بعد أسبوعٍ اتسم بتقلب البيانات وتزايد المخاوف بشأن مستقبل التوظيف، أعاد تقرير وزارة العمل الأميركي شيئًا من الثقة لأسواق المال عبر أرقام إيجابية – وإن لم تكن استثنائية – أكدت مرونة الاقتصاد، لكنها لم تُنهِ حالة الترقب في وول ستريت. على الجهة الأخرى، لم يفوت الرئيس دونالد ترمب الفرصة ليهاجم سياسة الفائدة المرتفعة، في وقت يصر فيه الفيدرالي على الحذر الشديد وسط تزايد الضغوط التضخمية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية.
سوق العمل الأميركي يضيف 139 ألف وظيفة في مايو
سوق العمل الأميركي يواصل إضافة الوظائف… وتيرة معتدلة وثبات في معدل البطالة التغير الشهري في عدد الوظائف المضافة (بالآلاف) منذ مطلع 2023 حتى مايو 2025، مع خط بياني لمعدل البطالة (٪). يلاحظ القارئ أن وتيرة التوظيف بقيت إيجابية مع تراجع عن ذروات ما بعد الجائحة، بينما ظل معدل البطالة مستقرًا حول 4.2% لعدة أشهر متتالية، ما يعكس توازنًا دقيقًا بين نمو الوظائف وضغوط السوق — المصدر: Bureau of Labor Statistics — عبر Yahoo Finance
تفاصيل التقرير: نمو دون التوقعات… والبطالة مستقرة
الوظائف الجديدة: أضاف الاقتصاد الأميركي 139 ألف وظيفة خلال مايو، ليتفوق قليلاً على توقعات المحللين (126 ألف)، لكنه يظل دون متوسط النمو المسجل في 2023-2024.
معدل البطالة: استقر عند 4.2% للشهر الرابع على التوالي، في إشارة إلى استمرار حالة "التشبع" في سوق العمل.
قراءة مركب: الأرقام تعكس مرونة سوق العمل لكنها تشير بوضوح إلى تباطؤ الزخم الذي ساد في فترات الازدهار السابقة. استمرار التوظيف، حتى بوتيرة أبطأ، يدعم سيناريو "الهبوط الناعم" الذي يتطلع إليه الفيدرالي والبيت الأبيض معًا.
ضغوط ترامب ورسائل الفيدرالي: معركة الفائدة مستمرة
تصعيد من البيت الأبيض: استغل الرئيس ترمب الأرقام فور صدورها ليصعّد هجومه على رئيس الفيدرالي جيروم باول، مغردًا:
"‘Too Late’ في الفيدرالي كارثة! أوروبا خفضت الفائدة 10 مرات، ونحن لم نفعل شيئًا. رغم ذلك اقتصادنا قوي. اخفضوا الفائدة نقطة كاملة فورًا!"
موقف الفيدرالي: التقرير بدد التوقعات بخفض للفائدة في اجتماع يونيو المقبل، إذ أكد صناع السياسة النقدية استمرار القلق من التضخم، لاسيما مع تأثير الرسوم الجمركية الجديدة. بعض أعضاء الفيدرالي دعوا إلى "تجاهل" أثر الرسوم إذا تبين أنه مؤقت، فيما أصر آخرون على ضرورة الحذر وعدم التسرع.
الأسواق تترقب: غالبية التوقعات تستبعد أي خفض قريب للفائدة، مع ترجيح تأجيل أي خطوة إلى سبتمبر أو ما بعده. الفيدرالي لم يُغيّر معدله خلال 2025 حتى الآن بعد أن خفضه بنقطة كاملة في نهاية 2024، مؤكدًا أن حالة عدم اليقين السياسي تلعب دورًا في الحذر الحالي.
الخلاصة:
يبقى سوق العمل الأميركي "متماسكًا لكنه أبطأ"، وهو توازن يصعّب مهمة الفيدرالي بين تشديد الخناق على التضخم والاستجابة للضغوط السياسية المتزايدة من البيت الأبيض. في ظل استمرار الرسوم الجمركية وغياب مؤشرات قوية على تباطؤ التضخم، لن يكون من السهل رؤية خفض قريب للفائدة. وبينما يراهن ترمب على قوة التوظيف لدعم موقفه، تظل الأسواق عالقة بين مخاوف الأسعار وإيجابيات النمو.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني! 📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet 🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet
