توقعات اجتماع الفيدرالي الأمريكي ديسمبر 2025 وأثره على الأسواق والدولار والذهب
غدًا، تُعقد اللحظة التي تحبس لها الأسواق أنفاسها. يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في واحدة من أكثر جلساته حساسية خلال الأعوام الأخيرة، وسط اقتصاد تتقاطع فيه إشارات التضخم والتباطؤ، وتترقبه بورصة نيويورك كما تترقبه عواصم المال من فرانكفورت إلى شنغهاي.
فهل يقدم الفيدرالي على خفض ثالث للفائدة لإنعاش سوق العمل؟ أم يُبقي قبضته مشدودة في مواجهة تضخم لم يهدأ تمامًا؟
في هذا المقال، نضع القارئ في قلب الحدث، مستعرضين بعمق ما يجري خلف أبواب الفيدرالي، وما يمكن أن يعنيه القرار المنتظر للأسواق الأمريكية والعالمية، للدولار، وللمعدن الذي يلمع حين يضطرب كل شيء: الذهب.
سواء خفّض الفيدرالي الفائدة أم ثبتها، تذكر أن القرارات النقدية تُحرّك الأسواق، لكن ما يصنع الثروة على المدى الطويل هو الانضباط في اقتناص الفرص.
وفي خضم الضجيج، تبقى الأسهم عالية الجودة — الشركات ذات الأرباح المستقرة والنماذج التشغيلية القوية — هي الملاذ الحقيقي للمستثمر الصبور، خاصةً عندما تتاح بأسعار معقولة.
🚀 في مركب+، نتابع هذه الشركات لحظة بلحظة، ونرصد لك متى تقترب جودتها من السعر المناسب.
الفيدرالي في لحظة مفصلية: معضلة التضخم أم بطالة؟
يشير مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي (PCE) إلى مستويات تتراوح بين 2.8% و3%، بينما ارتفعت البطالة إلى 4.4%، في ظل تباطؤ سوق العمل، وإغلاق حكومي سابق أعاق صدور بيانات أساسية. في تصريح وصف الوضع بـ”القيادة في الضباب”، لمّح رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى صعوبة اتخاذ قرار دون بيانات حديثة.

انقسام داخل الفيدرالي: إلى أين تتجه أسعار الفائدة؟
تتجه التوقعات إلى خفض محتمل للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما تسعره الأسواق بنسبة تتجاوز 89%. لكن الانقسام داخل لجنة السوق المفتوحة بات جليًا. أصوات مثل جون ويليامز وكريستوفر والر تدفع نحو التيسير، بينما تحفظت سوزان كولينز معتبرة أن التضخم ما زال يتطلب الحذر. المتوقع أن يكون الخفض إن حدث، مصحوبًا بلهجة متشددة تشير إلى أن المسار المستقبلي مفتوح على احتمالات متعددة.
الأسواق الأمريكية: صعود مدفوع بالتفاؤل
بورصة وول ستريت استبقت الاجتماع بموجة صعود دفعت S&P 500 وناسداك لمشارف قمم جديدة. أسهم الشركات الصغيرة قادت المكاسب، مع مراهنة المستثمرين على خفض الفائدة كعامل دعم مباشر. في المقابل، قطاع البنوك يتأرجح بين استفادة من تحسن محافظ السندات وضغط على هوامش الربحية. سوق السندات أظهر بعض التقلب مع ارتفاع العائدات، في حركة احترازية قبيل القرار.
أثر عالمي: أوروبا تتريث، والأسواق الناشئة تتنفس
في أوروبا، ينتظر المستثمرون قرار الفيدرالي على خلفية تصريحات متشددة من المركزي الأوروبي. التباين بين التوجهين يثير تقلبًا في العائدات والأسهم. في الأسواق الناشئة، خفض الفائدة الأمريكية يعني تراجع الضغط على العملات والديون، ما يدفع لتدفقات استثمارية وتحسن في المعنويات، خصوصًا في أمريكا اللاتينية وآسيا.
الدولار: موجة ضعف متواصلة؟
مؤشر الدولار سجل تراجعًا بنحو 9% خلال 2025. التوقعات بخفض الفائدة تضغط على الدولار أمام عملات رئيسية كاليوورو والين. في حال خفض الفيدرالي دون تشديد لغوي، قد يواصل الدولار هبوطه، ما يعزز القوة الشرائية للمستثمرين الأجانب ويعيد توزيع التدفقات عبر أسواق الصرف.
الذهب: فوق $4200 والأفق مفتوح
الذهب بلغ مستويات قياسية تتجاوز 4200 دولار للأونصة، مستفيدًا من ضعف الدولار وتوقعات تيسير نقدي واستمرار التوترات الجيوسياسية. أي خفض للفائدة دون نبرة متشددة قد يدفع المعدن إلى مستويات 4300 وما فوق، بينما لهجة حذرة قد تؤدي إلى تصحيح محدود. مع ذلك، تظل ديناميات الذهب صاعدة بدعم من البنوك المركزية والمستثمرين الباحثين عن ملاذ.
خلاصة مركب، ماذا يعني كل ما سبق لك كمستثمر؟
✅ إليك خمس خلاصات مركب:
لا تلاحق القرار... راقب الاتجاه.
قرار الفيدرالي لحظي، لكن الاتجاه النقدي هو ما يُعيد تسعير الأسواق.الأسهم عالية الجودة هي جوهر الفرص.
ابحث عن شركات قوية، بأرباح مستقرة، عند تقييمات معقولة — خاصة في لحظات الترقب.ضعف الدولار لا يعني خطرًا... بل فتح نوافذ.
الأسواق الناشئة، والسلع، وبعض العملات تستفيد من هذا التحول، وقد تحمل فرصًا مدروسة.لا تستخفّ بالذهب — لكن لا تنخدع ببريقه اللحظي.
الذهب ملاذ في الفوضى، لكنه لا يغني عن استراتيجية طويلة الأجل.تأمل الأسواق خارج أمريكا.
خفض الفيدرالي قد يحرّك تدفقات نحو أوروبا والخليج وآسيا. المتابعة العالمية ضرورة، لا رفاهية.










