بين الزخم والتحديات... سوبر مايكرو تُعيد حساباتها في بيئة مُعقّدة
في مشهد يعكس هشاشة زخم الذكاء الاصطناعي أمام الرياح المعاكسة الاقتصادية، تراجعت أسهم شركة Super Micro Computer (SMCI) بنسبة وصلت إلى 6.7% صباح الأربعاء، بعدما خفّضت الشركة توقعاتها للإيرادات السنوية لعام 2025، مشيرة إلى تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، إضافةً إلى حالة الغموض الاقتصادي والمنافسة المحتدمة في قطاع الخوادم.
تراجع في التوقعات… ومخاوف من ضبابية المشهد
أعلنت الشركة أنها تتوقع الآن إيرادات سنوية تتراوح بين 21.8 و22.6 مليار دولار، بانخفاض واضح عن التوقعات السابقة التي تراوحت بين 23.5 و25 مليار دولار.
"الرسوم الجمركية والضبابية الاقتصادية تُقلقان بعض عملائنا، وتجعل من الصعب التنبؤ بمعدلات اعتماد تقنياتنا."
— تشارلز ليانغ، المدير التنفيذي لـ Super Micro
المخاوف لا تتعلق فقط بالتوترات التجارية، بل تشمل أيضًا المنافسة الشرسة مع شركات تصنيع الخوادم التي تستند إلى شرائح Nvidia (NVDA) المتقدمة، خصوصًا وحدات Blackwell AI GPUs، ما فرض ضغوطًا سعرية على السوق.
ضغط مزدوج: الرسوم الجمركية وتآكل هوامش الربح
قال المدير المالي ديفيد ويغاند إن الشركة تتوقع هامش ربح إجمالي يبلغ حوالي 10% فقط، مقارنةً بـ14% في عام 2024 و18% في 2023، وهو تراجع حاد يسلّط الضوء على صعوبة تمرير التكاليف في ظل تسعير تنافسي.
وتخضع مصانع الشركة في تايوان وهولندا حاليًا لرسوم جمركية بنسبة 10% ضمن التعريفات العالمية التي فرضها البيت الأبيض، ما يزيد من التحديات على الصعيد التشغيلي والتسعيري، خصوصًا مع احتمال توسيع التعريفات لتشمل الرقائق الإلكترونية، المكوّن الأساسي في منتجات Super Micro.
آمال 2026 على المحك... ولا تأكيد على أرقام الـ40 مليار
في فبراير الماضي، أثار ليانغ حماس السوق حين صرّح بإمكانية وصول الشركة إلى 40 مليار دولار في الإيرادات بحلول 2026، مما دفع السهم إلى ارتفاعات حادة.
لكن في المكالمة الأخيرة، رفض المدير المالي تأكيد هذا التوقع، قائلاً إن الظروف الحالية لا تسمح بإصدار أي وعود دقيقة.
ورغم محاولة الشركة الحفاظ على لهجة متفائلة، مؤكدة أنها لا تزال تتوقع نموًا متسارعًا خلال الفصول القادمة، فإن الشكوك حول إمكانية تحقيق تلك القفزات ما زالت قائمة، لا سيما بعد الأداء الضعيف في الربع الثالث.
نتائج مخيّبة في الربع الثالث... وتداعيات التأجيل
الإيرادات: بلغت 4.6 مليار دولار، أقل من توقعات وول ستريت عند 4.76 مليار دولار.
ربحية السهم المعدلة: 0.31 دولار، أدنى من التوقعات البالغة 0.37 دولار.
الشركة كانت قد خفّضت بالفعل توقعاتها قبل صدور النتائج، مما أدى إلى هبوط السهم بنسبة 11.5% في اليوم التالي.
وقد عزت الشركة هذا الضعف إلى تأجيل بعض العملاء قرارات الشراء في انتظار إصدار نسخ الخوادم التي تعمل بشرائح Blackwell من Nvidia، والتي واجهت بدورها تأخيرات في الإنتاج حتى نهاية العام الماضي.
فضائح المحاسبة تواصل إرباك الصورة
بجانب التحديات السوقية، لا تزال الشركة تحاول استعادة الثقة بعد أزمة محاسبية اندلعت في 2024.
تقرير نشرته شركة Hindenburg Research اتهم Super Micro بمخالفات محاسبية وانتهاكات لأنظمة التصدير وعلاقات مشبوهة بين الإدارة والموردين.
استقالت شركة Ernst & Young من مهام تدقيق الحسابات، مما أدى إلى مخاوف من شطب محتمل من بورصة ناسداك.
قدمت الشركة جميع تقاريرها المتأخرة إلى هيئة الأوراق المالية الأمريكية في أبريل، وتفادت الشطب، لكنها أقرت في ملفاتها التنظيمية أن التحقيقات لا تزال مستمرة وأن الحلول قد لا تكون دائمة.
الخلاصة
قصة Super Micro تعكس نموذجًا كلاسيكيًا عن الصعود السريع المدفوع بالذكاء الاصطناعي، مقابل الواقع القاسي الذي تفرضه السياسة والمنافسة والحوكمة الضعيفة. وبينما لا تزال الشركة تؤكد قدرتها على النمو، إلا أن ضبابية الرسوم الجمركية، تآكل هوامش الربح، وفضائح المحاسبة، تجعل من الرهان عليها اليوم محفوفًا بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى.
اشترك الآن لتبقى على اطلاع بأحدث تحليلات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي – مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet