التضخم الأساسي يفاجئ الأسواق بالارتفاع إلى 2.7%... والأنظار تتجه للفيدرالي وسط ضعف الإنفاق والدخل
وسط حالة ترقب مشوبة بالحذر، جاءت بيانات التضخم الأساسية لشهر مايو لتعيد الأسواق إلى قلب النقاش الساخن: هل الفيدرالي جاهز لخفض الفائدة، أم أن ضغوط الأسعار لا تزال أقوى من أن تُهمل؟ وبينما ينتظر المستثمرون أي إشارة من البنك المركزي، تكشف أرقام الإنفاق والدخل عن اقتصاد يفقد زخمه بوتيرة متسارعة، لتتداخل حسابات السياسة النقدية مع معادلة معقدة من المخاطر والتوقعات.
التضخم يتجاوز التوقعات... ومؤشر الإنفاق الأساسي عند ذروة 2024
مؤشر PCE الأساسي (المفضل للفيدرالي):
ارتفع بنسبة 0.2% في مايو (توقعات 0.1%).
على أساس سنوي، بلغ 2.7% (مقابل 2.6% متوقعة)، ليتجاوز قراءة أبريل ويبتعد أكثر عن هدف الفيدرالي البالغ 2%.
التضخم العام:
ارتفع المؤشر الكلي للأسعار 0.1% في مايو، ليصل المعدل السنوي إلى 2.3%، بما يتماشى مع التوقعات.
أسعار المواد الغذائية صعدت 0.2%، بينما هبطت أسعار الطاقة 1% (وبينها البنزين -2.2%).
الإنفاق والدخل... إشارات متزايدة على تباطؤ الاقتصاد
إنفاق المستهلكين:
تراجع بنسبة 0.1% في مايو (كان متوقعًا ارتفاعه 0.1%)، في أوضح إشارة حتى الآن على ضعف الزخم الاستهلاكي.الدخل الشخصي:
هبط بشكل مفاجئ بنسبة 0.4% (مقابل توقعات بزيادة 0.3%)، ليعزز المخاوف من أن محركات النمو الأميركي بدأت في التباطؤ مع دخول موجة الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ في الصيف والخريف.
الصورة الكاملة: التضخم يقاوم… لكن مؤشرات الضعف تتكاثر
أسعار الخدمات والسكن:
أسعار الخدمات ارتفعت بنسبة 3.4% سنويًا، لتبقى المحرك الأكبر للتضخم، في حين استقرت أسعار السلع (+0.1% فقط).رد فعل الأسواق:
رغم أرقام التضخم المرتفعة، حافظت الأسواق على تفاؤل نسبي: العقود الآجلة للأسهم واصلت الارتفاع، وصعدت عوائد سندات الخزانة.قراءة الخبراء:
يرى جاري شلوسبرغ من Wells Fargo أن التقرير "دليل إضافي على فقدان الاقتصاد للزخم تدريجيًا قبل موجة الرسوم الجمركية"، معتبرًا أن الآمال بخفض الفائدة في يوليو لا تزال قائمة لكنها تبقى "مبكرة".
موقف الفيدرالي... انقسام بين الصقور وضغوط البيت الأبيض
باول يلتزم الحذر:
جدد رئيس الفيدرالي جيروم باول تمسكه بسياسة الانتظار، مفضلاً ترقب نتائج بيانات التضخم المقبلة، رغم تصاعد هجوم الرئيس ترمب الذي وصفه بـ"الغبي" وهدد باستبداله في القريب العاجل.جدل داخلي:
في ظل استمرار التضخم عند مستويات معتدلة وتراجع الإنفاق والدخل، بدأ بعض أعضاء الفيدرالي يميلون تدريجيًا لدعم خفض الفائدة إذا لم تتصاعد الأسعار بشكل كبير مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة.
الخلاصة
تُجدد بيانات مايو حالة عدم اليقين في المشهد الاقتصادي الأميركي: التضخم لا يتراجع كما يأمل الفيدرالي، بينما تتزايد مؤشرات ضعف الإنفاق والدخل، في ظل استعداد الاقتصاد لاستقبال التأثير الكامل للرسوم الجمركية. وحتى اجتماع يوليو، ستبقى الأسواق مُعلّقة بين احتمالات الخفض ومخاطر استقرار الأسعار فوق الهدف. القرار النهائي للفيدرالي سيحدد إيقاع الأسواق في النصف الثاني من العام… فهل نشهد أخيرًا خفض الفائدة المنتظر أم أن الضغوط التضخمية ستفرض كلمتها مجددًا؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet