رغم استمرار أسواق الأسهم الأميركية في التحليق بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، إلا أن حالة القلق والحذر لا تزال تهيمن على أوساط كبار المستثمرين ومديري الصناديق. فحتى بعد تعافي السوق بقوة منذ قاع أبريل، يفضّل كثيرون البقاء على الهامش أو توزيع الأموال بطريقة متحفظة، بدلاً من الاندفاع وراء موجة الصعود الأخيرة.
مستوى المخاطرة عند مديري الصناديق العالميين
نسبة المستثمرين الذين يرفعون المخاطرة فوق المعدل الطبيعي لا تزال عند أدنى مستوياتها منذ 2020، بل وصافي النسبة سلبي بأكثر من 20% بحسب مسح Bank of America الأخير.
ما أسباب هذا الحذر رغم المكاسب؟
التقلبات السياسية والجمركية:
الرئيس ترمب أطلق حزمة رسوم جمركية جديدة لم تتضح نتائجها بعد على الاقتصاد الأميركي والعالمي، ما زاد حالة الضبابية في السوق.تردد الفيدرالي:
رغم تراجع التضخم، لم يُرسل الاحتياطي الفيدرالي بعد إشارات واضحة حول سرعة أو توقيت خفض الفائدة، وهو ما يدفع كثيرين للانتظار وترقّب مزيد من المؤشرات.التوترات الجيوسياسية:
تجدد الصراع في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل وما له من انعكاسات على أسعار النفط والطاقة يضيف طبقة جديدة من القلق ويقلص شهية المخاطرة.
توقعات المؤسسات الاستثمارية: تراجع جماعي بعد أزمة أبريل
توقعات بنوك الاستثمار لمؤشر S&P 500 مع نهاية 2025
خفّضت كبريات بنوك الاستثمار (Goldman Sachs، JPMorgan، Morgan Stanley، Deutsche Bank وغيرها) توقعاتها للمؤشر بعد موجة البيع في أبريل، ثم رفعت بعضها لاحقًا مع تعافي السوق. لكن معظم التوقعات لا تزال دون ذروة بداية 2025.
التوقع المتوسط الآن: 6100 نقطة (أعلى من المستويات الحالية لكن أقل من طموحات بداية السنة).
Wells Fargo: الأكثر تفاؤلًا (7007 نقطة).
HSBC وBank of America: الأكثر تحفظًا (5600 نقطة تقريبًا).
هل الحذر مؤشر إيجابي أم سلبي للأسهم الأميركية؟
يرى عدد من الاستراتيجيين أن احتفاظ كبار المستثمرين بحالة حذر قد يكون بمثابة "وقود مستقبلي" لمزيد من الصعود في السوق، فلو تحسنت المعطيات فجأة (كخفض الفائدة أو هدوء سياسي أو تراجع التوترات الجيوسياسية) قد تشهد الأسواق تدفقًا ضخمًا لرؤوس الأموال مجددًا—وهو ما يعرف بظاهرة "ألم التسرع وراء الصعود".
كيفن غوردون – Charles Schwab:
"من الطبيعي أن يبقى المزاج العام سلبيًا حتى مع اقتراب السوق من أعلى مستوياته التاريخية. هذا النوع من الصعود المكروه عادةً ما يكون مستدامًا لفترة أطول مما يعتقد المتشائمون."
الخلاصة
رغم الاقتراب المتجدد من الذرى القياسية، يبقى الحذر هو القاعدة بين كبار المستثمرين. هذا التردد في ضخ الأموال يحمي السوق من فقاعة مفاجئة، لكنه أيضًا يُبقي الباب مفتوحًا أمام مزيد من الصعود إذا تبددت الشكوك. المميز في هذا الصعود الأخير أنه مدعوم بقطاعات متنوعة تتجاوز التكنولوجيا الضخمة، مع حضور قوي لقطاعي الخدمات اللوجستية والطيران—ما يعزز مناعة السوق أمام أي صدمات مفاجئة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet