أسعار النفط تُسجّل أدنى مستوى منذ 2021... والمخاوف من ركود عالمي تتصاعد
في ضربة جديدة للأسواق العالمية، هوت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين، وسط تصاعد المخاوف من ركود عالمي وارتفاع المعروض المتوقع من دول أوبك+. وفي قلب هذا الانهيار: الحرب التجارية، والانكماش الاقتصادي في أميركا والصين، وضغوط سياسية لكبح الأسعار.
النفط الأميركي ينكسر تحت 60 دولارًا... والانخفاض الأكبر منذ 2021
تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 58.21 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام برنت إلى 63.12 دولارًا، ليسجلا أكبر هبوط شهري منذ نوفمبر 2021.
خام WTI فقد أكثر من 16% من قيمته هذا الشهر.
خام برنت تراجع بنسبة تقارب 17%.
هذه التراجعات العنيفة تعكس ضغوطًا مزدوجة: ضعف الطلب العالمي وتزايد التوقعات بزيادة المعروض.
السعودية تُغيّر نبرتها... وOPEC+ تستعد لفتح الصنابير
ذكرت وكالة رويترز أن السعودية تلمّح إلى قبول أسعار منخفضة لفترة طويلة، في خطوة فُهمت على أنها إشارة إلى تخفيف التخفيضات السابقة.
من المتوقع أن تعلن أوبك+ في يونيو عن زيادة في الإنتاج.
الهدف الواضح: الحفاظ على الحصة السوقية حتى لو جاء ذلك على حساب السعر.
هذه الاستراتيجية تُعيد إلى الأذهان سلوك السعودية في 2014، حين أغرقت السوق بالنفط لوقف توسع منتجي النفط الصخري.
الطلب يتآكل بين أميركا والصين: الركود يعود إلى الواجهة
الولايات المتحدة سجلت انكماشًا بنسبة 0.3% في الربع الأول من 2025، في أول تراجع منذ 3 سنوات.
الصين كشفت عن انكماش حاد في قطاع التصنيع، في أسرع وتيرة له منذ أكثر من عام.
الحرب التجارية تترك بصماتها على طرفي المعادلة، وتُهدد استقرار الطلب العالمي على النفط.
أسواق الأسهم تستعيد أنفاسها... لكن النفط مستثنى من "الضمان الرئاسي"
بينما تعافت مؤشرات مثل S&P 500 بدعم تصريحات أميركية عن إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية، لم يحظَ النفط بنفس الحماية.
كتب فريق JPMorgan: "البيت الأبيض لا يُخفي رغبته في دفع الأسعار إلى ما دون 50 دولارًا."
التوتر لا يقتصر على التوقعات، بل يتعلّق بـ التحركات الفعلية للإدارة الأميركية تجاه أوبك وأسواق الطاقة.
خطة ترمب قد تكون أكثر تشددًا مما تعتقده الأسواق
حذّرت JPMorgan من أن المستثمرين ربما يستهينون بحجم الرسوم الجمركية النهائية التي تخطط لها إدارة ترمب.
الطلب على النفط قد يتأثر بشدة إذا استمر الضغط على النمو والتجارة.
أسعار البنزين ارتفعت رغم انخفاض النفط، إذ بلغ متوسط غالون البنزين في أميركا 3.18 دولار، مدفوعًا بزيادة السفر وتحسن الطقس.
الخلاصة
النفط الآن أمام لحظة اختبار محورية: الطلب العالمي يتآكل، والسياسة الأميركية تدفع نحو خفض الأسعار، وأوبك+ تتهيأ لزيادة المعروض. هذا الثلاثي قد يُعيد أسعار النفط إلى مستويات ما دون 50 دولارًا للبرميل، ما لم تظهر مفاجآت تقلب المعادلة.
في الأفق القريب، تترقب الأسواق أي مؤشرات على تغير في نبرة أوبك أو بيانات اقتصادية تُنقذ الطلب. أما إلى أن يحدث ذلك، فالسيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار التراجع الحاد في أسعار الخام.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet