كيف غيّرت رسوم ترمب وتجارة تاكو قواعد وول ستريت في 2025؟
موجة تقلبات جديدة تُنعش تكتيك الشراء عند الهبوط
عاد مصطلح "Buy the Dip" (اشترِ عند التراجع) ليحتل صدارة مشهد وول ستريت هذا الأسبوع، وسط عاصفة من التصريحات النارية حول الرسوم الجمركية والتقلبات السياسية غير المسبوقة. في بيئة استثمارية تبدو كقطار سريع بين التصعيد والتهدئة، برزت من جديد "تجارة TACO"— اختصارًا لعبارة "ترامب دائمًا يتراجع في النهاية" — لتجسد رهان الأسواق على أن تصعيد الرسوم عادةً ما ينتهي بتسويات مؤقتة.
متوسط عائد S&P 500 في الجلسة التي تلي يومًا سلبيًا — سجل مؤشر S&P 500 خلال 2025 أعلى متوسط عائد يومي بعد الجلسات الهابطة منذ أكثر من عقدين، ما يعكس ثقة المتداولين الأفراد في فاعلية استراتيجية "Buy the Dip" رغم موجات التقلبات الحادة.
"تجارة TACO": بين التصعيد السياسي ورهانات المتداولين
رغم الخطاب التصعيدي الأخير من الرئيس ترمب، الذي اتهم الصين بخرق الاتفاق التجاري عبر منصته Truth Social، ظل المستثمرون يراهنون على نمط التهدئة في نهاية المطاف.
كل تراجع حاد للسوق أصبح فرصة للشراء، مع تعافي الأسهم بسرعة فور تخفيف حدة التصريحات أو ظهور مؤشرات لانفراج أزمة الرسوم.
الأسبوع الماضي شهد ذروة جديدة: فقد أعلنت الإدارة الأميركية عن خطط لتوسيع القيود التكنولوجية على الصين، ما تسبب بموجة بيع حادة يوم الجمعة. إلا أن السوق ارتد سريعًا مع استمرار الرهان على سيناريو "التصعيد ثم التراجع".
قلق المؤسسات وتحذيرات الاستراتيجيين
فيما يستفيد الكثير من المستثمرين الأفراد من هذه الدورات السريعة، يحذر كبار الاستراتيجيين من هشاشة هذا النمط.
تقول جولي بيل (Kayne Anderson Rudnick):
"هناك احتمال أن يدفع الضغط السياسي ترمب إلى التشدد أكثر، ما قد يؤدي إلى هبوط أكثر عنفًا في الأسواق."
أما بول غرونوالد (S&P Global) فيصف الوضع بـ"لعبة قطار الموت" التي لا تخدم خطط الاستثمار الطويلة، ولا تساعد الشركات على اتخاذ قرارات استراتيجية واثقة.
"سحابة عدم اليقين" القانونية تخيم على الأسواق
أضفت المعارك القانونية مزيدًا من الغموض على المشهد؛ إذ ألغت محكمة في مانهاتن جزءًا كبيرًا من رسوم ترمب الجمركية، قبل أن تعيد محكمة الاستئناف تفعيلها مؤقتًا في انتظار القرار النهائي.
ويرى غرونوالد أن "هذه السحابة الثقيلة من عدم اليقين تؤثر سلبًا على صفقات الاستحواذ والاستثمارات".
أما كالي كوكس (Ritholtz Wealth Management) فتنصح المستثمرين بالتركيز على بيانات الاقتصاد الفعلي (مثل تقرير الوظائف وسياسات الفيدرالي) وعدم الانجرار وراء عناوين الأخبار السياسية فقط.
هل تستمر "تجارة TACO" أم حان زمن الحساب؟
رغم استفادة الأسواق مرارًا من نمط "الهبوط المؤقت يعقبه تعافٍ سريع"، إلا أن معظم المحللين يرون أن هذا النمط يقترب من نهايته مع تصاعد الضغوط السياسية واقتراب الانتخابات، إلى جانب تحديات الفيدرالي القانونية والمالية.
الخلاصة:
لا تزال استراتيجية الشراء عند التراجع حية في وول ستريت، لكن الأسواق أصبحت أكثر حساسية وأقل قدرة على احتمال مفاجآت سياسية أو تشريعية كبيرة.
النصيحة الذهبية للمستثمرين: لا تضع كل رهاناتك على نمط واحد مهما بدا ناجحًا في الماضي، وراقب دائمًا المؤشرات الاقتصادية والسياسية عن كثب لتجنب الصدمات غير المتوقعة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet