بعد 100 يوم من ترمب... والأسواق بين الشك والانتظار
بعد وعود رنانة بـ"سرعة تاريخية" لحل الأزمات، يكشف مرور أول 100 يوم من الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن واقع أكثر تعقيدًا مما توقعه المستثمرون.
رغم صمود بعض مؤشرات الاقتصاد الأساسية، فإن الأسواق والمستهلكين يبعثون برسائل قلق متزايدة، في ظل رسوم جمركية خانقة وغموض يلف السياسات التجارية.
أولًا: مؤشرات الاقتصاد الأساسية… أداء متوسط ولكن ليس كارثيًا
رغم الضغوط، لا تزال المؤشرات الاقتصادية الأساسية تظهر تماسكًا نسبيًا:
الوظائف: ترمب يحتل المركز الثالث بين تسع ولايات رئاسية في خلق الوظائف خلال أول 100 يوم، خلف بايدن وكلينتون.
وظائف التصنيع: نمو ملحوظ يضع ترمب في مصاف المتفوقين مقارنة بالعهود السابقة.
الدخل: تحسن محدود، لكنه أفضل من بعض الفترات السابقة.
التضخم: لا يزال عند مستويات منخفضة نسبيًا، مقارنة بما قبل الأزمة المالية وفترة بايدن.
رسم بياني يقارن أداء الوظائف، وظائف التصنيع، التضخم، والدخل بين مختلف الرؤساء خلال أول 100 يوم، حيث يحتل ترمب مرتبة متوسطة إلى متقدمة في عدة مؤشرات.
ثانيًا: الأسهم تنهار رغم الانطلاقة القوية
كانت التوقعات بأن تكون الأسهم مرآة لصمود الاقتصاد، لكنها جاءت مخيبة:
مؤشر S&P 500 تراجع بنسبة 19% منذ ذروته في فبراير.
الرسوم الجمركية بمعدل 27% بمتوسط عام و145% على الصين غذت موجة الهلع في الأسواق.
التفاؤل الضريبي الأولي تلاشى مع تصاعد القلق من الركود التجاري.
رسم بياني يُظهر تدهور أداء مؤشر S&P 500 خلال أول 100 يوم لكل رئيس، مع خط ترمب الثاني يتجه نحو أدنى المستويات.
ثالثًا: ثقة المستهلك تنهار بوتيرة مقلقة
مؤشرات ثقة المستهلك تُعطي تحذيرًا مبكرًا بتدهور المزاج الاقتصادي:
مؤشر جامعة ميشيغان انخفض إلى أدنى مستوى منذ عام 2022.
توقعات التضخم بين المستهلكين قفزت إلى 6.5% — الأعلى منذ 1981.
رسم بياني يوضح تراجع ثقة المستهلك خلال فترات الرؤساء المختلفين، مع هبوط حاد تحت إدارة ترمب الثانية.
رابعًا: معدلات الموافقة تتآكل حتى بين الجمهوريين
الرأي العام يعكس قلقًا متزايدًا من الأداء الاقتصادي:
استطلاع غالوب: تراجع معدل الموافقة على ترمب من 47% إلى 44%.
استطلاع CNN: تراجع أعمق إلى 41%.
الرسوم الجمركية أصبحت عبئًا سياسيًا، تُضعف ورقة ترمب الاقتصادية التي كانت أقوى أسلحته.
رسم بياني يُبرز مسار تدهور معدلات الرضا الرئاسي مقارنةً بالعهود السابقة.
الخلاصة
رغم صمود المؤشرات الاقتصادية التقليدية، إلا أن إشارات السوق وثقة المستهلك تسير في اتجاه مقلق:
الأسواق بدأت تُسعر احتمالية ركود فعلي في النصف الثاني من 2025.
التضخم مرشح للارتفاع مع استمرار تصعيد الرسوم الجمركية.
ثقة المستثمرين والمستهلكين تتدهور وسط تضارب الرسائل السياسية.
ما لم تُترجم وعود ترمب إلى اتفاقات تجارية فعلية تُعيد الثقة، فقد يكون الاقتصاد الأميركي على مشارف دورة تراجع طويلة ومعقدة.
📩 اشترك الآن ليصلك كل جديد مباشرة إلى بريدك الإلكتروني - ابق دائمًا على بُعد خطوة من القرار الاستثماري الصحيح.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet