التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدخل مرحلة حاسمة مع اقتراب "يوم التحرير 2.0"
في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، عاد ملف العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى صدارة المشهد، خاصة مع انطلاق قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع في كندا. وبينما يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن "الرسوم الجمركية في صميم الاستراتيجية"، تبدو الأسواق والمستثمرون على موعد مع قرارات مصيرية ستحدد شكل التجارة العابرة للأطلسي في النصف الثاني من 2025.
فجوة متزايدة في الميزان التجاري
تشير البيانات الأخيرة إلى أن العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي وصل لمستويات غير مسبوقة هذا العام، إذ بلغ حتى نهاية أبريل 2025 حوالي 115.4 مليار دولار، مقابل 72.7 مليار دولار في نفس الفترة من 2024.
اتساع العجز التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 2025 مقارنة بـ2024:
هذا التصاعد الحاد في العجز يضع ضغوطًا إضافية على واشنطن لدفع بروكسل نحو اتفاقات أكثر توازناً أو فرض المزيد من الرسوم الجمركية.
ارتفاع غير مسبوق في الواردات الأميركية
أحد أبرز أسباب اتساع الفجوة التجارية هو الطفرة الكبيرة في واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث ارتفعت إلى 246.8 مليار دولار حتى أبريل 2025 مقارنة بـ196 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2024.
النمو السريع في واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 2025 مقارنة بـ2024:
هذا النمو القوي ينعكس بشكل واضح على ميزان المدفوعات الأميركي، ويزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على إدارة ترمب.
الصادرات الأميركية لم تُواكب الارتفاع
في المقابل، لم تتمكن الصادرات الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي من مجاراة وتيرة ارتفاع الواردات، إذ بلغت 131.4 مليار دولار حتى أبريل 2025 مقابل 123.3 مليار في الفترة نفسها من 2024.
تطور الصادرات الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي خلال عامي 2024 و2025:
هذا الفارق يعكس استمرار ضعف القدرة التصديرية الأميركية في مواجهة السوق الأوروبية الضخمة، ويزيد من حدة الجدل حول ضرورة فرض المزيد من الرسوم أو إعادة التفاوض على الشروط التجارية.
قمة كندا... البحث عن اختراق أم إدارة أزمة؟
مع اقتراب انتهاء مهلة "يوم التحرير 2.0" في 9 يوليو، تزداد التوقعات بأن تتوصل واشنطن وبروكسل إلى اتفاق جديد أو على الأقل هدنة مؤقتة. ورغم التصريحات المتفائلة، ما تزال الإنجازات الفعلية محدودة باستثناء اتفاق مبدئي مع المملكة المتحدة وتهدئة مؤقتة مع الصين.
وتشير مصادر أوروبية إلى استعداد بروكسل للقبول بفرض رسوم موحدة بنسبة 10% على جميع صادراتها إلى السوق الأميركية، مقابل تنازلات في ملفات أخرى حساسة، لتفادي تصعيد جديد قد يضرب الصناعات الحيوية للطرفين ويهدد الاستقرار الاقتصادي في أوروبا وأميركا.
الخلاصة
تصاعد العجز التجاري وارتفاع الواردات الأميركية من أوروبا يضعان إدارة ترمب تحت ضغط مضاعف لإعادة التوازن إلى العلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي. في الوقت الذي يتمسك فيه البيت الأبيض بخطاب "الرسوم أولاً"، تترقب الأسواق نتائج قمة كندا وما إذا كانت ستنتج اختراقًا حقيقيًا أم سنشهد مجرد "إدارة أزمة" قصيرة الأمد قبل الدخول في جولة تصعيد جديدة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet