ترامب يقترب من إعلان خليفة باول لرئاسة الفيدرالي… من سيقود السياسة النقدية المقبلة؟
تدخل السياسة النقدية الأميركية مرحلة مفصلية مع تصاعد الضغوط من الرئيس دونالد ترمب على رئيس الفيدرالي جيروم باول، واقتراب لحظة إعلان اسم المرشح الجديد لقيادة أكبر بنك مركزي في العالم. بعد سنوات من التوترات بين البيت الأبيض والفيدرالي، يشير ترمب إلى تغيير تاريخي في القيادة النقدية، ما يثير تساؤلات حادة حول مستقبل أسعار الفائدة وتوجهات الاقتصاد الأميركي في الفترة المقبلة.
حرب سياسية على عرش الفيدرالي: من يخلف باول؟
أعلن ترمب الأربعاء أنه بات قريبًا من حسم اختياره بين ثلاثة أو أربعة مرشحين لخلافة باول، مع توقعات من "وول ستريت جورنال" بإعلان الاسم النهائي في سبتمبر أو حتى خلال الصيف الحالي. تهدف هذه الخطوة إلى تقويض سلطة باول مبكرًا، رغم أن ولايته تنتهي في مايو 2026.
قائمة المرشحين البارزين:
كيفن وورش: الحاكم السابق للفيدرالي، معروف بمواقفه النقدية المتشددة.
كيفن هاسيت: مدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق، ذو توجهات اقتصادية محافظة.
سكوت بيسنت: وزير الخزانة الحالي، ويُعتبر أحد الأسماء القريبة من دوائر صنع القرار المالي في إدارة ترمب.
ديفيد مالباس: الرئيس السابق للبنك الدولي، خبير في السياسات الدولية والاقتصاد الكلي.
كريستوفر والر: عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لكن فرصه محدودة بسبب مواقفه التصويتية الأخيرة.
بحسب ستيف مور، المستشار الاقتصادي لترمب، فإن الإعلان المبكر يمثل رسالة واضحة لباول بأن سلطته باتت على المحك حتى قبل نهاية ولايته.
ضغوط سياسية وتصعيد غير مسبوق
جاء هذا التصعيد بعد فترة طويلة من الهجمات العلنية لترمب على باول، إذ واصل الرئيس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصف باول بـ"الخاسر" و"الأحمق"، متسائلًا عن فائدة استمرار مجلس الفيدرالي بدعم سياسة الترقب والحذر.
لمّح ترمب كذلك إلى إمكانية مراجعة موقفه من إقالة باول قبل انتهاء ولايته، رغم القيود القانونية الواضحة التي تحمي رئيس الفيدرالي من العزل المباشر.
في المقابل، كرر باول أمام الكونغرس تمسكه بالمنصب حتى نهاية فترته القانونية، متجاهلًا التصعيد السياسي ومركزًا على الملفات الاقتصادية الجوهرية.
انقسام داخل الفيدرالي: بين خفض الفائدة والحذر من التضخم
يأتي هذا الجدل في توقيت حساس للغاية، إذ أظهرت الاجتماعات الأخيرة للبنك المركزي انقسامًا متزايدًا:
ميشيل بومان وكريستوفر والر: أعلنا استعدادهما لدعم خفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل، مستندين إلى تباطؤ نسبي في التضخم.
في المقابل، حذّر مسؤولون آخرون من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب، معتبرين أنها قد تعيد التضخم إلى الارتفاع خلال الأشهر القادمة، كما أكده توماس باركين، رئيس الفيدرالي في ريتشموند.
سيناريوهات المستقبل: هل يغير ترمب قواعد اللعبة النقدية؟
الإسراع في الإعلان عن خليفة باول قد يُربك الأسواق، ويعيد رسم معادلة العلاقة بين البيت الأبيض والفيدرالي. تتراوح الخيارات بين شخصيات محافظة تميل لسياسات التيسير النقدي، وأخرى متشددة في مواجهة التضخم.
مع رهان ترمب على خفض الفائدة لدعم الاقتصاد في موسم الانتخابات، يحذّر اقتصاديون من أن التسرع في تغيير السياسة النقدية قد يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين وقوة الدولار على المدى الطويل.
الخلاصة
الصراع على قيادة الفيدرالي تجاوز الحسابات الاقتصادية، ليصبح معركة سياسية مفتوحة بين السلطة التنفيذية والبنك المركزي. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد هوية محافظ الفيدرالي الجديد ومسار أسعار الفائدة، مع انعكاسات بالغة على الأسواق الأميركية والعالمية واستقرار النظام المالي العالمي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet