وول ستريت تنتعش رغم ضبابية المشهد الإيراني… وأسعار النفط في مرمى التقلبات
وسط أجواء جيوسياسية شديدة التوتر، استعادت المؤشرات الأمريكية الكبرى جزءًا من مكاسبها مع بداية الأسبوع، متجاهلة جزئيًا مخاوف التصعيد في الشرق الأوسط. تصاعد القلق بين المستثمرين مع اقتراب خطر إغلاق مضيق هرمز وتداعيات أي رد إيراني محتمل على ضربات الولايات المتحدة للمنشآت النووية. وباتت الأسواق تتحرك في مساحة ضيقة بين شهية المخاطرة وطلب الحماية في أصول الملاذ الآمن.
الأسهم الأمريكية ترتفع… انتظار لما ستفعله إيران
سجلت مؤشرات Dow Jones وS&P 500 وNasdaq ارتفاعات قوية بلغت 0.4%، 0.5%، و0.4% على التوالي، مدفوعة بتراجع حدة المخاوف مؤقتًا بعد إعلان الرئيس ترمب عن "تدمير منشآت نووية إيرانية". هذا التصعيد وصفه مراقبون بأنه قد يُعيد رسم الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
حتى اللحظة، تبقى الصورة ضبابية حول حقيقة حجم الدمار، مع استمرار التهديدات الإيرانية بإبقاء جميع الخيارات مفتوحة—ومنها تصويت البرلمان لصالح إغلاق مضيق هرمز، في انتظار القرار النهائي من القيادة الإيرانية.
النفط يتأرجح بين القلق والدبلوماسية
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا مفاجئًا بأكثر من 4% مع أولى الأخبار حول الضربة الأمريكية، وسط مخاوف من تعطيل الإمدادات العالمية إذا تم فعلاً إغلاق المضيق الذي تمر عبره خُمس تجارة النفط العالمية.
لاحقًا، عادت الأسعار لتتراجع تدريجيًا مع تشكك المتداولين في قدرة إيران على تنفيذ تهديداتها فعليًا.
بلغ خام برنت فوق 77 دولارًا، بينما تجاوز خام غرب تكساس 74 دولارًا. ووسط هذه التحركات، تصاعدت توصيات الرئيس ترمب بزيادة الإنتاج المحلي بقوة، حيث كتب عبر منصات التواصل: "احفروا، احفروا، احفروا! أريد ذلك الآن!" في إشارة مباشرة للضغط على السوق لتثبيت الأسعار.
الذهب والدولار… عودة الملاذات الآمنة
تزامنًا مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، ارتفع الذهب مدعومًا بتوجه المستثمرين نحو التحوط، فيما تذبذب الدولار الأمريكي بين الصعود والهبوط، مع تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية حول الردود المحتملة من جميع الأطراف.
أبرز تحركات الأسهم: ابتكارات، تشفير، وأمن سيبراني
MicroStrategy (MSTR):
تراجع سهم الشركة بنسبة 3% بعد إعلانها شراء بيتكوين جديدة بقيمة 26 مليون دولار، وسط استمرار القضايا المرفوعة ضد الإدارة حول استراتيجية التشفير. ومع ذلك، فقد قفز السهم بأكثر من 2800% منذ عام 2020، مقارنة بنمو S&P 500 البالغ 78% فقط خلال نفس الفترة.
Tesla (TSLA):
ارتفع السهم أكثر من 5% بعد إطلاق خدمة الروبوتاكسي المنتظرة في أوستن، تكساس. أُتيح لعدد محدود من المستخدمين المدعوين تجربة الخدمة برسوم 4.20 دولار للرحلة. خطوة وصفها المحللون بأنها محورية في تقييم مستقبل سهم Tesla وربحيته المستقبلية.
Trump Media & Technology (DJT):
سجل السهم قفزة 4% بعد إعلان برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 400 مليون دولار، رغم خسارته حوالي 48% منذ بداية 2025. وأكدت الشركة أن هذه الخطوة منفصلة عن استراتيجيتها للاحتفاظ بالبيتكوين كخزانة استثمارية.
قطاع الأمن السيبراني
في ظل تنامي التوقعات بهجمات إلكترونية انتقامية من إيران، صعد الاهتمام بأسهم شركات الأمن السيبراني مثل Palo Alto وCrowdstrike وZscaler وCheckpoint، بحسب توصيات Wedbush.
التحليل المالي:
تباين في التوقعات
المتفائلون: يرون في تراجع المخاوف فرصة لعودة السيولة إلى الأسهم الأمريكية، خاصة في قطاع التكنولوجيا والطاقة.
الحذرون: يعتبرون أن أي تصعيد إيراني، لاسيما في ملف مضيق هرمز، قد يعيد الأسواق سريعًا لمسار هبوطي، مع احتمال قفز أسعار النفط والذهب مجددًا.
الأسباب الأساسية وراء التذبذب
تصاعد التوترات العسكرية والسياسية.
مخاوف من تعطيل إمدادات الطاقة وتهديد الملاحة الدولية.
تحركات مضاربية قوية في أسهم التكنولوجيا والتشفير.
السيناريو المتفائل
استمرار الدبلوماسية وتهدئة التصعيد العسكري قد يدفع الأسواق لمزيد من الارتفاع.
تعزيز إنتاج النفط الأمريكي يحد من أثر صدمات الإمدادات على الأسعار العالمية.
استمرار زخم الابتكار في أسهم التكنولوجيا والسيبراني.
الخلاصة
رغم استعادة الأسواق بعض الهدوء، إلا أن شبح التصعيد الإيراني يخيّم على الأجواء. تبقى الأسهم، خاصة في التكنولوجيا والطاقة، عرضة للتقلب مع ترقب أي تطورات في ملف مضيق هرمز. في المقابل، يواصل المستثمرون البحث عن الأمان في الذهب والدولار. الابتكارات في الروبوتاكسي والعملات الرقمية والأمن السيبراني ترسم ملامح المرحلة القادمة للأسواق.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet