قبل سنوات قليلة، كانت Nvidia (NVDA) اسمًا كبيرًا في سوق البطاقات الرسومية، واليوم أصبحت "النجم الأوحد" للذكاء الاصطناعي العالمي بقيمة سوقية تقترب من 3.6 تريليون دولار. والسؤال الذي يشغل كل مستثمر: هل لا يزال الوقت مناسبًا للدخول بعد هذه الطفرة التاريخية؟ مع العوائد الخيالية، وتزايد التحديات التنظيمية، وسيناريو "السباق إلى القاع" مع المنافسين الصينيين، تبرز أمام Nvidia فرص ضخمة، لكنها تواجه أيضًا مخاطر لا يُستهان بها.
Nvidia: الرابح الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي
خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، حقق سهم Nvidia (NVDA) قفزة أسطورية تجاوزت 1460%. السبب الرئيسي؟ الطلب غير المسبوق على أجهزة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، وسط سيطرة Nvidia على أكثر من 90% من سوق معالجات الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات عالميًا.
نمو الإيرادات بنسبة 431% خلال ثلاث سنوات:
بين الربع الأول من 2023 وحتى 2026، تضاعفت إيرادات الشركة أربع مرات ونصف بفضل مبيعات رقائق Blackwell الجديدة – أسرع نمو تشهده Nvidia في تاريخها، وفق المديرة المالية كوليت كريس.قفزة هائلة في الربحية والتسعير:
ارتفع الدخل التشغيلي للشركة بنسبة 1037% في نفس الفترة، ما يعكس قدرة Nvidia على فرض أسعار مرتفعة وجني أرباح استثنائية مع استمرار شركات الحوسبة السحابية في الاعتماد عليها.هيمنة برمجية مع منصة CUDA:
لا تقتصر القوة على الأجهزة، بل تواصل منصة CUDA الخاصة بـ Nvidia تعزيز ولاء المطورين ورفع كلفة التحول لأي نظام منافس، مما يُرسخ هيمنة الشركة على كامل منظومة الذكاء الاصطناعي.
المخاطر: الصين و"سباق الأسعار إلى القاع"
رغم الزخم الهائل، هناك تحديات كبرى تلوح في الأفق:
الابتكارات الصينية والتهديد التنافسي:
بدأت شركات صينية مثل DeepSeek بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تعمل على رقائق منخفضة التكلفة وأقل قوة. نجاح هذه النماذج قد يدفع الشركات حول العالم لإعادة التفكير في الاعتماد على رقائق Nvidia باهظة الثمن، ويدخل السوق في "سباق إلى القاع" يخفض الأسعار والهوامش الربحية.القيود التجارية والخسائر الفعلية:
فرضت الإدارة الأميركية حظرًا على تصدير رقائق Nvidia المتقدمة إلى الصين – ثاني أكبر سوق عالمي – قبل أن تشمل القيود حتى رقاقات H20 المخصصة للامتثال للعقوبات. هذا تسبب في خسائر بمليارات الدولارات من مخزون لم يُبع.خطر تشابه المنتجات (commoditization):
إذا تحولت أجهزة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي إلى "سلع موحدة"، قد تتآكل قوة Nvidia في فرض أسعارها وتفقد تفردها الذي كان أساس ربحيتها.
هل ما زال التقييم جذابًا؟
رغم الأداء الأسطوري، يتداول سهم Nvidia حاليًا عند مضاعف ربحية مستقبلية يبلغ 34.4 مرة – وهو رقم يبدو مرتفعًا، لكن عند مقارنته بتوقعات المحللين بنمو ربحية السهم السنوية المركبة بنسبة 30% حتى 2028، يظهر أن السهم لا يزال مقبولًا بالنظر إلى النمو المتوقع.
لا يزال المستثمرون المؤسسون يضخون مليارات الدولارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتبقى تقنيات Nvidia في قلب جميع البنى التحتية الجديدة، ما يعطي السهم دعمًا قويًا حتى مع تصاعد المخاطر.
الخلاصة
تواصل Nvidia تصدر مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا بفضل هيمنتها التقنية، قوة تسعيرها، وهوامشها الربحية العالية. التحديات الجيوسياسية والمنافسة الصينية تشكل تهديدات حقيقية، لكنها لم تضعف بعد من زخم النمو أو من جاذبية السهم للاستثمار طويل الأجل في الذكاء الاصطناعي.
إذا كنت تبحث عن تعرّض مباشر لمستقبل الذكاء الاصطناعي مع إدراك المخاطر، يبقى سهم Nvidia خيارًا مغريًا… لكن دون وهم تكرار نفس الصعود الفلكي مرة أخرى.
اشترك الآن ليصلك تحليل مركب لأبرز الأسهم التكنولوجية والفرص الاستثمارية الواعدة في عالم الذكاء الاصطناعي!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet