في ظل التغيرات الاقتصادية الحادة، عاد ملف رئاسة الاحتياطي الفيدرالي إلى الواجهة بقوة. الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُكثف مشاوراته لاختيار خليفة جيروم باول مع اقتراب نهاية ولايته في مايو المقبل. هذه الخطوة أصبحت حديث الأوساط المالية، إذ بات السباق على كرسي الفيدرالي مفتوحًا على مصراعيه أمام مرشحين يتنافسون علنًا بانتقاداتهم الحادة لسياسات البنك المركزي. فما هي الخيارات المطروحة؟ وكيف يمكن أن ينعكس هذا التحول على مسار السياسة النقدية الأميركية؟
هاسيت يبرز كمرشح جدي... وخيارات التعيين تتوسع
بحسب The Wall Street Journal، دخل مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت دائرة المنافسة الجدية بعد اجتماعين مع ترمب في يونيو، حيث أبدى استعداده لتولي المنصب إذا طُلب منه ذلك. ومن السيناريوهات المطروحة: تعيين هاسيت أولًا في مقعد مجلس محافظي الفيدرالي الذي سيشغر مع مغادرة "أدريانا كوجلر" نهاية يناير 2026، ليبقى خيار ترقية هاسيت (أو حتى كريستوفر والر) إلى منصب الرئيس عند انتهاء ولاية باول في مايو.
أسماء أخرى على الطاولة... وموجة من الانتقادات العلنية للفيدرالي
لم يتأخر باقي المرشحين في التصعيد الإعلامي: وزير الخزانة سكوت بيسنت وحاكم الفيدرالي السابق كيفن وورش بدآ بمهاجمة سياسات البنك المركزي علنًا. وورش تحدث هذا الأسبوع عن "سياسات اقتصادية سيئة من البنك المركزي"، بينما شن بيسنت انتقادات متكررة للفيدرالي في مقابلاته الأخيرة، وعلق ساخرًا: "يبدو أن متلازمة الرسوم تصيب حتى الفيدرالي".
سيناريوهات جديدة: هل يجمع بيسنت بين الخزانة والفيدرالي؟
من بين الاقتراحات المطروحة إعلاميًا، احتمال أن يجمع بيسنت بين منصب وزير الخزانة ورئاسة الاحتياطي الفيدرالي، وهو سيناريو سبق أن حدث في بدايات القرن الماضي، حيث كان وزير الخزانة يرأس مجلس الفيدرالي حتى عام 1935 قبل تعديل القانون. ولمّح ترمب خلال اجتماع وزاري إلى تفضيله الشخصي لبيسنت بقوله "أفضّلك عليه" في إشارة إلى باول.
مرحلة الحسم: من سيخلف باول؟
ترمب لم يكشف بعد صراحة عن مرشحه النهائي، مكتفيًا بالقول: "لدي اثنان أو ثلاثة على رأس القائمة". وتتوقع الإدارة أن يرحل باول عن مقعده في مجلس المحافظين بعد نهاية رئاسته، ما يمنح البيت الأبيض فرصة لتعيين عضوين في 2026. من جهته، باول لم يعلن نيته بعد بشأن البقاء حتى نهاية ولايته كعضو في مجلس الإدارة (2028).
كواليس المنافسة والعلاقة مع باول
اللافت أن بيسنت أكّد في مقابلاته الأخيرة استمرار لقاءاته الأسبوعية مع باول على الفطور، مشددًا على "الاحترام المتبادل والنقاشات العميقة" بينهما، رغم التنافس المتصاعد على المنصب الأهم في السياسة النقدية الأميركية.
الخلاصة
المشهد الحالي ينبئ بمواجهة محتدمة قد تعيد رسم معالم السياسة النقدية الأميركية للسنوات المقبلة. فاختيار ترمب لرئيس الفيدرالي الجديد لن يكون قرارًا تقنيًا فحسب، بل سيكون رسالة قوية للأسواق حول توجهات البيت الأبيض تجاه التضخم، الفائدة، والتدخل في عمل البنك المركزي. مع تعدد السيناريوهات وتزايد الأصوات النقدية، الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الفيدرالي.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet