🔥 الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يستعد لخفضين جديدين للفائدة هذا العام وسط انقسام حاد حول مسار 2026
أظهر استطلاع لرويترز أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) يستعد لتنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام الجاري، في أكتوبر وديسمبر، بخطوات مقدارها 25 نقطة أساس لكل منها، وسط خلاف واسع بين الاقتصاديين حول المسار المستقبلي للفائدة في عام 2026.
🏦 الاحتياطي الفيدرالي يواصل دورة التيسير النقدي
بعد خفضه الأول في سبتمبر الماضي، والذي كان الأول منذ ديسمبر 2024، يبدو أن الفيدرالي قرر إعطاء الأولوية لدعم سوق العمل على حساب مخاطر التضخم المستمرة، حيث لا تزال الأسعار مرتفعة نسبيًا بفعل الرسوم الجمركية الجديدة، في حين تظهر علامات ضعف تدريجي في سوق العمل.
وبحسب استطلاع رويترز الذي شمل 117 اقتصاديًا، فإن 115 منهم يتوقعون أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في اجتماعه يوم 29 أكتوبر إلى نطاق 3.75% – 4.00%.
أما بالنسبة لاجتماع ديسمبر، فـ 71% من الاقتصاديين يرون أن المجلس سينفذ خفضًا آخر بنفس المقدار، فيما يتوقع اثنان فقط خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس في نهاية العام.
📊 الأسواق المالية تستبق القرار بثقة تامة
متداولو عقود الفائدة الآجلة في الأسواق أصبحوا أكثر قناعة من المحللين، إذ قاموا بتسعيرٍ كاملٍ لاحتمال تنفيذ خفضين متتاليين بحلول نهاية 2025، في ظل تحولٍ تدريجي في توجهات أعضاء لجنة السوق المفتوحة (FOMC)، وعلى رأسهم جيروم باول (Jerome Powell)، نحو تركيز السياسة النقدية على التوظيف أكثر من التضخم.
لكن المشهد الاقتصادي تعقد أكثر بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ ثلاثة أسابيع، والذي أدى إلى تأخير نشر بيانات أساسية حول التضخم والوظائف، ما جعل الرؤية الاقتصادية أكثر ضبابية.
💬 الانقسام داخل الفيدرالي... النصف يرى التضخم الخطر الأكبر والنصف الآخر يخشى الركود
قال رايان وانغ (Ryan Wang)، الخبير الاقتصادي الأمريكي في بنك إتش إس بي سي (HSBC):
“يمكن القول إن نصف أعضاء اللجنة يركّزون على مخاطر سوق العمل، بينما النصف الآخر قلق بشأن التضخم... الصعوبة تكمن في معرفة ما إذا كان تباطؤ التوظيف ناتجًا عن ضعف في الطلب على العمالة أم نقص في المعروض منها، لأن ذلك يحدد كيف يجب أن يتصرف الفيدرالي.”
بيانات القطاع الخاص الأخيرة تشير إلى أن معدلات التسريح والتوظيف بقيت متواضعة، ما يعني أن سوق العمل لم ينهَر، لكنه يفتقد الزخم السابق.
📉 التضخم مستقر فوق المستهدف… والبطالة شبه ثابتة
تُظهر تقديرات الاستطلاع أن معدل البطالة سيظل حول 4.3% سنويًا حتى عام 2027، دون تغيير يُذكر عن الشهر الماضي، بينما سيبقى التضخم أعلى من 2%، أي فوق هدف الفيدرالي على مدار الأعوام المقبلة.
وتشير البيانات المؤجلة المنتظر صدورها في 24 أكتوبر إلى أن معدل التضخم الاستهلاكي ارتفع إلى 3.1% في سبتمبر بعد أن كان 2.9% في أغسطس، ما يضع الفيدرالي في مأزق بين خفض الفائدة لدعم النمو والخشية من إعادة إشعال التضخم.
📉 انقسام واسع حول مسار الفائدة في 2026
الاقتصاديون منقسمون إلى سبعة آراء مختلفة بشأن مستوى الفائدة بنهاية 2026، إذ تتراوح التوقعات بين 2.25% – 2.50% و3.75% – 4.00%.
ويعود هذا الانقسام إلى عدم وضوح من سيخلف جيروم باول بعد انتهاء ولايته في مايو المقبل، ما يجعل الأسواق في حالة ترقب سياسي واقتصادي في آن واحد.
وفي سؤال منفصل في الاستطلاع، رأى 76% من الاقتصاديين (25 من أصل 33) أن الخطر الأكبر هو أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة أكثر من اللازم، مما قد يضعف استقلاليته ويزيد الضغوط السياسية عليه.
🏛️ ترامب يضغط... واستقلالية الفيدرالي على المحك
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Donald Trump) يواصل الضغط علنًا على الفيدرالي لتسريع وتيرة خفض الفائدة.
وقال بريت رايان (Brett Ryan)، كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك (Deutsche Bank):
“الخطر الأكبر أن نشهد مزيدًا من التخفيضات العام المقبل... إن خطر فقدان الفيدرالي استقلاليته هو الأعلى مقارنة بأي إدارة سابقة.”
هذه التصريحات تعكس تزايد التوتر بين البيت الأبيض والفيدرالي، وهو ما يضيف عنصرًا جديدًا من عدم اليقين للأسواق قبيل انتخابات 2026.
🔮 النظرة المستقبلية
• خفض الفائدة مرتين إضافيتين في 2025 أصبح شبه مؤكد، لكن مسار 2026 لا يزال غامضًا بشدة.
• استمرار التضخم فوق 3% قد يقيّد قدرة الفيدرالي على التيسير، خاصة إذا لم تتحسن بيانات التوظيف.
• خطر التسييس في قرارات السياسة النقدية يتصاعد، ما قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق.
• الأسواق تترقب هوية رئيس الفيدرالي القادم لما سيكون له من أثر مباشر على مستقبل السياسة النقدية.
💡 خلاصة مُركّب:
الفيدرالي يدخل مرحلة حساسة من التوازن بين إنقاذ سوق العمل وكبح التضخم، وسط ضغط سياسي متزايد من ترامب وانقسام داخلي بين صقور التضخم وحمائم النمو.
خفضان إضافيان متوقعان في أكتوبر وديسمبر، لكن ما بعد ذلك يبقى غامضًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات.
في عالم يسوده التقلّب، ستتحدد وجهة الاقتصاد الأمريكي — وربما العالمي — بمقدار ما يستطيع الفيدرالي الصمود أمام السياسة.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركّب+
• راقب بيانات التضخم والبطالة بدقة — فهي مفاتيح قرارات الفيدرالي القادمة.
• حافظ على توازن بين أصول النمو (الأسهم) وأصول الحماية (الذهب والسندات).
• لأن السياسة النقدية أصبحت ساحة معركة بين الاقتصاد والسياسة، الاستباق الواعي هو السلاح الأقوى.
📊 لأن الذكاء الاستثماري لا ينتظر البيانات... بل يقرأ ما وراءها.
🎯 اشترك في مُركّب+ لتبقى سابقًا بخطوة على الأسواق والسياسيين معًا.