رسوم مرتفعة وإعفاءات سرية... الصين تُعيد ترتيب أدوات الحرب التجارية
في تحرك غير معلن قد يعكس رغبة بكين في كبح تداعيات الحرب التجارية مع واشنطن، شرعت السلطات الصينية في إبلاغ الشركات المستوردة سرًا عن قائمة خاصة من المنتجات الأميركية التي سيتم إعفاؤها من الرسوم الجمركية البالغة 125%، دون أي إعلان رسمي.
إعفاءات جمركية بصمت ودون إعلان رسمي
رغم أن الصين أعلنت سابقًا عن إعفاءات لعدد من السلع الحيوية كالأدوية والرقائق ومحركات الطائرات، فإن ما لم يكن معروفًا هو وجود "قائمة بيضاء سرية" تُحدد المنتجات التي ستُعفى بشكل مباشر، دون أن يتم إعلانها علنًا.
الهدف المزدوج: توجيه رسائل متشددة سياسيًا، مع تقديم تنازلات اقتصادية بشكل عملي لتخفيف الضغط على قطاعاتها.
هذه الطريقة تُتيح لبكين الحفاظ على لهجتها العلنية الصلبة — في الوقت الذي تُنقذ فيه سلاسل التوريد من الاختناق.
الشركات تُبلَّغ بشكل خاص
المصادر التي تحدثت لرويترز — ورفضت الكشف عن هويتها — أكدت أن السلطات الصينية لا تُصدر إعلانًا عامًا، بل تتواصل مع الشركات بشكل خاص لإبلاغها بالتصنيفات الجمركية التي يشملها الإعفاء.
مصدر في شركة أدوية أميركية:
"تلقينا اتصالًا من حكومة منطقة بودونغ في شنغهاي لإعلامنا بأن بعض منتجاتنا أصبحت مشمولة في القائمة البيضاء… وما زلنا نعتمد على العديد من التقنيات الأميركية."
مصدر آخر:
"طُلب من بعض الشركات التواصل مباشرة مع الجهات الجمركية لمعرفة إن كانت مؤهلة للإعفاء."
قائمة الإعفاءات تتوسع بهدوء
أفادت رويترز بأن الصين بدأت بإعفاء واردات الإيثان الأميركي — المادة التي تعتمد عليها شركات المعالجة الكيميائية — في إشارة جديدة إلى استجابة بكين لطلبات صناعية محلية تخشى من توقف التوريد.
الولايات المتحدة تُعد المورد الوحيد للإيثان لبعض المصانع الصينية الكبرى، ما يجعل الإعفاء خيارًا لا غنى عنه.
يتوقع أن تتوسع القائمة لتشمل مواد أخرى، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والمواد الكيميائية والدواء.
ترامب يُلمّح إلى اتفاق محتمل
في مقابلة له يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب:
"أعتقد أن هناك اتفاقًا محتملًا في الأفق مع الصين… لكنه سيكون اتفاقًا عادلًا فقط."
لكن في الوقت نفسه، لم تُدلِ وزارة التجارة الصينية أو الجمارك بأي تعليق رسمي على التسريبات المتعلقة بالقائمة البيضاء أو إعفاء الإيثان.
الصين تُقيّم أثر الحرب التجارية من الداخل
بالإضافة إلى خطوات الإعفاء، تقوم السلطات الصينية بجمع بيانات من الشركات الأجنبية والمحلية لتقييم تأثير الرسوم بشكل دقيق.
في مدينة شيامن، أُرسل استبيان رسمي لشركات الإلكترونيات والنسيج وأشباه الموصلات، يسأل عن:
المنتجات المتداولة مع الولايات المتحدة
التأثير المالي للتعريفات المفروضة
مدى قدرة الشركات على تأمين بدائل
في مدينة غير محددة شرق الصين، عُقد اجتماع مع ممثلين عن شركات أجنبية لجمع أمثلة حرجة على الأضرار التجارية بهدف دعم المفاوضات أو التعديلات الجمركية لاحقًا.
الخلاصة
رغم الخطاب السياسي المتشدد، تُرسل الصين إشارات عملية تُظهر أنها تُدير الحرب التجارية بطريقة براغماتية: إعفاءات سرية، تقييمات ميدانية، وحوارات مع الشركات.
هذا الأسلوب يهدف لتقليل الأضرار الاقتصادية دون التنازل عن موقفها التفاوضي أمام الرأي العام، ما يُشير إلى احتمال تهيئة الأرضية لاتفاق تجاري جزئي أو مرحلي في الفترة المقبلة.
📩 اشترك الآن في نشرة "مركب" — مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet