سوق العمل الأميركي يُرسل إشارات إنذار جديدة... وسط تصاعد التوتر التجاري
تجه تركيز الأسواق هذا الصباح إلى تقرير الوظائف الأميركية المنتظر لشهر أبريل، والذي يُعد أول اختبار حقيقي لمدى تأثير "رسوم يوم التحرير" التي أطلقها الرئيس ترمب مطلع الشهر، في وقت بدأت تظهر فيه إشارات تباطؤ في سوق العمل، تثير قلق المستثمرين وصناع السياسة على حد سواء.
تباطؤ متوقّع في التوظيف... والبطالة تستقر
من المقرر أن يُصدر مكتب إحصاءات العمل الأميركي تقرير الوظائف في تمام الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت نيويورك.
وبحسب توقعات بلومبيرغ، يُتوقع أن تُظهر بيانات أبريل:
عدد الوظائف المضافة: 125,000 وظيفة فقط (مقارنة بـ228,000 في مارس)
معدل البطالة: 4.2% (دون تغيير)
متوسط الأجور:
شهريًا: +0.3%
سنويًا: +3.9%
عدد ساعات العمل الأسبوعية: 34.2 ساعة
سوق العمل الأميركي يضيف 228,000 وظيفة في مارس
تُظهر الرسوم البيانية الارتفاع في عدد الوظائف خلال مارس، مقابل استقرار في معدل البطالة عند 4.2%، ما يُبرز قوة سوق العمل قبل دخول الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ.
مؤشرات مسبقة تُشير إلى التباطؤ
ورغم أن أثر الرسوم الجمركية لن يظهر بالكامل في بيانات أبريل، إلا أن الإشارات المسبقة تُظهر بوادر تباطؤ واضحة:
تقرير وظائف القطاع الخاص (ADP): أضاف فقط 62,000 وظيفة — أدنى رقم منذ يوليو 2024
طلبات إعانة البطالة: وصلت إلى أعلى مستوى في شهرين
الوظائف الشاغرة: استقرت قرب أدنى مستوى منذ ديسمبر 2020
تباطؤ نمو التوظيف في القطاع الخاص خلال أبريل
الرسم البياني من ADP يُظهر التراجع المستمر في وتيرة التوظيف منذ عام 2022، ويعكس حالة التردد بين الشركات في ظل بيئة سياسية وتجارية غير مستقرة.
الرسوم بدأت تضغط على الاقتصاد
أظهرت بيانات هذا الأسبوع أن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي انكمش في الربع الأول لأول مرة منذ 3 سنوات، مدفوعًا بتسارع الاستيراد قبيل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
كما سجّلت مؤشرات التصنيع وثقة المستهلك تراجعًا لافتًا، في إشارة إلى أن السياسة التجارية بدأت تُقلّص الزخم الاقتصادي.
وتقول فيرونيكا كلارك، المحللة في Citi:
"بيانات أبريل قد لا تعكس بعد التأثير الكامل للرسوم، لأن معظم قرارات التوظيف اتُخذت قبل 2 أبريل."
الفيدرالي تحت الضغط... واحتمال خفض الفائدة يرتفع
مع تصاعد إشارات التباطؤ، تُسعّر الأسواق وفق أداة CME FedWatch احتمالًا بنسبة 60% أن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في يونيو، إذا استمر الضعف في سوق العمل.
تقول نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في ADP:
"القلق هو عنوان المرحلة. الشركات تحاول التوفيق بين حالة عدم اليقين السياسي وبيانات اقتصادية متباينة، ما يجعل قرارات التوظيف أكثر حذرًا وتعقيدًا."
الخلاصة
بين تباطؤ التوظيف، وارتفاع إعانات البطالة، وانكماش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول، يبدو أن تأثير الرسوم الجمركية بدأ يتسلل تدريجيًا إلى قلب سوق العمل.
قد لا تُعطي أرقام أبريل الصورة الكاملة بعد، لكن الأسواق لا تنتظر الأرقام فقط، بل تبحث عن إشارات حاسمة: هل سنشهد تحوّل "الرسوم" من خطر نظري إلى ضغط واقعي على التوظيف والنمو؟
📩 اشترك الآن في نشرة مركب لتحصل على تحليلات حصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!