🔥 إصلاح نظام الفائدة الذي اقترحته رئيسة الاحتياطي الفدرالي في دالاس “لوري لوغان” يحظى بترحيب حذر... الفيدرالي يستعد لمرحلة جديدة من التغيير في 2026
أثار اقتراح رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان (Lorie Logan) لإصلاح آلية استهداف سعر الفائدة الأساسية اهتمامًا واسعًا في أوساط البنوك المركزية والاقتصاديين، إذ دعت إلى استبدال معدل الفيدرال فندز (Federal Funds Rate) التقليدي بمعدل جديد يعرف باسم سعر الضمانات الثلاثية (TGCR – Tri-Party General Collateral Rate) ليكون المعيار الأساسي للسياسة النقدية الأمريكية.
الفكرة تلقّت ترحيبًا فنيًا من عدد من الخبراء لكنها تواجه عراقيل مؤسسية وزمنية في ظل قرب انتهاء دورة تقليص ميزانية الفيدرالي وتغيّر القيادة المرتقب العام المقبل.
⚙️ ما الذي دفع لوري لوغان لاقتراح التغيير؟
ترى لوغان، التي كانت مسؤولة سابقًا عن عمليات السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك، أن الوقت مناسب لإعادة هيكلة نظام استهداف الفائدة بعد أن أصبحت سوق الفيدرال فندز شبه مجمدة منذ التوسع في ميزانية الفيدرالي عقب أزمة 2008.
تشير بيانات باركليز (Barclays) إلى أن حجم التداول اليومي في سوق TGCR يتجاوز تريليون دولار، مقابل نحو 100 مليار دولار فقط في سوق الفيدرال فندز التقليدية، ما يجعل المعدل الجديد أكثر تمثيلًا لحالة السيولة الحقيقية في النظام المالي.
لوغان أوضحت أن التحوّل إلى TGCR سيسمح للفيدرالي بمراقبة أوضح لتقلبات السيولة قصيرة الأجل، خصوصًا مع اقتراب نهاية برنامج التشديد الكمي (QT) الذي يستنزف السيولة من الأسواق منذ ثلاث سنوات.
💡 نظرة مُركّب: خطوة لوغان ليست رمزية، بل محاولة لتحديث عدّاد نبض الاقتصاد الأمريكي بما يعكس واقع الأسواق الحديثة بعد عقود من التوسع النقدي.
🏛️ ردود الفعل داخل الفيدرالي وخارجه
رحّب عدد من الشخصيات المؤثرة بالفكرة من حيث المبدأ، مثل إيلين ميد (Ellen Meade) من جامعة ديوك التي وصفتها بأنها “مقترح منطقي وتوقيته مناسب”، وويليام دادلي (William Dudley) الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي بنيويورك الذي اعتبر أن التغيير “تقني بالأساس ولن يغيّر جوهر السياسة النقدية”.
لكن داخل الفيدرالي، يسود حذر واضح. فالمسؤولون يؤكدون أن سعر الفيدرال فندز لا يزال يعمل بفاعلية وأن جميع معدلات الفائدة القصيرة تتحرك معه بالاتجاه ذاته، مما يجعل الحاجة لتبديله محل نقاش.
أما جيروم باول (Jerome Powell) رئيس الفيدرالي، فعبّر مؤخرًا عن ثقته في “فعالية نظام الاحتياطيات الوفيرة” الحالي في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي، ما فُهم على أنه ميل للإبقاء على الوضع القائم.
💡 نظرة مُركّب: دعم أكاديمي متزايد يقابله تحفظ مؤسسي؛ الفيدرالي لا يحب التغيير السريع خاصة قبل مرحلة انتقال القيادة.
📊 التحديات التقنية والاقتصادية
يُتوقع أن يواجه سعر TGCR تقلبات موسمية حادة، خصوصًا حول تواريخ الضرائب ونهايات الأشهر والفصول، ما قد يصعّب على الفيدرالي تمييز “الإشارة” من “الضجيج”.
تقرير باركليز أشار إلى أن التذبذبات المرتفعة قد تضر بثقة المستثمرين إذا فشل الفيدرالي في السيطرة عليها، رغم دعمه للفكرة من حيث المبدأ.
ومع ذلك، قد لا يكون الفيدرال قادرًا على تجنّب التغيير طويلًا، فحتى سوق الفيدرال فندز نفسها باتت تواجه تذبذبات متزايدة مع استمرار عملية تقليص الميزانية العمومية.
كما حذر بيل نيلسون (Bill Nelson) كبير الاقتصاديين في Bank Policy Institute من أن “انهيار سوق الفيدرال فندز كان نتيجة حتمية للتوسع في ميزانية الفيدرالي”، داعيًا إلى إعداد خطة طوارئ لانتقال منظم نحو هدف جديد.
💡 نظرة مُركّب: النظام النقدي الأمريكي أمام مفترق طرق، إما تكييف أدواته أو مواجهة تقلبات يصعب ضبطها مع تضاؤل السيولة.
🕰️ العقبات السياسية والزمنية
من المرجّح أن يُؤجَّل أي قرار فعلي بشأن التحوّل إلى ما بعد مايو 2026 حين تنتهي ولاية جيروم باول، إذ يُفضل صانعو القرار أن يتولاها رئيس جديد للفيدرالي لضمان الاستقرار المؤسسي.
يُذكر أن الفيدرالي ناقش مقترحًا مشابهًا قبل عقد من الزمن عند الاستعداد لرفع الفائدة من مستوياتها الصفرية بعد الأزمة المالية، لكنه تراجع حينها حفاظًا على بساطة النظام القائم.
خبراء Wrightson ICAP كتبوا في مذكرة حديثة أن “التحول محتمل لكنه يجب أن ينتظر حتى تتضح معالم المرحلة التالية من السياسة النقدية”، في إشارة إلى احتمال اكتمال خفض الميزانية العمومية خلال الأشهر المقبلة.
💡 نظرة مُركّب: الإصلاح النقدي القادم سيكون أبطأ مما يتمنى البعض، لكنه بات مطروحًا بجدية على طاولة الفيدرالي بعد سنوات من التأجيل.
🔮 النظرة المستقبلية
تلوح في الأفق مرحلة انتقالية للفيدرالي الأمريكي تتسم بارتفاع التذبذب في أسعار الفائدة قصيرة الأجل مع تراجع السيولة البنكية.
يُتوقع أن يتبنى البنك المركزي استراتيجية “الانتظار والمراقبة” حتى تتضح ملامح القيادة الجديدة، مع احتمال اختبار سعر TGCR تجريبيًا ضمن عمليات السوق المفتوحة في 2026.
💡 نظرة مُركّب: الانتقال نحو نموذج نقدي أكثر مرونة بات مسألة وقت، لكن تنفيذه سيعتمد على التوازن بين الاستقرار المالي وجرأة القيادة المقبلة.
💡 خلاصة مُركّب:
إصلاح “لوغان” ليس ثورة في السياسة النقدية بل تحديث ضروري لواقع تغيّر جذريًا منذ أزمة 2008. وبينما يرى البعض أنه تعديل تقني، فإن أثره على أدوات الفيدرالي، وعلى تسعير القروض والودائع، سيكون عميقًا على المدى الطويل.
القيادة الجديدة في 2026 ستحدد ما إذا كانت أمريكا ستدخل عهد “فائدة جديدة” أكثر استجابة للسوق.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركَّب+
نحن لا نكتفي بمتابعة قرارات الفيدرالي، بل نفككها لنكشف انعكاساتها على المحافظ الاستثمارية، وتوجهات السيولة، وسلوك العائد في أدوات الدخل الثابت.
📊 لأن الفهم الحقيقي للسياسة النقدية يعني استباق القرارات لا انتظارها.
🎯 اشترك الآن في مُركَّب+ لتفهم كيف تصنع الفائدة مسار السوق، ومن يستفيد منها حقًا.



