🔺 3% نمو… ووراءه ضجيج الصمت: هل الاقتصاد الأمريكي يتعافى فعلًا أم يختبئ خلف الأرقام؟
الاقتصاد الأمريكي عاد إلى مسار النمو في الربع الثاني من 2025، مسجّلًا نموًا بنسبة 3% وفقًا للتقدير الأولي لمكتب التحليل الاقتصادي (BEA)، بعد انكماش بنسبة 0.5% في الربع الأول، أول تراجع منذ أكثر من ثلاث سنوات.
لكن رغم هذا العنوان الإيجابي، تكشف البيانات أن الزخم الفعلي داخل الاقتصاد ما يزال ضعيفًا، وأن القفزة الحالية تعود بدرجة كبيرة إلى عوامل مؤقتة أبرزها تقلبات التجارة الناتجة عن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب منذ "يوم التحرير".
هذا التقرير يفكك ما وراء الرقم، ويحلل كيف أصبح النمو محصورًا بين قفزة مؤقتة... وواقع اقتصادي أكثر هشاشة.
📈 نمو ظاهري... مدفوع بانخفاض الواردات
أبرز محركات الارتفاع في الناتج المحلي كانت تراجع الواردات، التي تُحتسب سلبًا في حسابات الناتج المحلي.
• BEA: "النمو يعكس انخفاضًا في الواردات بعد موجة تخزين جماعية في الربع الأول."
• غريغوري داكو (EY): "البيانات تُخفي تباطؤًا داخليًا… والرسوم خلقت وهمًا اقتصاديًا."
🧠 نظرة مركّب: الناتج ارتفع لأن الشركات توقفت عن الشراء من الخارج، لا لأن المستهلكين أو المستثمرين ضخوا المزيد من النشاط. النمو لا يُترجم إلى قوة فعلية في الطلب المحلي.
🛒 الاستهلاك يرتفع... لكنه أقل من العادة
إنفاق المستهلكين ارتفع إلى 1.4% بعد أن كان 0.5% فقط في الربع الأول، لكنه لا يزال دون متوسط الأداء التاريخي.
• "ريتشاردسون – ADP": "المستهلكون يبدون مرونة... لكنهم لا يقودون النمو."
• البيانات تشير إلى عودة النشاط في المبيعات جزئيًا بعد انخفاض أسعار النفط.
🧠 نظرة مركّب: نمو الإنفاق مشروط بتحسّن ظرفي في أسعار الطاقة، وليس مؤشّرًا على موجة توسع استهلاكي متواصلة.
🏭 التباطؤ في الطلب الداخلي الحقيقي
المقياس الذي يعتمد عليه الاقتصاديون لقياس الزخم الحقيقي، وهو "المبيعات إلى المشترين المحليين الخواص"، تباطأ إلى 1.2% – أضعف قراءة منذ 2022، بعد أن سجل 1.9% في الربع الأول.
• توماس رايان (Capital Economics): "هذا المقياس يعكس واقعًا أكثر برودًا مما يوحي به الرقم الكلي."
• بعض التباطؤ ناتج عن تراجع مؤقت في أسعار النفط بعد الرسوم الجمركية.
🧠 نظرة مركّب: النمو الحقيقي داخل الاقتصاد الأمريكي يتباطأ، والرقم الرئيسي تم تضخيمه بفعل عوامل حسابية وليس حركة فعلية في السوق.
🗳️ ترامب يستغل الرقم... ويضغط على الفيدرالي
في منشور على Truth Social، وصف ترامب رقم 3% بأنه "WAY BETTER THAN EXPECTED"، مطالبًا الفيدرالي مجددًا بخفض الفائدة:
"‘Too Late’ MUST NOW LOWER THE RATE"
• الاجتماع بين ترامب ورئيس الفيدرالي الأسبوع الماضي عزز الضغط السياسي على خفض الفائدة.
• الأسواق لا تتوقع خفضًا قريبًا، لكن احتمالات ذلك تتزايد مع بيانات النمو والوظائف.
🧠 نظرة مركّب: الإدارة السياسية تستخدم أرقام النمو للضغط على صانعي السياسة النقدية، ما يُضفي طابعًا سياسيًا على قرارات يُفترض أن تكون اقتصادية.
⚠️ تحديات تحت السطح: استثمار ضعيف ومخاوف من الرسوم
• الاستثمار الرأسمالي انخفض بشدة في الربع الثاني (دون ذكر نسبة دقيقة).
• الوظائف الخاصة (ADP) تعافت في يوليو إلى 104 ألفًا بعد انخفاض في يونيو.
• شركات مثل Whirlpool وProcter & Gamble بدأت تشعر بثقل الرسوم في نتائجها.
🧠 نظرة مركّب: استمرار هذه المعطيات يعني أن النصف الثاني من 2025 قد يكون أكثر تقلبًا، خصوصًا مع اقتراب مواعيد تنفيذ رسوم جديدة على الصين والهند.
📌 خلاصة مركّب: نمو بدون قاعدة... والأسواق تتأقلم على الحافة
نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% في الربع الثاني يبدو في ظاهره انتعاشًا، لكنه يخفي ضعفًا داخليًا مقلقًا. الأسواق لا تحتفل، بل تترقب قرارات الفيدرالي، وتراقب تطورات الرسوم الجمركية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الدورة الاقتصادية الجديدة في عهد ترامب.
🎯 للمستثمر العربي:
الرقم الإيجابي لا يعني أن الاقتصاد الأمريكي بأمان. تأكّد أن التحركات الحقيقية للأسواق ترتبط بالسياسة التجارية والنقدية لا بالأرقام الظاهرة. كن مستعدًا لتحولات مفاجئة… لأن النصف الثاني من 2025 لم يُكتب بعد.
📩 تابع نشرة مركّب لتصلك تحليلات مثل هذه أولًا بأول
📲 انضم إلى قناة التلغرام
🐦 تابعنا على تويتر: @murakkabnet
هل تود الآن تصميم صورة غلاف للتقرير؟