وول مارت تُحذّر: الرسوم الجمركية قد تُقلّص أرباح 2025 بشكل كبير
في خضم التصعيد الكبير في الحرب التجارية بعد دخول رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة حيز التنفيذ، تجد Walmart (WMT) نفسها في قلب العاصفة، وسط قلق متزايد من تأثير هذه السياسات على أرباحها المستقبلية، وعلى ثقة المستثمرين في السوق الأميركي ككل.
نظرة حذرة رغم الحفاظ على التوازن السنوي
أكدت Walmart يوم الأربعاء أنها لا تزال تتوقع نموًا في المبيعات خلال الربع الأول بنسبة تتراوح بين 3% و4%، لكنها في المقابل قلصت نطاق توقعات نمو الأرباح التشغيلية إلى ما بين 0.5% و2% فقط، مما يعكس ضغوطًا واضحة على الهوامش في بداية العام.
وفق بيان الشركة، يعود هذا التراجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
تغيّر غير مواتٍ في مزيج فئات المنتجات
ارتفاع تكلفة المطالبات التأمينية
الرغبة في الحفاظ على مرونة التسعير في ظل الرسوم الجمركية الجديدة
ورغم هذه التعديلات، لم تُجرِ الشركة أي تغيير على توقعاتها السنوية المعلنة سابقًا في 20 فبراير:
نمو سنوي للمبيعات: بين 3% و4%
نمو سنوي معدل في الأرباح التشغيلية: بين 3.5% و5.5%
هذه التوقعات تُظهر تمسك Walmart باستراتيجيتها طويلة الأمد رغم الاضطرابات الراهنة، مع مراعاة المخاطر المتزايدة في الأجل القريب.
الرسوم تدخل حيّز التنفيذ... والأسواق تتفاعل سريعًا
دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب على الصين حيز التنفيذ رسميًا يوم الأربعاء، بنسبة 104% على السلع الصينية، ما مثّل تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وردت الصين برفع رسومها الانتقامية على البضائع الأميركية من 34% إلى 84%، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة فرض رسوم شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات منذ نهاية الأسبوع الماضي، لتشمل شركاء تجاريين من أوروبا وآسيا.
في ظل هذا التصعيد، تراجعت أسهم Walmart بنسبة 2% في تداولات ما قبل الافتتاح، وهي الآن منخفضة بنسبة 9% خلال آخر خمس جلسات تداول، مع توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط هذه الاضطرابات.
الضغط على التكاليف... وتحديات استراتيجية في الأفق
تُعد Walmart واحدة من أكثر الشركات المعرضة لتأثير مباشر من الرسوم الجمركية. ووفقًا لتقديرات Evercore ISI، فإن الشركة تستورد ما يقارب 105 مليار دولار من السلع سنويًا، مما يجعلها على رأس قائمة الشركات التي تواجه خطر ارتفاع التكاليف بشكل حاد.
المحلل Greg Melich أوضح أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تآكل الأرباح التشغيلية بمعدل ثلاث مرات أكثر من توقعات السوق الحالية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الشركة في إدارة التسعير والربحية.
ومن المنتظر أن يواجه التنفيذيون في Walmart سلسلة من الأسئلة الصعبة خلال الاجتماعات الجارية مع المحللين ووسائل الإعلام، حول خطط التكيّف مع هذه البيئة التجارية الجديدة، خصوصًا في ما يتعلق باستراتيجيات الشراء، والتفاوض مع الموردين، وإدارة هوامش الربح.
الخلاصة
تُظهر Walmart خليطًا محسوبًا من المرونة والانضباط المالي، إذ تتمسّك بأهدافها السنوية رغم تعديلات الربع الأول التي تعكس واقعًا ضاغطًا على التكاليف وهوامش الربح. ومع بدء تطبيق الرسوم الجمركية وتصاعد التوترات التجارية، تدخل Walmart مرحلة حرجة تتطلب منها التوازن بين حماية الأسعار للمستهلكين، والحفاظ على الربحية للمستثمرين.
في سوق يشهد استقطابًا سياسيًا حادًا، واضطرابًا اقتصاديًا متزايدًا، يبقى التحدي الأكبر أمام Walmart هو قدرتها على الحفاظ على مكانتها القيادية في قطاع التجزئة دون أن تتآكل مكاسبها بفعل حرب تجارية لا يبدو أن نهايتها قريبة.
📬 بدّل اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب اليومية حول الأسهم والأسواق العالمية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet