عادت الأسواق الأميركية في 2025 لتؤكد القاعدة الذهبية في الاستثمار: "الكبار يزدادون قوة في زمن الأزمات". وبينما تصعد الشركات التكنولوجية العملاقة إلى قمم جديدة بعد اضطرابات الرسوم الجمركية وصدمات السياسة النقدية، تبرز مفارقة لافتة: سهم Tesla (TSLA) ينفصل عن رفاقه في قائمة "السبعة العظام" (Mag 7)، متكبدًا خسائر حادة في وقت تُحلّق فيه أسهم Meta (META)، Microsoft (MSFT)، وNvidia (NVDA) عند مستويات قياسية. فما الذي تغيّر؟ ولماذا خرجت تسلا عن رالي العمالقة؟
سهم Tesla ينفصل عن السبعة العظام
تباين أداء أسهم شركات Mag 7 منذ بداية 2025. يظهر أداء متصاعد لكل من META، MSFT وNVDA، بينما حافظت AMZN، GOOGL وAAPL على مسار متذبذب ضمن نطاق سلبي محدود. في المقابل، يتضح هبوط TSLA بشكل متسارع اقترب من -40%، ليفترق عن الرالي الجماعي. الفترة المظللة في الرسم تشير إلى توقيت تفعيل الرسوم الجمركية ثم تعليقها لاحقًا، في مرحلة غيرت توزيع القوى بين العمالقة.
عصر العمالقة الرقميين: لماذا يربح الكبار؟
تؤكد تجارب السنوات الأخيرة أن الشركات الأكبر حجمًا والأكثر سيولة وتقنية صارت قادرة على امتصاص الصدمات بفعالية فائقة.
في أوقات الشكوك والاضطرابات، تتجه السيولة إلى الأسماء التي تملك قاعدة زبائن عالمية وموارد ضخمة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومراكز البيانات.
شركات مثل Meta وMicrosoft وNvidia عززت موقعها ليس فقط كمبتكرين بل كأركان أساسية للبنية التحتية الرقمية للعالم الجديد.
هذه الشركات باتت الوجهة المفضلة لرؤوس الأموال حتى مع تصاعد التوترات التجارية.
لماذا سقطت تسلا من رالي العمالقة؟
سهم تسلا كان لعقود أحد أبطال الرالي التكنولوجي، لكنه في 2025 واجه سلسلة من العواصف:
الجدل السياسي: دخول إيلون ماسك المعترك السياسي وإعلانه عن تأسيس حزب جديد، ما أزعج المستثمرين وفتح مواجهة مع الرئيس ترمب، وأثار قلق السوق من تشتت تركيز الإدارة.
خسارة الحوافز: إلغاء الحوافز الضريبية للسيارات الكهربائية ضمن فاتورة ترمب الضخمة، ما أثّر مباشرة على جاذبية سيارات تسلا.
تقلبات القيادة: تخوّف المحللين من تركيز ماسك على السياسة أكثر من الشركة، مع احتمال تدخل مجلس الإدارة لاحتواء الأزمة.
تبدلات الطلب العالمي: ضغوط تنافسية من الشركات الصينية وانخفاض الدعم الحكومي، وسط حروب أسعار عالمية في سوق السيارات الكهربائية.
الدرس للمستثمرين: "الوضع الطبيعي الجديد" للأسهم الكبرى
يشير تحليل DataTrek إلى أن الفجوة في الأداء بين أسهم النمو العملاقة وأسهم القيمة أو الشركات الصغيرة اتسعت بشكل هيكلي وليس ظرفي.
"الوضع الطبيعي الجديد" في وول ستريت بات قائمًا على قيادة شركات التقنية الكبرى للمؤشرات وصعودها المتواصل حتى في أوقات اللايقين.
السيولة تظل تبحث عن الأمان والابتكار تحت مظلة الكبار.
حتى مع حديث بعض المحللين عن عودة محتملة لأسهم الشركات الصغيرة، أثبتت تطورات 2025 أن السوق يدعم الريادة الرقمية.
مستقبل السوق: هل تظل القيادة في أيدي السبعة العظام؟
مع كل موجة تقلبات سياسية أو تجارية، ترتفع الحاجة إلى الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي، ما يعزز موقع شركات مثل Meta وNvidia وMicrosoft في القمة.
أما من يعتمد على زخم قصير أو قيادة فردية مثيرة للجدل، فيبقى عرضة للضغوط والعزلة عن الرالي الجماعي.
الخلاصة
انفصال سهم تسلا عن ركب العمالقة ليس حدثًا عابرًا بل مؤشر هيكلي على قواعد السوق الجديدة. في عصر الذكاء الاصطناعي، الفوز لمن يملك قاعدة أعمال متنوعة، قدرات ابتكار هائلة، وإدارة تركز على المستقبل لا على العناوين المثيرة للجدل. التحديات السياسية والتجارية ستبقى جزءًا من المشهد، لكن القوة الحقيقية اليوم في يد من يصنع البنية التحتية الرقمية للعالم.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet