في مفاجأة هزّت أسهم قطاع التقنية العالمي، أطلقت ASML، الشركة الهولندية الرائدة في معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية، تحذيرًا بأن نموها في 2026 بات مهددًا لأول مرة منذ أكثر من عقد. جاء ذلك رغم تجاوز حجوزات الربع الثاني لتوقعات السوق، في ظل تزايد المخاوف من أثر الرسوم الجمركية وعدم اليقين السياسي على الطلب العالمي.
أرقام قياسية... لكن القلق مستمر
حجوزات الربع الثاني: بلغت 5.54 مليار يورو (6.4 مليار دولار)، متفوقة على إجماع المحللين البالغ 4.44 مليار يورو، ما يعكس قوة الطلب المتواصل—خصوصًا من صانعي رقاقات الذكاء الاصطناعي.
أهمية ASML: تُعد الشركة المزود الوحيد عالميًا لأجهزة الطباعة الضوئية المتقدمة (EUV) التي تمكّن عمالقة التقنية مثل Nvidia (NVDA) وApple (AAPL) من إنتاج الشرائح عالية الأداء.
التحدي الأكبر: الرسوم الجمركية وضبابية السياسة العالمية
قال الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه:
"مستوى عدم اليقين يتزايد، ويرجع ذلك أساسًا إلى العوامل الاقتصادية الكلية والجيوسياسية، وعلى رأسها الرسوم الجمركية."
وأضاف المدير المالي روجر داسن أن الشركة تعمل مع سلاسل الإمداد للتقليل من أي أثر مباشر أو غير مباشر للرسوم، لكن من المبكر تحديد حجم الخطر الفعلي.
هل تتراجع وتيرة النمو في 2026؟
أوضحت الشركة:
"بينما نستعد للنمو في 2026، لا يمكننا تأكيده في الوقت الحالي."
إذا تحقق سيناريو الاستقرار، سيكون 2026 أول عام يشهد ركودًا في الإيرادات منذ 2012، بعد أكثر من عقد من النمو المتواصل.
مع ذلك، يرى بعض المستثمرين أن الطلب القوي مستمر على الأقل حتى نهاية 2025.
الطلب الصيني... زخم مستمر رغم القيود
الصين شكّلت 27% من مبيعات ASML في آخر ثلاثة أرباع، مع تسارع المصانع الصينية في شراء الآلات الأقل تطورًا، تحسبًا لأي قيود أميركية جديدة.
هذا يعكس استعداد السوق الصيني للتعامل مع التشديدات ويبقي زخم المبيعات قائمًا رغم القيود الجزئية.
رد فعل الأسواق والتحليل المالي
هبط سهم ASML بنسبة 7.3% في بداية التداولات بعد صدور التحذير.
قال المحلل مايكل روغ من Degroof Petercam:
"نتائج الربع الثاني قوية للغاية، ويقودها طلب غير مسبوق من مصنعي رقاقات الذكاء الاصطناعي."
مستقبل 2026 يبقى مرهونًا بتطورات يصعب التنبؤ بها: تصعيد الرسوم، تغييرات سلاسل الإمداد، وتوترات الملف الصيني-الأميركي.
الخلاصة
تحذير ASML يُعد جرس إنذار واضحًا بأن عصر النمو السهل في قطاع الرقائق قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة من العوائق والتحديات—من تصاعد النزاعات التجارية إلى تقلبات سلاسل الإمداد. رغم المخاطر، يبقى الطلب على الذكاء الاصطناعي واستعداد السوق الصيني عاملين داعمين للنصف الثاني من 2025، لكن من الضروري مراقبة تطورات المشهد الجيوسياسي عن كثب.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet