📊 وول ستريت تقترب من "النيرفانا" مع إشعال الفدرالي لموجة صعود شبيهة بعام 2021
أشعل الاحتياطي الفدرالي هذا الأسبوع موجة صعود واسعة في وول ستريت بعد قرار خفض الفائدة، لتسجل الأسواق العالمية أكبر موجة ارتفاع متزامن عبر الأسهم والسندات والسلع منذ فورة عام 2021.
التفاؤل يتزايد مع تراجع المخاوف من التضخم وعودة شهية المخاطرة، بينما يراهن المستثمرون على قوة المستهلك الأمريكي، الطفرة الفعلية في الذكاء الاصطناعي، وتراجع البيت الأبيض عن حافة الحرب التجارية كأركان أساسية لهذا الصعود.
آخر الإحصائيات
مؤشر S&P 500 ارتفع للأسبوع الثالث على التوالي وبنسبة +13% منذ بداية العام.
أسهم التكنولوجيا غير المربحة قفزت +9% خلال خمسة أيام.
مؤشر Russell 2000 صعد للأسبوع السابع على التوالي.
سندات الشركات عالية العائد سجلت أطول موجة صعود في تاريخها.
فروقات الائتمان (Credit Spreads) هبطت لأدنى مستوياتها منذ 1998.
الطلب في مزاد سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) هبط إلى أدنى مستوى منذ 2022.
سلة أسهم التضخم التي صممتها غولدمان ساكس (Goldman Sachs) سجلت مستوى قياسيًا منخفضًا.
🧠 نظرة مركّب: الأسواق تعيش حالة "مثالية" حيث النمو متماسك، الفدرالي يخفض الفائدة، والمستثمرون يفسرون ذلك كمبرر عقلاني لزيادة المخاطر، رغم هشاشة هذا التوازن.
1) من الحذر إلى التفاؤل
قال مات ميسكين، كبير استراتيجيي الاستثمار في Manulife John Hancock: "الأسواق تقترب من النيرفانا عندما يكون النمو جيدًا والفدرالي يخفض الفائدة في الوقت نفسه. الأسواق مُسعّرة للكمال في عالم بعيد عن الكمال، لكن هذا الأسبوع منحها ما كانت تريده."
🧠 نظرة مركّب: قرار الفدرالي بخفض الفائدة اعتُبر وقودًا للأسواق بدلًا من إشارة قلق، ما غيّر مسار السيكولوجية الاستثمارية نحو المخاطرة.
2) هل نحن أمام فقاعة جديدة؟
قارن محللون في بنك أوف أمريكا بين صعود مؤشر ناسداك 100 الحالي وفقاعة التسعينات، وخلصوا إلى أن السوق بعيد عن مستويات الجنون من حيث المكاسب والتقلبات.
لكن البعض يحذر من أن التضخم قد يثبت أنه أكثر عنادًا مما يظن المستثمرون، وأن الفدرالي قد يخفض الفائدة بوتيرة أقل من توقعات السوق.
إيلين هايزن، كبيرة استراتيجيي السوق في F.L. Putnam، قالت: "قد يأتي يوم نصرف فيه الكثير على الذكاء الاصطناعي، لكن حاليًا يتم تمويل هذه النفقات من التدفقات النقدية الحرة، وهذا ما يمنح rally الحالية أرجلًا للاستمرار."
🧠 نظرة مركّب: الفقاعة ليست مؤكدة بعد، لكن الاعتماد على سيولة قوية وطفرة AI يمنح الأسواق قدرة على الاستمرار مؤقتًا.
3) مؤشرات مضادة وسط الحماس
رغم الصعود العام، هناك إشارات واضحة على الحذر:
ارتفاع المراكز القصيرة على صندوق iShares Russell 2000 ETF إلى أعلى مستوى منذ عامين.
تدفقات قوية إلى صناديق الذهب والنقد كملاذ آمن للأسبوع الرابع على التوالي.
زيادة الإقبال على صناديق عكسية (Bearish ETFs).
بريج خورانا، مدير المحافظ في Wellington Management، قال: "السوق سيُصاب بخيبة أمل، الفدرالي لن يخفض بقدر ما هو مسعّر حاليًا.
لا يوجد الكثير من القيمة في سوق الائتمان، وموقعنا الآن أكثر دفاعية مما كان عليه منذ فترة."
🧠 نظرة مركّب: خلف السطح المزدهر، بعض المستثمرين يجهزون دفاعاتهم ضد مخاطر تصحيح محتمل.
4) هل يستمر الزخم؟
قال دان غرينهاوس، كبير الاقتصاديين في Solus Alternative Asset Management: "ببساطة، كل قمة جديدة في السوق الصاعد يجب شراؤها باستثناء الأخيرة.
ولا توجد أي دلائل حتى الآن على أننا وصلنا إلى القمة الأخيرة."
كما أضاف رافاييل ثوين من Tikehau Capital: "الناس يشترون، لكن بحذر. لدينا المزيد من التخفيضات في الطريق، والقناعة العامة هي: لا تحارب الفدرالي."
🧠 نظرة مركّب: الحذر موجود، لكنه لا يمنع استمرار موجة الصعود ما دام المستثمرون مقتنعين بأن الفدرالي سيدعم السوق بخفض إضافي للفائدة.
📌 الخلاصة لمستثمري مركّب:
وول ستريت تعيش لحظة نادرة من الانسجام بين الأسهم والسندات والسلع، مدفوعة بقرار الفدرالي وتفاؤل المستثمرين.
لكن هذه "النيرفانا" قد لا تدوم طويلًا: أي عودة للتضخم أو تباطؤ في وتيرة الخفض قد يوقظ شبح الفقاعة.
الفرصة قائمة، لكن الحكمة تقتضي موازنة الانكشاف على المخاطر مع التحوط الاستراتيجي.