توقعات وول ستريت للأسهم في 2025: تباطؤ متوقع بعد أفضل عامين منذ 1998
هذا المقال يعتمد بشكل كبير على تقرير منشور على ياهو فايننس
بعد عامين استثنائيين حقق فيهما مؤشر S&P 500 مكاسب تجاوزت 20% سنويًا - وهو إنجاز لم يتحقق منذ أواخر التسعينيات - تدخل الأسواق المالية عام 2025 بتوقعات متباينة. يرى المحللون أن السوق الأمريكية ستشهد تباطؤًا طبيعيًا في وتيرة النمو، مدفوعة بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي قد تساهم في زيادة التقلبات. وبينما تظل الأرباح القوية والنمو الاقتصادي عوامل دعم رئيسية، يبقى التضخم والسياسات الجديدة للإدارة الأمريكية القادمة عوامل تضيف الغموض إلى المشهد الاستثماري. في هذا المقال، نستعرض أهم توقعات وول ستريت لعام 2025، والتحديات والفرص التي قد تشكل ملامح السوق في العام الجديد.
قوة الاقتصاد والأرباح
من المتوقع أن تظل الأرباح قوية عبر مجموعة واسعة من الشركات في عام 2025، مع استمرار نمو الاقتصاد الأمريكي بشكل مرن. ورغم ذلك، يحذر الخبراء من عام أكثر تقلبًا للأسهم، نتيجة عدم اليقين حول تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وتأثير السياسات الجديدة للرئيس دونالد ترامب.
براين بيلسكي، كبير استراتيجيي الاستثمار في "BMO كابيتال ماركتس"، يرى أن الأسواق الصاعدة تمر أحيانًا بفترات من التباطؤ، وهو ما يعزز صحة السوق على المدى الطويل. بيلسكي وضع هدفًا لإنهاء عام 2025 عند مستوى 6700 نقطة لمؤشر S&P 500، ما يعكس عائدًا سنويًا بنسبة 9.8%، وهو قريب من متوسط المكاسب التاريخية للمؤشر.
السبعةُ العظام: أداء أقل عَظَمة
يتوقع ديفيد كوستين، كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في "غولدمان ساكس"، استمرار ارتفاع السوق حتى مع تراجع الأداء المتميز لـ "السبعة العظماء" من أسهم التكنولوجيا، والتي تشمل آبل (AAPL) ومايكروسوفت (MSFT) وتسلا (TSLA) وغيرها.
في عام 2024، حققت هذه الشركات نموًا في الأرباح بنسبة 33% مقارنة بـ4.2% فقط لبقية شركات S&P 500. لكن الفجوة المتوقعة في عام 2025 ستتقلص إلى 8 نقاط مئوية فقط، ما يشير إلى تراجع تفوق هذه الأسهم مقارنة بالسنوات السابقة.
الاقتصاد الأمريكي ومخاطر التضخم
تتفق لوري كالفاسينا من "RBC كابيتال ماركتس" وسافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أمريكا" على أن النمو الاقتصادي الأمريكي سيبقى عنصرًا رئيسيًا في دفع السوق. تتوقع كالفاسينا نمو الناتج المحلي الإجمالي بين 2.1% و3%، وهو أعلى من توقعات "بلومبيرغ" البالغة 2.1%.
يرجح "بنك أوف أمريكا" تحقيق الشركات المرتبطة بالنمو الاقتصادي أداءً جيدًا، ويوصي بزيادة الوزن في قطاعات مثل الخدمات المالية، السلع الاستهلاكية ،المواد الأساسية ،العقارات ، والمرافق.
المخاطر المرتبطة بالسياسات والتضخم
يبقى التضخم مصدر قلق كبير. حيث يتوقع الاحتياطي الفيدرالي أن يصل معدل التضخم الأساسي إلى 2.5% في عام 2025، أعلى من توقعاته السابقة البالغة 2.2%.
باري بانستر من "ستيفل" يحذر من تأثير التضخم المرتفع على السياسات النقدية، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة، مما يثقل كاهل الاقتصاد والأسهم.
المجهول المعلوم
رغم التفاؤل بشأن السوق، تظل هناك مخاطر كبيرة. منها السياسات المقترحة للإدارة الجديدة للرئيس المنتخب ترامب، التي تشمل رسومًا جمركية مرتفعة على الواردات، وتخفيضات ضريبية للشركات، وسياسات هجرة قد تكون تضخمية.
يرى كيفن غوردون من "تشارلز شواب" أن الأسواق قد تواجه اضطرابات كبيرة على المدى القصير، لكنها ستظل قادرة على التعافي على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن بعض السياسات المقترحة غير مسبوقة.
الخلاصة
رغم الأداء القوي للأسواق في السنوات الأخيرة، يتوقع خبراء وول ستريت أن يكون عام 2025 عامًا من النمو المعتدل لمؤشر S&P 500، مع التركيز على استدامة الأرباح ونمو الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فإن التحديات المحتملة مثل ارتفاع التضخم، والسياسات الاقتصادية الجديدة للإدارة الأمريكية، وتقلبات الأسواق قد تؤثر على زخم الصعود. ورغم هذه المخاطر، فإن فرص الاستثمار لا تزال واعدة، خاصة في القطاعات المرتبطة بالنمو الاقتصادي، مما يجعل العام القادم عامًا مليئًا بالاختبارات والتغيرات التي ستعيد تشكيل ملامح السوق.