2025: بين الآمال الكبيرة والتحديات العاصفة 🔭
الأسواق في 2025: بين طموحات النمو وعواصف التحديات + ترامب2
المتشائمون يجيدون رصد المخاطر، لكنهم يفتقدون رؤية الفرص التي تصنع المستقبل.
مرحباً بك عزيزي القارئ 👋
يسعدنا أن نرحب بك في النسخة المجانية من "مُركَّبْ" لهذا الأسبوع، حيث نقدم لك تحليلات معمقة حول أبرز تطورات الأسواق المالية.
في هذا العدد، نسلط الضوء على العام 2025: بين الآمال الكبيرة والتحديات العاصفة. سنناقش كيف يمكن للمستثمرين التوفيق بين الطموحات العالية والضغوط الاقتصادية المتزايدة، مع التركيز على أبرز القطاعات والأسهم التي تستحق المتابعة.
إذا فاتتك بعض المقالات السابقة، فلا تفوّت فرصة الاطلاع عليها:
سهم الطاقة المتجددة الذي انخفض بأكثر من 78% من أعلى مستوياته: هل يمثل فرصة استثمارية واعدة؟
بعد ارتفاع بنسبة 441% في عام 2024: هل سهم روكيت لاب فرصة شراء في عام 2025؟
ابقَ معنا لاستكشاف المزيد من الأفكار التي ستساعدك في مواجهة تحديات الأسواق بثقة ووضوح.
المتشائم يرى الصعوبات في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة. اجمع بين رؤيتهما لتكون مستثمرًا حكيمًا وتدرك التحديات وتقتنص الفرص..
عام 2025 يفتح الباب أمام تساؤلات مهمة: هل ستستمر الأسواق في تحقيق مكاسبها، أم ستواجه عثرات غير متوقعة؟ ما الذي يمكن أن تدفع به الابتكارات التكنولوجية إلى الأمام؟ وكيف ستتعامل الاقتصادات مع الكوارث الطبيعية من حرائق وأوبئة جديدة محتملة؟ في هذا التقرير، نبحث عن إجابات لهذه الأسئلة لنساعد المستثمرين على بناء رؤية متوازنة لعام مليء بالفرص والتحديات.
آفاق النمو في 2025: فرص واعدة تدفع الأسواق نحو الصعود
أسواق الأسهم تتمتع بقدرتها على التعافي والنمو على المدى الطويل، حيث نادرًا ما نشهد أسواقًا هابطة، وعندما تحدث فإنها تكون قصيرة مقارنة بفترات الصعود المستدامة. منذ عام 1978، ارتفع مؤشر S&P 500 بمعدل مذهل بلغ 66.6 ضعفًا. خلال هذه الفترة، لم تحدث سوى ستة أسواق هابطة، بمتوسط مدة يبلغ 14 شهرًا لكل منها، وغالبًا ما كانت ناتجة عن ركود اقتصادي.
في ديسمبر 2024، وصل مؤشر S&P 500 إلى مستوى قياسي عند 6090.27 نقطة قبل أن يغلق العام عند 5881.63 نقطة. ومع بداية 2025، أنهى المؤشر الأسبوع الثاني عند 5827 نقطة، قرب متوسطه المتحرك لخمسين يومًا. أما مؤشر ناسداك فقد شهد أداءً مشابهًا ببلوغه مستويات قياسية قبل أن يتراجع قليلًا.
نتوقع تقلبًا محدودًا في الأسابيع القادمة، مع احتمالية عودة الأسواق لتحقيق مستويات قياسية جديدة مع دخول فصل الربيع. إيد يارديني
أسباب الفاؤل:
1. أرباح قوية للربع الرابع:
تشير التوقعات إلى تسجيل أرباح الشركات نموًا بنسبة 8.2%، مع قيادة قطاعات مثل البنوك، وأشباه الموصلات، والحوسبة السحابية، وتجارة التجزئة، والمطاعم. المواسم السابقة شهدت مفاجآت إيجابية، ومن المرجح استمرار هذا الاتجاه.
2. معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2025:
يُعتبر هذا الحدث منصة لعرض أحدث التقنيات، حيث يركز هذا العام على الذكاء الاصطناعي. أعلنت Nvidia عن توقعات إيجابية دفعت سهمها للارتفاع بنسبة 12.1% في حينه قبل أن يتراجع بعد بيانات البطالة وتوقعات التضخم. كما أعلنت مايكروسوفت عن استثمار ضخم بقيمة 80 مليار دولار في مراكز البيانات، مما يعزز من البنية التحتية التكنولوجية (كل ذلك يشير إلى استمرار الزخم الذي تقوده ثورة الذكاء الاصطناعي).
3. نمو اقتصادي مستدام:
تشير تقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع 2024 إلى نمو بمعدل يتراوح بين 2.5% و3.0%. وعلى الرغم من التباطؤ في الإنفاق على المعدات والماكنات، فإن الاستثمار في البرمجيات والملكية الفكرية يستمر بمعدل نمو قوي يبلغ 5.2%.
4. استمرار الإنفاق الاستهلاكي:
يبقى المستهلكون محركًا أساسيًا للاقتصاد، مع ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 5.5%، وزيادة في مبيعات السيارات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن معدلات البطالة المنخفضة تدعم ثقة المستهلكين.
التحديات الداهمة: ما الذي قد يعكر صفو 2025؟
رغم التوقعات الإيجابية، هناك مخاطر وتحديات ملموسة قد تؤثر على الأسواق:
1. السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب 2.0:
قد تؤدي السياسات الجديدة إلى نتائج غير متوقعة. ارتفاع التعريفات الجمركية قد يُشعل التضخم، بينما قد يؤدي ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى اضطرابات في سوق العمل وزيادة التكاليف التشغيلية. السيناريو الأكثر خطورة يتمثل في حدوث "ركود تضخمي"، وهو احتمال ليس مستبعد تماماً ويقدر حدوثه بنسبة 20% بحسب مؤسسة يارديني للأبحاث.
2. ارتفاع أسعار الفائدة:
قد تؤدي استجابة سوق السندات لسياسات الإدارة الجديدة إلى رفع عائدات السندات لمستويات أعلى. إذا وصل العائد إلى 5%، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، مما يعزز مخاوف الركود ويؤدي إلى تراجع تقييمات الأسهم.
3. الكوارث الطبيعية والأزمات الصحية:
حرائق لوس أنجلوس: استمرار الحرائق المدمرة في كاليفورنيا يُشكل تهديدًا على النشاط الاقتصادي المحلي، مع تأثيرات على قطاعات التأمين والعقارات والبنية التحتية.
فيروس متفشٍ في الصين: ظهور فيروس جديد في الصين قد يُعطل سلاسل التوريد العالمية، خاصةً في قطاعات التكنولوجيا والصناعة، مما يعيد إلى الأذهان تداعيات الأوبئة السابقة مثل كوفيد-19.
النظرة النهائية: كيف نوازن بين المخاطر والمكافآت؟
رغم أن عام 2025 يحمل في طياته فرصًا جذابة للنمو والازدهار، فإن المخاطر الحقيقية الناجمة عن السياسات الاقتصادية غير المتوقعة، وارتفاع أسعار الفائدة، والكوارث الطبيعية، والأزمات الصحية، تتطلب من المستثمرين توخي الحذر. الأسواق المالية أظهرت مرارًا قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة، لكن التوازن بين المخاطر والمكافآت سيظل التحدي الأكبر.
ما عليك التفكير به؟
التنويع الذكي: ركز على بناء محفظة متنوعة تضم أصولًا من قطاعات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والسلع الأساسية، للحد من تأثير التقلبات.
مراقبة السياسات الاقتصادية: تابع عن كثب التغيرات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على الأسواق العالمية.
الاستثمار طويل الأجل: ركز على الشركات ذات الأسس القوية والنماذج التجارية المستدامة التي يمكنها تحمل التقلبات.
صندوق الطوارئ يحميك ويحمي استثماراتك: هو خط الدفاع الأول لحماية الاستثمارات، حيث يتيح تغطية النفقات الطارئة دون الحاجة إلى السحب القسري من الأصول الاستثمارية، خاصة في أوقات انخفاض السوق. يساعد الصندوق على تجنب الاقتراض المكلف والحفاظ على الاستراتيجية الاستثمارية طويلة الأجل، مما يضمن استمرار الاستفادة من العوائد المركبة. كما يعزز الاستقرار النفسي للمستثمر، مما يمكنه من اتخاذ قرارات أكثر حكمة خلال الأزمات المالية، ويحقق التوازن بين احتياجاته الشخصية وأهدافه الاستثمارية.
باتباع نهج مدروس واستراتيجي، يمكن للمستثمرين الاستفادة من الفرص التي يقدمها العام الجديد، مع حماية أنفسهم من التحديات المحتملة.