بينما يترقب المستثمرون كل إشارة من الاقتصاد الأميركي لرسم توقعاتهم للنصف الثاني من 2025، جاء تقرير الوظائف لشهر يونيو ليقدّم صورة مزدوجة: سوق عمل يثبت صلابته رغم التباطؤ التدريجي في الزخم، ومعدل بطالة ينخفض بصورة مفاجئة في وقت تصاعدت فيه التحذيرات من موجة تباطؤ أوسع.
نمو مفاجئ في التوظيف… مع استمرار التباطؤ الكامن
بيانات رسمية: أضاف الاقتصاد الأميركي 147 ألف وظيفة جديدة في يونيو، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين عند 106 آلاف وظيفة فقط.
البطالة تتراجع: معدل البطالة هبط إلى 4.1%، في مفاجأة إيجابية مقارنة مع التوقعات التي رجّحت ارتفاعها إلى 4.3%.
معادلة مزدوجة: هذه النتائج تعزز صورة سوق العمل المتماسك رغم ضغوط السياسة النقدية، لكنها أيضًا تعكس فتورًا واضحًا بالمقارنة مع فترات الانتعاش الحاد في 2022 و2023.
سوق العمل الأميركي يضيف 147 ألف وظيفة في يونيو
التغير الشهري في عدد الوظائف بالآلاف، مع إبراز قفزة يونيو وظهور منحنى التباطؤ التدريجي مقارنة بالفترات السابقة.
منحنى معدل البطالة الذي يُظهر تراجع النسبة إلى 4.1% بعد فترة من الاستقرار فوق هذا المستوى. —(المصدر: Bureau of Labor Statistics – Yahoo Finance)
تراجع الزخم في القطاعات الخاصة… وتوازن هش في السوق
قطاع خاص متباطئ: بيانات ADP ليوم الأربعاء أظهرت فقدان القطاع الخاص 33 ألف وظيفة في يونيو، وهو أول رقم سلبي منذ مارس 2023.
طلبات إعانات البطالة: استمرت بالارتفاع إلى أعلى مستوى منذ أربع سنوات تقريبًا، في إشارة لتصاعد القلق من قدرة سوق العمل على الصمود مع التباطؤ العالمي واشتداد تأثير الرسوم الجمركية.
توازن السوق: رغم كل ذلك، لا توجد مؤشرات واضحة حتى الآن على دخول السوق مرحلة تراجع عميق أو فقدان واسع للوظائف. معدلات التوظيف والتنقل بين الوظائف ما زالت عند أدنى مستوياتها في عقد كامل بحسب بيانات JOLTS الأخيرة.
الأجور والمشاركة: إشارات مختلطة على قوة الطلب
نمو الأجور: بلغ متوسط نمو الأجور 0.2% شهريًا (أقل من المتوقع) و3.7% سنويًا.
المشاركة في القوة العاملة: انخفضت إلى 62.3%.
قراءة شاملة: تعكس الأرقام اتجاهاً حذرًا في قرارات التوظيف لدى الشركات، مع سعي أصحاب العمل لموازنة التكاليف المرتفعة بفعل التضخم والرسوم الجمركية.
هل الصمود مؤقت أم بداية دورة جديدة؟
رغم ثبات سوق العمل، يرى أغلب الاقتصاديين أن تباطؤ الزخم بات واضحًا.
كبيرة اقتصاديي ADP، نيلا ريتشاردسون، أشارت إلى أن النصف الثاني قد يشهد استقرارًا نسبيًا، ما لم تظهر صدمات اقتصادية أو تغييرات حادة في السياسة النقدية.
الخلاصة
تقرير يونيو عزز الثقة بمرونة سوق العمل الأميركي، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام الكثير من التساؤلات حول استدامة هذا الصمود في مواجهة ضغوط الاقتصاد الكلي وتداعيات السياسات التجارية الجديدة.
مع اقتراب قرارات الفيدرالي الحاسمة بشأن الفائدة، يبقى الترقب سيد الموقف، ويظل الحذر شعار المرحلة القادمة في وول ستريت.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet