وول ستريت تتراجع مع تصاعد التوتر التجاري.. رسائل ترمب تعيد شبح الرسوم الجمركية
عادت أجواء التوتر إلى الأسواق الأميركية مع تجدد التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها. الرئيس دونالد ترمب اختار هذا الأسبوع ليوجه رسائل رسمية لزعماء عدة دول آسيوية وأفريقية، مهددًا بفرض رسوم جمركية مرتفعة قد تصل إلى 40%، ومحددًا الأول من أغسطس كموعد جديد لبداية التنفيذ الفعلي. هذه التطورات دفعت المؤشرات الأميركية الرئيسية للهبوط بعد تحقيقها قممًا تاريخية في الأسبوع الماضي، فيما زاد قلق المستثمرين من انعكاسات حرب الرسوم على الشركات والقطاعات الحساسة.
رسائل جمركية تُشعل الأسواق
تراجعت مؤشرات داو جونز (DJI) بأكثر من 400 نقطة (-1%)، وS&P 500 بنحو 0.8%، فيما فقد مؤشر ناسداك قرابة 0.9% وسط ضغوط على أسهم التكنولوجيا، خاصة تسلا (TSLA) التي هبطت بقوة.
ترمب نشر نصوص الرسائل الموجهة إلى زعماء كوريا الجنوبية واليابان (وأيضًا جنوب أفريقيا وماليزيا) على منصاته، معلنًا فرض رسوم بنسبة 25% على واردات هذه الدول بدءًا من 1 أغسطس، مع تهديدات برسوم إضافية تصل إلى 40% لبعض الشركاء.
وأكد الرئيس الأميركي أن كل دولة تنحاز لما وصفه "سياسات BRICS المعادية لأميركا" ستواجه رسومًا إضافية بنسبة 10% دون أي استثناءات.
يأتي ذلك بعد بيان انتقادي من دول BRICS (الصين، الهند، روسيا، جنوب أفريقيا، والبرازيل) لسياسات ترمب التجارية خلال قمتهم الأخيرة.
"سباق" اللحظات الأخيرة لعقد الصفقات
حتى الآن، لم تتمكن الولايات المتحدة من التوصل سوى إلى اتفاقات مع بريطانيا وفيتنام، بالإضافة إلى إطار مبدئي مع الصين، بينما بقيت المفاوضات متعثرة مع اليابان، كوريا، الاتحاد الأوروبي، وجنوب أفريقيا.
وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أكد أن الرسائل التي ترسل هذا الأسبوع لا تعني بدء التنفيذ الفوري للرسوم، بل ستدخل حيز التنفيذ فعليًا في الأول من أغسطس، مع إمكانية منح بعض الدول تمديدًا إضافيًا حتى نهاية الشهر لاستكمال المفاوضات.
قطاع الصحة الأميركي في مهب الريح
بالتزامن مع التصعيد الجمركي، أثار مشروع قانون الضرائب الجديد الذي وقعه ترمب موجة قلق في قطاع الصحة، إذ يعد الأكبر من حيث تقليص الإنفاق الصحي الفيدرالي، وقد يؤدي بحسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس إلى فقدان ما يصل إلى 12 مليون أميركي لتأمينهم الصحي بحلول 2034.
تسلا ومسك... صدام السياسة يضرب السهم
أسهم تسلا (TSLA) هبطت بنسبة 7% بعد تجدد الخلاف بين ماسك وترمب، خاصة بعد إعلان ماسك عن نيته تأسيس حزب سياسي جديد باسم "America Party". وتزامن ذلك مع مخاوف من فقدان الشركة لدعم الإعفاءات الضريبية ضمن مشروع قانون الميزانية الجديد، مما أدى إلى ضغوط إضافية على السهم استفاد منها البائعون على المكشوف، حيث سجلوا أرباحًا بنحو 1.4 مليار دولار في يوم واحد.
النفط: زيادة إنتاج أوبك تقابلها توقعات هبوط الأسعار
رغم الإعلان عن زيادة إنتاج أوبك بـ548 ألف برميل يوميًا للمرة الرابعة على التوالي، وارتفاع أسعار خام تكساس فوق 67 دولار، إلا أن بنوك الاستثمار الكبرى (مثل Goldman Sachs) ما زالت تتوقع هبوط الأسعار إلى متوسط 59 دولارًا لبرميل برنت في الربع الرابع من 2025، بسبب تخمة الإمدادات وضعف الطلب المحتمل.
موسم الأرباح يقترب... وقطاع الطيران تحت المجهر
ينتظر المستثمرون تقرير أرباح Delta Airlines (DAL) يوم الخميس، إيذانًا بانطلاق موسم نتائج الربع الثاني. ويركز المحللون على قدرة شركات الطيران على إدارة التكاليف وسط ضعف التسعير.
الخلاصة
عودة شبح الحروب التجارية إلى الأسواق أعادت المخاطر للواجهة، ودفع المؤشرات الأميركية للهبوط بعد موجة صعود تاريخية. الرسوم الجمركية الجديدة، الغموض حول المفاوضات، وتصاعد الصدام بين السياسة والاقتصاد، كل ذلك يُنذر بفصل صيف ساخن في وول ستريت، خاصة إذا ما بقيت الخلافات بين واشنطن وشركائها قائمة حتى أغسطس.