نظرة مركب لأسواق 2026 👀
كيف يستعد المستثمر الذكي لعام قد يحمل فرصًا كبرى… ومفاجآت ليست بسيطة؟
قبل أسابيع فقط، اشتعلت موجة مضاربة في آسيا على دمية صغيرة اسمها لابوبو. لعبة بلا قيمة اقتصادية حقيقية، لكن الضجيج وحده دفع آلاف الناس لشرائها بأسعار مرتفعة، ثم انهار الطلب فجأة وهبط السعر بقسوة.

هذه القصة ليست غريبة، وليست محصورة في الألعاب.
هي مرآة دقيقة لما يحدث في الأسواق كل عام:
ناس تركض وراء الضجة، وناس تبني ثروتها بهدوء.
في مركب، نكتب هذا التقرير لأن 2026 لن تكون سنة “ضجيج بسيط” فقط.
لدينا:
عالم يتجه نحو حماية تجارية أكبر
تفكك جيوسياسي متزايد
ثورة ذكاء اصطناعي تعيد تشكيل خريطة الربح
وأسواق عالمية ما زالت قوية… وربما أقوى مما ينبغي
السؤال ليس: هل نصعد أم نهبط؟
السؤال: كيف نستعد لجميع السيناريوهات؟
🔍 أولاً: لماذا لا نؤمن في مركب بفكرة “توقعات سنة واحدة”؟
الأسواق تُخطئ، والتوقعات تُخطئ، والمحللون يُخطئون أكثر.
لكن المستثمر الذكي لا يحتاج إلى أن يعرف ماذا سيحدث في مارس أو سبتمبر.
في مركب، نعتبر أن:
عام واحد هو محطة، وليس خطة.
الاستثمار الحقيقي يُبنى على مسارات تمتد 5–10 سنوات، وليس على “توقعات رأس السنة”.
لهذا، نظرتنا لعام 2026 ليست محاولة للتنبؤ بالأسعار، بل محاولة لفهم:
أين تتراكم القيمة؟
وأين تتشكل فقاعات جديدة؟
وما هي المخاطر التي لا يراها المستثمر العادي؟
🤖 الذكاء الاصطناعي: بين الفرص الحقيقية والفقاعات اللامعة
1) الشركات الحقيقية
هناك شركات بنت أعمالًا حقيقية، تدفقات نقدية، وخنادق اقتصادية واسعة، مثل:
شركات البنية التحتية السحابية
شركات الشرائح المتقدمة
شركات تمتلك نماذج أعمال مستقرة وتستفيد من AI لتعزيز قوتها
هذه الشركات ليست “فقاعة” — أسعارها قد تكون مرتفعة، لكنها مبنية على أرباح، قاعدة مستخدمين، واستثمارات طويلة الأجل.
2) الشركات التي تركب الموجة
في الجانب الآخر، توجد شركات:
إيراداتها ضعيفة
تحرق الكاش بلا توقف
وتستفيد فقط من كلمة “AI” في العروض التقديمية
وهذه تحديدًا هي “لابوبو الأسواق”.
قد ترتفع بقوة مع المزاج الإيجابي، لكنها لا تمتلك القدرة على البقاء عندما تهدأ الموجة.
خلاصة مركب:
ليست كل أسهم الذكاء الاصطناعي فرصًا.
الفرصة الحقيقية في الشركات التي لديها قيمة اقتصادية، لا مجرد قصة.
⚠️ التركّز: الخطر الذي لا ينتبه له أغلب المستثمرين
عام 2025 كشف لنا شيئًا مهمًا:
الأسواق أصبحت معتمدة بشكل كبير على عدد صغير جدًا من الشركات.
حتى من يستثمر عبر صناديق المؤشرات أصبح مكشوفًا بقوة لشركات tech الكبرى، دون أن ينتبه:
سهم واحد قد يشكّل وزناً كبيرًا من محفظتك
وأسهم قليلة تتحكم في حركة المؤشر كله
هذا التركّز يعني أنك قد لا تكون “متحفظًا” كما تظن،
بل قد تكون في وضع مخاطرة عالية متنكرة في هيئة استثمار آمن.
ماذا نفعل في مركب؟
نستخدم سقفًا واضحًا للتعرّض لكل سهم كبير
نخفف المراكز عندما يصبح وزنها غير صحي
ننقل جزءًا من الأرباح إلى أسهم عالمية ذات جودة عالية بتقييمات عادلة
🌍 أوروبا وآسيا: هل آن وقت تنويع حقيقي خارج السوق الأميركي؟
🇪🇺 أوروبا:
سوق بتوقعات منخفضة… وهذا جيد للمستثمر الذكي.
التضخم تحت السيطرة
الفائدة منخفضة وقد تنخفض أكثر
التقييمات ليست مبالغًا فيها
بعض القطاعات تقدّم فرصًا أفضل من نظيراتها الأميركية
لكن المخاطر قائمة:
عودة المستهلك للإنفاق ليست مضمونة
وسوق العمل قد يتعرض للضغط
ومع ذلك، أوروبا تقدم اليوم ما يسمى في مركب بـ:
“فرص معقولة بتوقعات منخفضة” — وهذا غالبًا ما يصنع عوائد قوية.
🇨🇳 آسيا والصين: صورة مزدوجة
الجزء القوي: التكنولوجيا
شركات مثل:
Alibaba
Tencent
Baidu
تبني خنادق اقتصادية واسعة، وتدخل في سباق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
هذه الشركات يمكن أن تقود نموًا طويل الأجل.
الجزء المعطَّل: الاستهلاك والعقار
أزمة القطاع العقاري تضغط على “إحساس الثروة” لدى المستهلك
والإنفاق في الصين يعتمد تاريخيًا على الشعور بالثراء، وليس فقط الدخل الشهري
أين الفرص الحقيقية؟
في الشركات القيادية داخل القطاعات التي تخضع لإعادة تنظيم حكومي يقلل الطاقة الإنتاجية الزائدة — كالحديد والبطاريات والسيارات الكهربائية.
السوق لم يسعّر هذه التحولات بالكامل بعد.
💵 ماذا عن الدولار؟
في مركب، نرى أن الدولار قد يواجه بعض التراجع مع تضييق الفجوة بين الفائدة الأميركية والفائدة العالمية.
وهذا يجعل التنويع الدولي أكثر جاذبية في 2026.
🧠 سلوك المستثمرين: أكبر خطر في 2026 ليس اقتصاديًا… بل نفسيًا
المشكلة ليست الذكاء الاصطناعي، ولا أوروبا، ولا العقار.
المشكلة الأكبر هي:
سلوك المستثمرين أنفسهم.
الخوف، الطمع، FOMO، مطاردة الأسهم التي “تسمع عنها” دون فهم أساسياتها.
تمامًا كما حدث مع “لابوبو”:
الناس اشترت شيئًا بلا قيمة لأنها ظنت أنه “سيطير”.
في مركب، القاعدة بسيطة:
إذا كان سبب الشراء: “ما بدي يفوتني القطار”…
فغالبًا هذا القطار ليس ذاهبًا لمكان يستحق الوصول.
📌 ماذا يفعل مستثمر مركب في 2026؟
إليك خطة العمل المعتمدة لدينا:
1) ثبّت توزيع الأصول
لا تسمح لسهم أو قطاع بأن يبتلع محفظتك.
2) خفف التركّز
خاصّة في أسهم التكنولوجيا العملاقة التي صعدت بقوة.
3) ابحث عن الفرص خارج الولايات المتحدة
أوروبا وآسيا تقدمان فرصًا ذات جودة وقيمة أفضل في عدة قطاعات.
4) في الذكاء الاصطناعي… اختر “القوي” وليس “اللامع”
ابحث عن الشركات ذات الأرباح، الميزانيات المتينة، والميزة التنافسية.
5) احتفظ بهامش كاش
ليس لتوقيت السوق، بل لاقتناص الفرص عندما تهدأ الضوضاء.
الخلاصة:
عام 2026 لن يكون سهلًا، لكنه أيضًا عام مليء بالفرص للمستثمر المنضبط.
والمعادلة بسيطة:
ابتعد عن الضجيج… واقترب من القيمة.
وركّز على الجودة… واترك العاطفة خارج المحفظة.



