أعلى مستوى للبطالة منذ عامين... والأسواق في حالة ترقّب
مع تصاعد التوترات التجارية وتزايد التحديات الاقتصادية، سجلت سوق العمل الأميركية إشارات جديدة على التباطؤ، إذ ارتفعت مطالبات البطالة إلى مستويات لم تُسجل منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قفزة حادة في المطالبات المستمرة والأولية
بحسب بيانات وزارة العمل الأميركية الصادرة يوم الخميس، بلغ عدد المطالبات المستمرة — أي أولئك الذين يطلبون الإعانة بشكل أسبوعي — 1.916 مليون شخص في الأسبوع المنتهي في 12 أبريل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2021.
كما ارتفعت المطالبات الأولية إلى 241,000، مقارنة بـ223,000 في الأسبوع السابق، ومتجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى استقرار عند 223,000 فقط.
يوضح الرسم البياني تسارعًا في ارتفاع المطالبات المستمرة منذ بداية 2025، ما يعكس صعوبة إيجاد وظائف جديدة في ظل البيئة الاقتصادية المتقلبة.
التباطؤ يتسارع تحت ضغط الرسوم الجمركية
البيانات الجديدة تأتي في وقت تشهد فيه الأسواق تباطؤًا أعمق نتيجة السياسات التجارية للرئيس دونالد ترمب.
فقد أظهرت بيانات ADP يوم الأربعاء أن القطاع الخاص أضاف 62,000 وظيفة فقط في أبريل — أضعف أداء شهري منذ يوليو 2024، وأقل بكثير من توقعات الاقتصاديين البالغة 115,000 وظيفة.
وقالت نيلا ريتشاردسون، نائبة كبير الاقتصاديين في ADP:
"الكلمة المفتاحية اليوم هي القلق... الشركات تُواجه حالة من الضبابية تجمع بين تذبذب السياسات الاقتصادية وغموض ثقة المستهلكين."
تقلّص حاد في فرص العمل المتاحة
بيانات وزارة العمل أظهرت أيضًا أن عدد فرص العمل المفتوحة في نهاية مارس انخفض إلى 7.19 مليون — من 7.48 مليون في فبراير — وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2024.
والأهم من ذلك، تراجع مؤشر فرص العمل إلى عدد العاطلين إلى 1.02 — في أدنى مستوياته منذ بداية التعافي من جائحة كوفيد-19.
للمقارنة، كانت النسبة في عام 2022 تبلغ 2:1، ما يعكس سوقًا وفيرة بالفرص.
الرسم يوضح الانزلاق من نسبة 2:1 إلى 1:1 تقريبًا، ما يُبرز انكماش ديناميكية سوق العمل مقارنة بمرحلة التعافي القوية.
ترقّب حذر لتقرير الوظائف الحكومي
الأنظار الآن تتجه نحو تقرير الوظائف الرسمي لشهر أبريل، المتوقع صدوره يوم الجمعة.
يتوقع الاقتصاديون أن يُظهر التقرير إضافة 135,000 وظيفة فقط، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2% — نفس مستوى مارس، الذي شهد إضافة 228,000 وظيفة.
أي مفاجأة سلبية في بيانات الجمعة قد تُفاقم من ضغوط السوق، وتعيد سيناريو الركود بقوة إلى الساحة.
الخلاصة
تعكس البيانات الأخيرة أن سوق العمل الأميركي بدأ يفقد زخمه بشكل واضح، تحت ضغط الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف الأعمال وضعف ثقة المستهلك.
ورغم أن معدل البطالة لا يزال منخفضًا نسبيًا، فإن التباطؤ في التوظيف، وتراجع فرص العمل، وارتفاع المطالبات، كلها مؤشرات تُنبئ بأن المرحلة المقبلة قد تكون أكثر تقلبًا مما تتوقعه الأسواق.
تقرير الوظائف المرتقب سيكون نقطة تحوّل في تقييم صحة الاقتصاد الأميركي، وإشارة مهمة لمسار الفيدرالي والسياسات المالية المقبلة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet