بين الأرقام الجيدة والمخاطر المتزايدة... فورد تُعيد تموضعها وسط تهديدات جمركية
في وقتٍ يشهد فيه قطاع السيارات الأميركي ضغوطًا غير مسبوقة، أعلنت Ford (F) عن نتائج قوية للربع الأول من 2025، لكنها فاجأت الأسواق بسحب توقّعاتها السنوية بالكامل، محذّرة من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
الرسالة واضحة: الأرباح مهددة، رغم النمو.
نتائج فصلية تفوق التوقعات... لكن القلق يتصاعد
الإيرادات: 40.7 مليار دولار، مقابل توقعات بـ36.75 مليار.
ربحية السهم المعدلة: 0.14 دولار، أفضل من التوقعات بخسارة 0.04 دولار.
الأرباح التشغيلية (EBIT): بلغت مليار دولار، مقابل 308 ملايين فقط كانت متوقعة.
ورغم هذه الأرقام القوية، حذّرت Ford من أن الرسوم الجمركية الجديدة ستُكلّفها 1.5 مليار دولار من الأرباح التشغيلية في 2025، ما دفعها إلى سحب توجيهاتها بالكامل لبقية العام.
الرسوم تغيّر الحسابات... وسلاسل التوريد في خطر
في بيان صريح، حذّرت الشركة من أن البيئة الراهنة تتسم بـ:
مخاطر على سلاسل الإمداد قد تؤثر على الإنتاج.
رسوم جمركية إضافية محتملة من جانب الولايات المتحدة.
ردود انتقامية محتملة من شركاء تجاريين.
ضبابية في سياسات الضرائب والانبعاثات داخل السوق الأميركي.
ورغم أن Ford تنتج 80% من سياراتها المباعة في أميركا داخل البلاد، إلا أن رسوم استيراد القطع بنسبة 25% تضغط على هامش الربح، ما يُصعّب من خطط الإنتاج والتوسع.
كيف أدت وحدات Ford الثلاث في الربع الأول؟
استراتيجية Ford+ التي تفصل الأعمال إلى ثلاث وحدات رئيسية، أظهرت تباينًا لافتًا في الأداء:
وحدة Ford Pro الخاصة بالمركبات التجارية كانت الرابح الأكبر، بينما واصلت وحدة السيارات الكهربائية Model e تسجيل خسائر ضخمة، لتؤكد التحديات المستمرة أمام التحول الكهربائي في زمن الرسوم والتقلبات.
ارتفاع مبيعات أبريل... و"صفقة وطنية" لكسب المستهلك
شهدت Ford ارتفاعًا بنسبة 5% في مبيعات التجزئة خلال الربع الأول، مدفوعة بمبيعات الشاحنات وSUVs.
وفي أبريل فقط، قفزت المبيعات بنسبة 19%، في ما يُعتقد أنه سباق استباقي من المستهلكين قبل تطبيق الرسوم.
وفي تحرك مفاجئ، أطلقت الشركة عرضًا باسم "Handshake Deal for America"، وهو عبارة عن خصم يصل إلى 4,000 دولار على معظم الموديلات، تحت شعار "سعر الموظفين للجميع". وتم تمديد العرض حتى 4 يوليو.
الخلاصة:
في وقتٍ تُحقّق فيه Ford نتائج تفوق التوقعات، تُطلق الشركة في المقابل إنذارًا ماليًا مبكرًا: الرسوم الجمركية قد تُعيد كتابة معادلة الأرباح.
مزيج من التكاليف الإضافية، والمخاطر السياسية، وضعف اليقين التنظيمي يُهدّد بتقليص الهوامش، حتى في ظل عروض تسويقية جريئة وتحركات استباقية لدعم الطلب المحلي.
تبدو Ford وكأنها تتقدّم بخطى واثقة على حبل مشدود... فهل تنجح في الحفاظ على التوازن بين الربحية والابتكار في عهد ترمب الثاني؟
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet