مؤشر سوق العمل الأمريكي يهوي لأدنى مستوى منذ 2021... هل بدأ الضغط الحقيقي يظهر؟
تزايد التشاؤم في أوساط الأمريكيين تجاه سوق العمل، مع استمرار التباطؤ الواضح في مؤشرات التوظيف، ما زاد الضغوط النفسية والمالية على المستهلكين. وبينما كان الحديث عن "موجة التشاؤم" في 2022 مجرد شعور سلبي مبالغ فيه، تكشف بيانات صيف 2025 عن تحول حقيقي في ديناميكية سوق العمل، بات يجذب انتباه الاحتياطي الفيدرالي الذي يراقب الوضع عن كثب مع اشتداد هشاشة المزاج الاقتصادي العام.
تراجع مؤشر سوق العمل في أمريكا
تراجع الفرق بين نسبة من يصفون الوظائف بأنها "متوفرة بكثرة" ومن يرونها "صعبة المنال" لأدنى مستوى منذ مارس 2021 — المصدر: Wells Fargo وThe Conference Board.
أرقام صادمة تؤكد هشاشة الواقع
في استطلاع يونيو، قال 29.2% من المستهلكين إن الوظائف "متوفرة بكثرة" مقابل 31.1% في مايو.
في المقابل، رأى 18.1% أن الوظائف "صعبة المنال"، بتراجع طفيف عن 18.4% الشهر الماضي.
الفارق بين النسبتين (مؤشر سوق العمل التفاضلي) هبط إلى 11.1 نقطة فقط—أدنى مستوى منذ مارس 2021.
هذه الأرقام جاءت بعكس التوقعات، وأشعلت إشارات تحذير لدى المحللين وصناع السياسة المالية.
من "اهتزاز المعنويات" إلى واقع فعلي
خلال 2022، كان التشاؤم المعنوي أكبر من الواقع الفعلي للبيانات الاقتصادية ("vibecession").
اليوم، التباطؤ بات واضحًا في بيانات طلبات إعانة البطالة التي بلغت أعلى مستوياتها منذ 8 أشهر.
مدة بحث العاطلين عن عمل ارتفعت لأعلى مستوياتها منذ أواخر 2021.
معدل التوظيف عند أدنى مستوى له في أكثر من عقد، مع صعوبات متزايدة لفئات الخريجين الجدد وخبراء التكنولوجيا، إذ تبدو فرصهم أسوأ مما كانت عليه قبل الجائحة.
ارتباك ورد فعل داخل الفيدرالي
أكدت ميشيل بومان (عضو الاحتياطي الفيدرالي) أن سوق العمل "أصبح أقل ديناميكية" ودعت لمنح "وزن أكبر للمخاطر الهبوطية المرتبطة بالتوظيف" عند صياغة السياسة النقدية.
لا يزال الانقسام قائمًا بين صناع السياسة: سبعة يتوقعون عدم خفض الفائدة هذا العام، مقابل ثمانية يرجحون خفضين للفائدة في 2025.
كرر جيروم باول (رئيس الفيدرالي) أن المؤشرات الأوسع "لا تزال متماسكة" مع معدل بطالة 4.2% ومتوسط توظيف شهري عند 124 ألف وظيفة، لكنه شدد على أهمية "الانتظار والترقب" قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة.
إلى أين يتجه سوق العمل؟
يُحذّر كبار الاقتصاديين من أن الخطر الحقيقي لا يكمن في انهيار المؤشرات العامة، بل في "التباطؤ على الهامش" الذي قد يتطور إلى اتجاه هبوطي أكثر حدة لاحقًا.
يؤكد كثيرون أن سلوك المستهلكين وتقييمهم لسوق العمل غالبًا ما يسبق البيانات الرسمية، ما يجعلهم جرس إنذار مبكر لاحتمال الركود أو التحسن القادم.
الخلاصة
سوق العمل الأمريكي يدخل مرحلة جديدة من الهشاشة والتباطؤ، في ظل تصاعد القلق بين المستهلكين وصناع القرار. وبينما يستمر الجدل داخل الفيدرالي حول التوقيت الأمثل لخفض الفائدة، تزداد المؤشرات التحذيرية بأن الضغوط على سوق العمل تتزايد، وأن احتمالات التيسير النقدي ترتفع تدريجيًا.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet