تواجه أسواق النفط أسبوعًا محوريًا في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية بعد الهجمات الأمريكية المفاجئة على منشآت نووية إيرانية. وبينما أعلن الرئيس دونالد ترمب "تدمير" البنية التحتية الأساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، يترقب المستثمرون قفزة حادة في الأسعار مع عودة علاوة المخاطر إلى الواجهة، وسط قلق من تعطل إمدادات الطاقة في أكثر مناطق العالم حساسيةً.
علاوة المخاطر تعود بقوة: توقعات بقفزة 3-5 دولارات للبرميل
إجماع محللي الأسواق:
تشير تقديرات خبراء Rystad وSEB وSaxo Bank إلى أن خام برنت قد يفتتح تداولات الأسبوع بارتفاع يتراوح بين 3 و5 دولارات للبرميل. ويؤكد المحللون أن الرد الإيراني، إذا كان قويًا أو أدى لأي تعطيل في الإمدادات، قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى بكثير.
إغلاقات الأسبوع الماضي:
أنهى برنت تعاملات الجمعة عند 77.01 دولار للبرميل
سجل خام غرب تكساس (WTI) 73.84 دولار
ما وراء الأرقام: المخاوف تتخطى الضربة العسكرية
إيران لاعب أساسي في معادلة النفط:
إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، هددت بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعبر منه نحو 20% من النفط العالمي، إذا تعرضت مصالحها لتهديد مباشر.
أي تعطيل لهذا الشريان سيضع العالم أمام أزمة إمدادات غير مسبوقة.
عودة سيناريو الأزمات:
منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو، ارتفع برنت 11% وWTI 10%، ما يعكس حالة التأهب العالية في الأسواق.
سيناريوهات السوق: التصعيد مقابل الاحتواء
في حال التصعيد:
أي تعطيل للإمدادات أو إغلاق فعلي لمضيق هرمز قد يدفع الأسعار نحو مستويات تاريخية، ما يشمل تدفقات النفط إلى آسيا وأوروبا ويهدد الأمن الطاقي العالمي.
في حال التهدئة:
إذا لم تحدث اضطرابات كبرى في الإمدادات، يتوقع أن تتلاشى علاوة المخاطر تدريجيًا، كما حدث في أزمات سابقة.
ملاحظة تحليلية:
يذكر خبراء UBS وICIS أن قدرة إيران على حصار المضيق محدودة بسبب اعتمادها أيضًا على عبور نفطها إلى الصين، بالإضافة إلى ضغوط دبلوماسية من واشنطن وبكين لتجنب التصعيد المفرط.
مستجدات إضافية وتحركات دولية
عقوبات أمريكية جديدة:
فرضت واشنطن حزمة عقوبات على كيانات مرتبطة بإيران في هونغ كونغ، وشملت تجميد أصول وشركات في إطار "مكافحة الإرهاب".
تقلبات السوق:
شهدت عقود النفط تذبذبًا ملحوظًا الجمعة، رغم غياب تطورات ميدانية كبرى، ما يؤكد استمرار القلق والترقب في أوساط المستثمرين.
الخلاصة
المشهد النفطي أمام مفترق حساس: أي تصعيد عسكري جديد أو استهداف للبنية التحتية النفطية في الخليج قد يشعل الأسعار بوتيرة لم تشهدها الأسواق منذ سنوات. أما إذا تمكنت القوى الدولية من احتواء التصعيد، فقد تتراجع علاوة المخاطر تدريجيًا. وفي جميع الأحوال، دخلت الأسواق مرحلة "تسعير الخوف"، حيث يكفي تطور سياسي أو عسكري واحد لدفع الأسعار إلى مستويات يصعب التنبؤ بها.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet