونراه يتكرر الآن.""في النهاية، أعتقد أن أوروبا ستضطر لقبول رسم 10%، وهو أمر يمكنها التعامل معه."
عتبة جديدة وتحديات أكبر
مارك مالك – Siebert Financial، نيويورك:
"عند مراجعة الـ22 أو 23 رسالة جمركية أُرسلت، نجد أن متوسط الرسوم الآن بلغ 30%، وهو أعلى بكثير من مستوى 10% الذي اعتاده السوق."مالك يحذر من أن استمرار هذه المستويات قد يؤدي إلى تداعيات كبرى على العلاقات التجارية بين أميركا وأوروبا، وعلى الاقتصاد الأميركي المستورد لكل شيء من السيارات الفاخرة حتى الكيماويات الصناعية.
"الأسواق كانت تراهن على صفقة، لكن هذا الشعور بالراحة قد يتحول إلى عبء إذا لم تظهر نتائج قريبة، خاصة مع اقتراب موسم الأرباح، وقد يزداد التأثير إذا أصدرت الشركات تحذيرات من آثار الرسوم على الإيرادات والأرباح."
انتظار اليقين
سام ستوفال – CFRA، بنسلفانيا:
"المستثمرون سيتخذون موقف الانتظار والترقب، وستستجيب الأسواق فقط لمؤشرات اليقين، خاصة مع ظهور مفاجآت في بيانات التضخم نتيجة تسرب آثار الرسوم إلى الأرقام الرسمية."ويرى ستوفال أن المسار الأقل مقاومة لأسعار الأسهم الأميركية سيظل صاعدًا ما لم نشهد تغييرات كبيرة في البيانات.
الخلاصة
قرار ترمب بفرض رسوم 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك لم يمر مرور الكرام في الأسواق، بل أحدث صدمة تفاوضية أعادت ترتيب الحسابات ورفعت مستويات الحذر من تصعيد متجدد أو "لحظة استسلام" تفرض خريطة تجارية جديدة. في ظل استمرار الرسائل الجمركية لأكثر من 20 دولة، وارتفاع متوسط الرسوم المقترحة إلى مستويات غير مسبوقة، تتجه الأنظار إلى الأيام الثلاثة المقبلة لمعرفة هل ستشهد الأسواق صفقة في اللحظة الأخيرة أم ستضطر أخيرًا لتسعير سيناريو تصعيد مفتوح بلا تراجع؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet