💼 الرسوم لم تُرفع... لكن السوق لا يتنفس الصعداء بعد: ترامب يُمهل الصين والـ15% تتحول إلى خط أساس عالمي
انتهت محادثات ستوكهولم بين الولايات المتحدة والصين دون أي إعلان رسمي عن تمديد تعليق الرسوم الجمركية، في وقت تترقب فيه الأسواق ما إذا كان الرئيس ترامب سيقرّ التمديد المنتظر أم يُفجّر مفاجأة جديدة.
رغم التهدئة النسبية في النبرة، بقيت الرسوم الجمركية المرتفعة سارية المفعول حتى إشعار آخر، وسط إشارات متضاربة من البيت الأبيض.
وفي الوقت الذي يترقّب فيه المستثمرون قرارًا نهائيًا قبل 12 أغسطس، بات من الواضح أن ترامب يُرسّخ نقطة انطلاق جديدة للتعريفات العالمية: 15% كحد أدنى، بعد سلسلة اتفاقيات مماثلة مع أوروبا، اليابان، وفيتنام.
هذا التقرير يستعرض أبرز المستجدات: من انحسار التصعيد الخطابي، إلى تثبيت خط أساس جمركي عالمي، ويحلّل ما إذا كان ذلك يشير إلى تحول استراتيجي حقيقي… أم مجرد محاولة لتهدئة الأسواق قبل قرار سياسي حاسم.
🕊️ لا إعلان... ولا طمأنة
ممثلو واشنطن وبكين اختتموا الجولة الثالثة من المحادثات هذا العام، لكن بدون التوصّل إلى أي قرار رسمي بشأن تمديد التجميد المؤقت للرسوم.
• الممثل التجاري الأمريكي جاميسون غرير:
"الرئيس هو من يتخذ القرار النهائي."
• وزير الخزانة سكوت بيسنت:
"كانت محادثات بنّاءة، والتمديد لا يزال مطروحًا."
• الرئيس ترامب نفسه قال من طائرته:
"سأتخذ القرار بعد إحاطة، لكن بيسنت يشعر بالارتياح."
🧠 نظرة مركّب: الرسالة واضحة: كل شيء قابل للتغيير حتى اللحظة الأخيرة، والقرار ما زال قرارًا سياسيًا محضًا لا تقوده بيانات اقتصادية.
📉 الأسواق تهدأ... لأنها تعودت على الضباب
رغم الغموض السياسي، لم تتفاعل الأسواق بقوة، بل واصلت استقرارها النسبي. والسبب كما فسّره المحللون: السوق لم تحصل على مفاجأة سلبية، والأسوأ (رسوم 145%) تم تجنبه مؤقتًا.
• تقرير "Veda Partners":
"طالما لم نعد إلى رسوم ثلاثية الأرقام، فالسوق مرتاحة."
• Tobin Marcus – Wolfe Research:
"15% أفضل من المتوقع... الأسواق تتعامل مع واقع جديد: تصعيد أقل بدلًا من إلغاء التصعيد."
🧠 نظرة مركّب: الأسواق تغيّرت... لم تعد تنتظر "اتفاقات شاملة"، بل تكتفي بأن لا يحدث الأسوأ، وهذا يخفف من تقلباتها.
🧱 15%: من استثناء إلى معيار جديد
صفقة ترامب الأخيرة مع أوروبا، والاتفاق الياباني، ومحادثات فيتنام، كلها تشير إلى أن التعريفة الجديدة تبدأ من 15% كحد أدنى.
ترامب قال صراحة:
"سنُبقي الأمور بسيطة… تعريفة من 15% إلى 50%، حسب البلد."
الاتفاق الأوروبي يشمل:
• 15% على السيارات
• صفر% على بعض المنتجات الاستراتيجية (مثل مكونات الطائرات)الاتفاق الياباني تضمّن فكرة غامضة عن "صندوق استثمار مشترك" بقيمة $550 مليار، لا تزال تفاصيله غير واضحة.
🧠 نظرة مركّب: 15% لم تعد ورقة ضغط… بل أصبحت السعر الابتدائي لدخول السوق الأمريكية في عهد ترامب الجديد.
🧮 ما هي المخاطر الآن؟
عدم التمديد يعني عودة الرسوم إلى 145% على بعض المنتجات الصينية.
تأثير سلبي مباشر على شركات مثل:
Nvidia: التي أُتيحت لها مؤخرًا تصدير شرائح H20 للصين
Tesla وApple: اللتان تعتمد سلاسل التوريد على الصين
قطاع التجزئة: سيواجه ارتفاعًا في أسعار المستوردات
🧠 نظرة مركّب: "الهدوء الحالي" هش للغاية… وأي تراجع في اللهجة قد يُطيح بجولة كاملة من أرباح الشركات خلال النصف الثاني من 2025.
🧩 نقاط القوة والضعف: قراءة مركّب للتوازنات الجديدة
🇺🇸 الولايات المتحدة (إدارة ترامب):
✅ نقاط القوة:
القدرة على فرض تعريفات كأداة ضغط فعالة دون تنفيذ فوري
فرض قاعدة 15% أعاد رسم معايير التجارة العالمية
مرونة في تأجيل القرارات تمنح مساحة للمناورة
❌ نقاط الضعف:
غياب التوجيه الثابت يضر بثقة الشركاء والمستثمرين
التصريحات المتضاربة داخل الفريق التفاوضي تقلل المصداقية
الرسوم المرتفعة قد ترتد سلبًا على الشركات الأمريكية الكبرى
🇨🇳 الصين:
✅ نقاط القوة:
تماسك في الموقف رغم الضغوط الأمريكية
تمتلك أوراقًا استراتيجية مثل المعادن النادرة والصادرات التقنية
نجحت في تجنب قرارات متسرعة في ثلاث جولات تفاوض
❌ نقاط الضعف:
الاقتصاد المحلي تحت ضغط تباطؤ داخلي مستمر
الاعتماد الجزئي على الصادرات يجعلها أكثر حساسية للتعريفات
موقف دفاعي أكثر من كونه هجومي في السياسة التجارية
📉 الأسواق والمستثمرون:
✅ نقاط القوة:
أصبحت تتعامل مع التصعيد الجمركي كإيقاع متكرر يمكن توقعه
التطمينات السياسية (مثل "لن نعود إلى 145%") تُبقي السوق متماسكة
❌ نقاط الضعف:
قرارات الاستثمار أصبحت مرهونة بتقويمات سياسية لا اقتصادية
شركات التصدير والتكنولوجيا أكثر عرضة لتقلبات غير قابلة للتحكم
📌 خلاصة مركّب: ترامب يغيّر قواعد اللعبة... والأسواق تتأقلم على حافة الخطر
الجولة الأخيرة من محادثات أمريكا والصين لم تُسفر عن إعلان، لكنها وضعت حجر الأساس لتحول جذري في بنية النظام التجاري العالمي:
15% باتت القاعدة… لا الاستثناء
ترامب يتحكم بزِمام السوق العالمية من طائرته الرئاسية
الشركات الأمريكية والعالمية مطالبة بإعادة حساب التكلفة… لا الثقة
🎯 للمستثمر العربي: لا تراهن على حل شامل… بل راقب كل تاريخ استحقاق جمركي على أنه حدث استثماري منفصل، وتأكّد أن شركات التكنولوجيا والصناعة والتجزئة باتت أسيرة قرار سياسي واحد.
📩 تابع نشرة مركّب لتصلك تحليلات مثل هذه أولًا بأول
📲 انضم إلى قناة التلغرام
🐦 تابعنا على تويتر: @murakkabnet