مع اقتراب موعد انتهاء التجميد المؤقت على رسوم "يوم التحرير" في 9 يوليو، يقف المستثمرون والأسواق عند مفترق طرق حقيقي بانتظار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مستقبل الرسوم الجمركية. الإشارات المتضاربة من البيت الأبيض تؤكد أن كل السيناريوهات مطروحة، وأن المشهد قد يتطور بعدة اتجاهات في وقت واحد.
السيناريو الأول: التمديد مجددًا... ليلة "اللاحدث"
أحد السيناريوهات الأقوى هو أن تمر ليلة 9 يوليو بهدوء تام، من خلال تمديد جديد للمهلة الممنوحة للشركاء التجاريين، ما يمنح مزيدًا من الوقت لجولات التفاوض.
تصريحات ترمب أظهرت انفتاحًا على هذه الفكرة، وخصوصًا مع الدول التي أبدت حسن نية في المفاوضات.
سكوت بيسينت، وزير الخزانة، صرّح في الكونغرس:
"إدارة ترمب مستعدة لتمديد الموعد النهائي لـ18 شريكًا تجاريًا رئيسيًا إذا استمرت المفاوضات بحسن نية. أما من لا يتفاوض بجدية، فلن نمنحه أي تمديد".
السيناريو الثاني: "يوم الاحتفال" وصفقات متتالية
هناك توقعات بأن يتحول هذا الموعد إلى احتفالية بإبرام سلسلة من الاتفاقيات التجارية مع عدة دول، في صورة نجاح سياسي وتجاري للإدارة الأميركية.
وزير التجارة هوارد لوتنيك لمح على قناة CNBC إلى أن الإدارة "تستعد لتوقيع صفقة تلو الأخرى، ابتداءً من الأسبوع المقبل".
الواقع العملي أكثر تعقيدًا: كثير من المراقبين يشككون في إمكانية تحقيق هذا السيناريو على نطاق واسع، خاصة بعد أشهر من الوعود التي لم تثمر سوى عن اتفاق محدود مع المملكة المتحدة.
السيناريو الثالث: فرض الرسوم من جانب واحد… "خذها أو اتركها"
السيناريو الأكثر تشددًا هو فرض الرسوم الجمركية بشكل أحادي الجانب على عشرات الدول، دون انتظار موافقتها أو استكمال المفاوضات.
ترمب أكد: "سنبلغهم بما هو مطروح، هذا هو العرض، إما أن يقبلوا أو يرفضوا".
هنرييتا تريز من "فيدا بارتنرز": معظم الدول ستتلقى عروضًا برسوم بين 10% و25%، مع بعض الاستثناءات للتمديد المؤقت أو الاتفاقات المحدودة.
"سيناريو متنوع": المزج بين السيناريوهات الثلاثة
اللافت أن الإدارة الأميركية ترسل إشارات متضاربة، وتجمع فعليًا بين كل السيناريوهات:
استعداد للتمديد مع بعض الدول إذا لزم الأمر.
التبشير بصفقات جديدة مع اليابان، كوريا الجنوبية، وغيرها.
التهديد بفرض رسوم أحادية على من يفشل في التفاوض.
توقعات الخبراء: قد نرى مزيجًا متنوعًا من هذه السيناريوهات، حسب ظروف كل دولة ومستوى التقدم في المفاوضات.
الخلاصة
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في مسار الحرب التجارية العالمية. أمام الأسواق حالة من الغموض والترقب: هل نشهد تمديدًا جديدًا؟ اتفاقات كبرى مفاجئة؟ أم تصعيدًا سريعًا بفرض رسوم جمركية؟ وربما كل ذلك معًا!
المستثمرون مطالبون بالحذر الشديد، فنتائج القرار الأميركي ستكون متباينة التأثير حسب موقع كل دولة في خارطة التجارة العالمية.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet