ترمب يشعل الحرب التجارية مجددًا: رسوم 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من أغسطس
عادت الحرب التجارية إلى واجهة الأحداث مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من المكسيك والاتحاد الأوروبي، تدخل حيز التنفيذ بدءًا من 1 أغسطس. هذا القرار، الذي أعقب أسابيع من مفاوضات شاقة مع اثنين من أكبر الشركاء التجاريين لأميركا، يدشن مرحلة جديدة من التوترات العالمية ويهدد بإعادة رسم خريطة التجارة في النصف الثاني من 2025.
الرسوم تدخل حيز التنفيذ رغم تعثر المفاوضات
رسائل رسمية عبر Truth Social:
أعلن ترمب عن الرسوم الجديدة في رسالتين منفصلتين صباح السبت على منصة Truth Social، في خطوة متوقعة بعد سلسلة من الإعلانات المشابهة شملت اليابان، كوريا الجنوبية، كندا، البرازيل، وأيضًا قرارًا منفصلًا بفرض رسوم 50% على النحاس.خيبة أمل أوروبية:
الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة ويُعد الشريك التجاري والاستثماري الأكبر للولايات المتحدة، كان يراهن على التوصل لاتفاق شامل يهدف إلى إلغاء الرسوم على السلع الصناعية. لكن تعقّد المفاوضات وتضارب المصالح الداخلية دفع إلى قبول “اتفاق مؤقت” على أمل تحسين الشروط لاحقًا.
ضغوط أوروبية داخلية: بين ألمانيا وفرنسا
ألمانيا تضغط نحو تسوية عاجلة:
ألمانيا، المحرك الصناعي الأهم في أوروبا، دعت إلى الإسراع في التفاوض لإنقاذ صناعاتها التصديرية من تداعيات الرسوم الأميركية.فرنسا تتمسك بالتفاوض المشترك:
في المقابل، شددت فرنسا ودول أخرى على أهمية عدم تقديم تنازلات تحت الضغط الأميركي، مؤكدة ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف و"كرامة" القرار الأوروبي المشترك في مواجهة واشنطن.
إيرادات جمركية قياسية للخزانة الأميركية
تضاعف الإيرادات:
مع تصاعد موجة الرسوم منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حققت الخزينة الأميركية قفزات تاريخية في إيرادات الجمارك، حيث أظهرت بيانات وزارة الخزانة يوم الجمعة أن العائدات تجاوزت 100 مليار دولار خلال السنة المالية الفيدرالية حتى نهاية يونيو – وهو أعلى مستوى منذ عقود.
حرب الرسوم إلى أين؟
تأتي هذه القرارات في لحظة فارقة لأسواق المال العالمية، وسط ترقب واسع لموجة انتقامية مرتقبة من أوروبا والمكسيك. وبينما يسعى البيت الأبيض لتعزيز موارده المالية وفرض شروط أكثر صرامة على الشركاء التجاريين، يبقى مستقبل الاتفاقات التجارية عبر الأطلسي غامضًا، مع مخاطر انتقال الصدمة إلى سلاسل الإمداد العالمية وأسعار السلع الرئيسية.
الخلاصة
رسوم ترمب الجديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك تصعّد الحرب التجارية لمستوى غير مسبوق، مع استمرار تعثر المفاوضات واحتدام الضغوط داخل الاتحاد الأوروبي. وبينما تدخل عائدات جمركية ضخمة إلى الخزينة الأميركية، تزداد الضبابية حول مصير التجارة الحرة بين أكبر اقتصادات العالم – ما يفرض على المستثمرين والشركات الاستعداد لحقبة طويلة من التوتر والتقلب.