في منعطف سياسي واقتصادي قد يعيد رسم مسار السياسة النقدية الأميركية، أعلن الرئيس دونالد ترمب أنه بات "محصورًا بين ثلاثة أو أربعة أسماء" فقط لاختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed)، في وقت تتزايد فيه الضغوط على جيروم باول للاستجابة لمطالب البيت الأبيض بخفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع.
قائمة مرشحين ضيقة… وأجواء توتر غير مسبوقة
خلال مؤتمر صحفي في هولندا، قال ترمب:
"أنا أعرف من بين ثلاثة أو أربعة أشخاص من سأختار."
ورغم امتناعه عن الإفصاح عن الأسماء، كشفت تسريبات من واشنطن عن قائمة مرشحين تضم:
كيفن وورش: محافظ سابق في الفيدرالي ويحظى بترجيحات واسعة كأقوى المرشحين.
كريس والر: عضو مجلس الإدارة الحالي، معروف بتوجهاته الداعمة لتيسير السياسة النقدية وخفض الفائدة.
سكوت بيسنت: وزير الخزانة الأميركي، الذي صرّح بأنه يرغب بالبقاء في منصبه حتى 2029، لكنه لم يغلق الباب أمام قيادة الفيدرالي إذا طلب منه الرئيس ذلك.
حرب تصريحات بين البيت الأبيض وباول
تصاعد التوتر بين ترمب وباول في الأسابيع الأخيرة، حيث شن ترمب هجومًا علنيًا واصفًا باول بـ"الشخص الغبي" و"شخص عادي الذكاء".
كرر الرئيس الأميركي مطالبته للفيدرالي بخفض الفائدة "اثنين إلى ثلاثة نقاط مئوية فورًا"، مؤكّدًا أن التضخم لم يعد مبررًا لأي تشدد نقدي.
في المقابل، أصرّ باول خلال شهادته أمام الكونغرس على نهج "الانتظار والترقب"، معتبرًا أن الوقت مناسب لالتقاط إشارات السوق، وانتظار آثار الرسوم الجمركية الجديدة على التضخم والاقتصاد.
ضغوط متزايدة من داخل الفيدرالي
لم تقتصر الضغوط على البيت الأبيض، إذ أبدى بعض أعضاء الفيدرالي كميشيل بومان وكريس والر استعدادهم لدعم خفض مبكر للفائدة اعتبارًا من اجتماع يوليو، استنادًا إلى تباطؤ مؤشرات التضخم الأخيرة.
في المقابل، يحذّر أعضاء آخرون من أن آثار الرسوم الجمركية لم تتضح بعد، وأن أي خفض متسرع قد يعيد إشعال الضغوط التضخمية ويؤثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادي.
رهانات الأسواق… وخيارات واشنطن
تدرك الأسواق أن اختيار رئيس جديد للفيدرالي لن يكون مجرد قرار إداري، بل هو عامل محوري في تحديد مسار أسعار الفائدة، وقوة الدولار، ومستقبل الاقتصاد الأميركي والعالمي.
تصريحات ترمب حول إمكانية "تغيير رأيه" بشأن عزل باول، والهجوم المتكرر على الفيدرالي، يعكسان رغبة واضحة في إعادة رسم السياسة النقدية قبل انتهاء ولاية باول في مايو 2026.
أما وزير الخزانة سكوت بيسنت فقد أكد استعداده "لتنفيذ ما يطلبه منه الرئيس"، ما يجعل كل الاحتمالات مفتوحة خلال الأشهر المقبلة.
الخلاصة
بين تصاعد ضغوط البيت الأبيض على الفيدرالي، واتساع الفجوة بين السياسة النقدية والرؤية الرئاسية، تقف الأسواق أمام لحظة محورية قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد الأميركي. هوية رئيس الفيدرالي القادم لن تحدد فقط وجهة أسعار الفائدة، بل ستؤثر بشكل مباشر على قوة الدولار وتوازن الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet