استعادت أسواق الأسهم الأميركية زخمها التاريخي في مايو 2025، مدفوعة بالأداء الاستثنائي لمجموعة "السبعة العظماء" (Magnificent 7) التي جمعت بين قوة الريادة التكنولوجية والنمو المالي المتواصل. وفي ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي على المشهد الاقتصادي، تمكنت شركات مثل Nvidia وTesla من قيادة المؤشرات نحو أفضل أداء شهري منذ أكثر من ثلاثة عقود، لتؤكد مجددًا أن زمن شركات التكنولوجيا الكبرى لا يزال حاضرًا بقوة في وول ستريت.
أداء "Magnificent 7": قوة دفع استثنائية لمؤشر S&P 500
أداء أسهم "السبعة العظماء" (NVDA, TSLA, META, MSFT, AMZN, GOOGL, AAPL) مقارنة بمؤشر S&P 500 خلال مايو 2025.
تظهر البيانات تصدر Nvidia وTesla للنمو بنسبة تفوق 20%، وتفوق ستة من أصل سبعة أسهم على أداء المؤشر الذي ارتفع 6.2% خلال الشهر، فيما بقي سهم Apple متراجعًا عن أقرانه.
لماذا تتفوق شركات التكنولوجيا الكبرى باستمرار؟
1. نمو أرباح غير مسبوق
السبب الجوهري وراء صعود أسهم الـ"Magnificent 7" هو استمرار الشركات في تحقيق معدلات نمو أرباح تتجاوز بكثير بقية السوق.
بيانات FactSet توضح أن المجموعة حققت نموًا سنويًا في الأرباح بلغ 27.7% في الربع الأول من 2025، مقابل 9.4% لبقية شركات المؤشر.
كما تجاوز نمو أرباح المجموعة توقعات وول ستريت بنسبة 11.7%، مقارنة بـ4.6% فقط لبقية الشركات.
2. استعادة الزخم بعد تصحيح الأسواق
يؤكد خبراء السوق أن شركات التكنولوجيا الكبرى كانت الأكثر تأثرًا بتراجعات فبراير–أبريل، ما جعل ارتدادها في مايو حاسمًا لقيادة الصعود. ويعكس هذا النمط ثقة المستثمرين المتجددة في "الرهانات الآمنة" عند عودة موجات النمو.
3. ملاذ آمن في أوقات الغموض
يرى محللو Citi أن الإقبال على الأسهم العملاقة يرتبط بمخاوف ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل، إذ يبحث المستثمرون عن النمو كملاذ دفاعي أمام التحديات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية.
نمو الأرباح ربع السنوي لمؤشر S&P 500 منذ 2024 وحتى توقعات 2026.
تتضح سيطرة مجموعة "السبعة العظماء" على معدلات نمو الأرباح، إذ تجاوزت أحيانًا حاجز 30%، بينما بقي نمو بقية الشركات بين 10% و15% فقط في معظم الفترات.
ماذا تعني هذه الهيمنة لمستثمري وول ستريت؟
التحول نحو "النمو الدفاعي": مع استمرار الفائدة المرتفعة وتقلب العوائد، تبقى أسهم التكنولوجيا الكبرى الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن النمو والأمان، في وقت أصبحت فيه خيارات الأسهم الأرخص أقل جاذبية.
تأثير مركزي على المؤشر: 62% من ارتفاع S&P 500 في مايو جاء بفضل أداء "السبعة العظماء" وحدهم، ما يرسخ دورهم المحوري في تحريك السوق الأميركي.
مخاطر التركز: الاعتماد الكبير على هذه المجموعة يضاعف من حساسية السوق لأي تراجع مفاجئ في نتائج أو توقعات أي من هذه الشركات، ما يعني أن التقلبات ستزداد إذا واجه أحد عمالقة التكنولوجيا صدمة تنظيمية أو ابتكارية.
الخلاصة
تؤكد العودة القوية لـ"السبعة العظماء" أن عصر التكنولوجيا الكبرى يزداد رسوخًا مع تصاعد رهانات المستثمرين على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
لكن مع كل هذه الإيجابيات، لا يمكن إغفال التركز الشديد في السوق، ما يستوجب من المستثمرين يقظة دائمة لرصد أي متغيرات مفاجئة في مشهد الابتكار أو البيئة التنظيمية.
تابع تحليلات "مركب" أولًا بأول لتظل مطلعًا على أحدث التحولات في وول ستريت وأهم الأسهم الاستثمارية الواعدة — اشترك الآن لتصلك كل المستجدات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet