بينما تراقب الأسواق عن كثب تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الأسعار وسلاسل الإمداد، جاءت بيانات التضخم لشهر مايو لتمنح المستثمرين جرعة تفاؤل جديدة. على الرغم من استمرار القيود التجارية والخلافات مع الصين، سجّل مؤشر أسعار المستهلكين تباطؤًا مفاجئًا في وتيرة الارتفاع، ليضع الفيدرالي أمام معادلة دقيقة بين تراجع الأسعار والضغوط الجيوسياسية المتصاعدة.
تطور مؤشري التضخم السنوي (CPI) والتضخم الأساسي (Core CPI) في الولايات المتحدة منذ 2018 وحتى منتصف 2025. يبرز الرسم موجة ارتفاع ضخمة في معدلات التضخم خلال 2022-2023، تلاها تراجع حاد مع بداية 2024، ثم عودة طفيفة للصعود في الأشهر الأخيرة من 2025، وسط حالة عدم يقين بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق.
ضغوط التضخم تواصل التراجع الشهري... الأسواق تراقب أثر الرسوم
بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر مايو الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أظهرت ارتفاع الأسعار بنسبة 0.1% فقط مقارنة بشهر أبريل، مقابل توقعات بـ0.2%.
على أساس سنوي، ارتفع المؤشر 2.4% في مايو (مقابل 2.3% في أبريل، وهو الأدنى منذ فبراير 2021).
التضخم الأساسي (Core CPI)—الذي يستثني الغذاء والطاقة—سجل ارتفاعًا سنويًا بـ2.8% في مايو، دون تغيير عن أبريل، مع زيادة شهرية 0.1% فقط (أقل من التوقعات عند 0.3%).
السيارات والملابس تُبرّد التضخم الأساسي... لكن الرسوم مستمرة
أبرز أسباب تراجع التضخم الأساسي: انخفاض أسعار السيارات والملابس، وهما من القطاعات التي كان يُتوقع أن يظهر فيها أثر الرسوم الجمركية مبكرًا بعد تطبيقها.
التقرير يغطي فترة ما بعد "يوم التحرير" الذي أعلن فيه ترمب عن رسوم جمركية جديدة هزت الأسواق والشركات، والتي تم تعليق الكثير منها لاحقًا، بينما بقيت رسوم 10% الأساسية مفروضة على معظم الدول.
الرسوم المرتبطة بمكافحة الفنتانيل لا تزال تطال المكسيك وكندا، في حين تستمر الرسوم على قطاعات محددة مثل الصلب، الألمنيوم والسيارات.
الصين تحت المجهر... وواشنطن وبكين تتفقان مبدئيًا على إطار جديد
رغم الهدنة المؤقتة مع الصين، ما تزال الرسوم الفعلية على السلع الصينية تدور حول 30%، وسط استمرار المخاوف بشأن تعطل سلاسل التوريد.
صباح الأربعاء، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار وخطة تنفيذية لتخفيف التوترات التجارية، حيث أكد ترمب موافقته المبدئية، بانتظار توقيعه وتوقيع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
الخلاصة
تباطؤ التضخم الشهري في أمريكا يمنح الأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية وآثارها بعيدة المدى. التفاهم الأخير بين واشنطن وبكين قد يكون بداية مرحلة تهدئة، لكن تأثير الرسوم على المستهلكين والأسواق سيبقى في دائرة الضوء. يظل السؤال الأهم: هل تستمر موجة التباطؤ، أم أن عودة الرسوم وتصاعد التوتر التجاري سيعيدان التضخم إلى الارتفاع؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني! 📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet 🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet
