الاتحاد الأوروبي يستعد للرد بقائمة رسوم قيمتها 21 مليار يورو على السلع الأميركية
التصعيد التجاري يبلغ ذروته
تدخل العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مرحلة شديدة الحساسية مع ارتفاع حرارة التصعيد الجمركي إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات. فبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من أغسطس، كشفت بروكسل عن استعدادها لرد قوي، واضعةً على الطاولة قائمة انتقامية بقيمة 21 مليار يورو على منتجات أميركية، في خطوة تهدد بانفجار أكبر مواجهة تجارية عبر الأطلسي منذ أكثر من عقدين.
رسوم أوروبية انتقامية... "كرت الضغط" في المواجهة الكبرى
أوضح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني في مقابلة مع صحيفة "إل ميساجيرو" أن الاتحاد الأوروبي أعد بالفعل قائمة واسعة من الرسوم الانتقامية بقيمة 21 مليار يورو (24.5 مليار دولار)، على منتجات أميركية تشمل قطاعات استراتيجية عدة. وشدد تاجاني أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ فور فشل المفاوضات مع واشنطن، بل ولم يستبعد فرض حزمة ثانية في حال تعثرت المحادثات نهائيًا.
رغم التصعيد، أبدى تاجاني تفاؤله بإمكان التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، معتبرًا أن الهدف الاستراتيجي هو إقامة منطقة تجارة حرة بصفر رسوم جمركية تشمل كندا، الولايات المتحدة، المكسيك وأوروبا.
وأكد تاجاني أن استمرار المواجهة سيضر بجميع الأطراف، معتبراً أن استمرار الحرب التجارية يهدد مدخرات الأميركيين ومعاشات التقاعد إذا تراجعت أسواق الأسهم.
ضغوط نقدية... البنك المركزي الأوروبي في قلب العاصفة
التصعيد الجمركي وضع الاقتصاد الأوروبي تحت ضغط جديد، ما دفع وزير الخارجية الإيطالي للمطالبة بإطلاق برنامج جديد للتيسير الكمي (شراء السندات)، مع دراسة تخفيض إضافي للفائدة، في محاولة لتعويض أثر الرسوم ودعم اقتصادات منطقة اليورو المتضررة من الضبابية التجارية والسياسية.
مفاوضات شاقة... والمخاطر لا تزال قائمة
أشار المفوض الأوروبي لشؤون التجارة ماروش شيفتشوفيتش إلى وجود تقدم في المفاوضات مع واشنطن، لكنه حذر من أن تطبيق رسم 30% قد يؤدي فعليًا إلى شلّ التجارة الثنائية بين الطرفين.
من جانبها، أعلنت بروكسل تمديد تعليق الإجراءات المضادة حتى مطلع أغسطس، في انتظار آخر نتائج المفاوضات. وفي تحرك عاجل، شددت المستشارة الألمانية فريدريش ميرتس على العمل مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، لتجنب تصعيد أكبر وتقديم حل سريع للأزمة الجمركية.
بين التشاؤم والسيناريو المتفائل
تباين التوقعات:
يرى بعض المسؤولين الأوروبيين أن المفاوضات لا تزال قادرة على تجنب التصعيد الكامل، فيما تُبدي الأسواق حساسية متزايدة لأي أنباء عن الرسوم، بسبب أثرها المباشر على الثقة والادخار والاستثمار.أسباب الضغوط:
تصاعد التوترات التجارية وعدم اليقين بشأن مستقبل الرسوم الجمركية يضغطان سلبيًا على الأسواق الأوروبية والأميركية، ويعطلان سلاسل التوريد، ما يرفع كلفة الإنتاج ويضغط على نمو الأرباح.السيناريو المتفائل:
في حال نجاح المفاوضات وتجنب الرسوم الانتقامية، قد يشهد النصف الثاني من 2025 تعافيًا قويًا للأسواق، مع عودة الثقة وتحفيز النمو الاقتصادي.
الخلاصة
المواجهة الجمركية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضعت الاقتصاد العالمي في اختبار دقيق جديد، مع تهديدات واضحة لاستقرار الأسواق والمدخرات الفردية. أمام هذا الواقع، يبقى مفتاح الحل في قدرة المفاوضين على تفادي التصعيد، وإيجاد أرضية مشتركة تعيد الثقة للمستثمرين وتحمي التوازن المالي في أكبر اقتصادات العالم.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet