هل فقدت آبل ريادتها في سباق الذكاء الاصطناعي؟
دعوات جريئة لتغيير استراتيجية عملاق التكنولوجيا
بعد عام حافل بالتقلبات، تجد شركة Apple (AAPL) نفسها أمام مفترق طرق استراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي. فمع خسارة أكثر من 640 مليار دولار من قيمتها السوقية وتراجع السهم بنسبة 16% منذ بداية 2025، يواجه عملاق التكنولوجيا ضغوطًا غير مسبوقة لإعادة ابتكار استراتيجيته ومواكبة التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي. المستثمرون والمحللون باتوا يطالبون أبل باتخاذ قرارات جريئة في الاستحواذ واستقطاب المواهب، لتأمين مستقبلها وسط سباق شرس تقوده شركات مثل Meta (META).
تراجع السهم وخيبة أمل في الذكاء الاصطناعي... أين الخلل؟
خسائر AAPL الأخيرة فاقت التوقعات، وسط أداء قوي لمنافسين مثل Meta (META) الذين واصلوا تحقيق مكاسب كبيرة مدفوعة باستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي.
خيبة الأمل لم تقتصر فقط على بطء طرح مزايا الذكاء الاصطناعي من أبل، بل شملت أيضًا تأثر الشركة بالرسوم الجمركية ومخاطر تنظيمية متعددة. إلا أن قصور منتجات الذكاء الاصطناعي يبقى العامل الأساسي الذي زاد الضغوط على الإدارة.
لم ترد أبل على طلبات التعليق، في حين تراجع سهمها 1.3% يوم الاثنين الماضي.
تقاليد أبل التاريخية... هل حان وقت كسرها؟
لطالما فضلت Apple تطوير منتجاتها داخليًا، مع تجنب الاستحواذات الكبرى—أكبر صفقة في تاريخها بقيت صفقة شراء Beats مقابل 3 مليارات دولار عام 2014.
غير أن محللي Citigroup مثل أتيف مالك يؤكدون أن "تفاؤل المستثمرين سيتضاعف إذا استحوذت أبل على شركة متقدمة في الذكاء الاصطناعي أو اشترت حصة كبيرة فيها". وتشير تقارير بلومبرغ إلى أن الشركة ناقشت داخليًا إمكانية الاستحواذ على Perplexity AI، الشركة الناشئة التي بلغت قيمتها 14 مليار دولار.
من جانبه، يرى دان آيفز من Wedbush أن مثل هذا الاستحواذ سيكون "صفقة لا تحتاج لتفكير"، مؤكدًا أن دفع حتى 30 مليار دولار على Perplexity يُعد "ثمنًا زهيدًا" بالمقارنة مع مكاسب الذكاء الاصطناعي المحتملة لأبل.
فجوة استثمارية... وسباق المواهب يحتدم مع Meta
رغم إعلان أبل عن بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في مؤتمر المطورين الأخير، إلا أن استقبال السوق جاء باهتًا. وتشير تسريبات إلى أن أبل قد تلجأ للاستعانة بتقنيات خارجية لدعم نسخة جديدة من Siri.
كيفين كوك، محلل Zacks Investment Research، يرى أن "استقطاب المواهب هو الحاجة الأولى الآن"، معتبرًا أن تحديات أبل لا ترقى لمستوى الأزمات التي مرت بها Google مؤخرًا.
في المقابل، يواصل مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـMeta (META)، سياسة العروض المالية الضخمة لاستقطاب أفضل خبراء الذكاء الاصطناعي—فقد استقطبت Meta مدير الذكاء الاصطناعي في أبل بحزمة مغرية، كما استثمرت 14.3 مليار دولار في Scale AI الشهر الماضي.
رغم هذا، تحتفظ أبل بسيولة ضخمة بلغت 133 مليار دولار حتى نهاية مارس 2025—ضعف ما لدى Meta—ما يمنحها مرونة استثنائية لتمويل الصفقات والاستثمارات الكبرى.
تغييرات إدارية... وتحذيرات من تراجع القيادة
شهدت أبل تغييرات ملحوظة في فريقها القيادي، مع تقاعد المدير التنفيذي للعمليات جيف ويليامز واستقالة المدير المالي لوكا مايستري. ومع بقاء تيم كوك في منصبه، تتجه الأنظار إلى قدرة الشركة على الاستفادة من هذه التغييرات لتسريع التحول نحو الذكاء الاصطناعي.
يرى محللو LightShed Partners أن "تغيير الإدارة هو بالضبط ما تحتاجه أبل"، محذرين من أن "التخلف في الذكاء الاصطناعي قد يُغيّر جذريًا مسار الشركة". أما بول ميكس من Water Tower Research، فيدعو لصفقة كبيرة تثبت التزام أبل بالتغيير وتصحيح المسار، لأن الذكاء الاصطناعي يتطلب شراكات وليس حلولًا ذاتية فقط.
الخلاصة
تمر Apple (AAPL) بمنعطف استثنائي مع تزايد المنافسة في الذكاء الاصطناعي. البقاء في صدارة القطاع يتطلب تحركًا سريعًا، سواء عبر استحواذات كبرى أو تعزيز استقطاب المواهب التقنية. المحللون يجمعون على أن مستقبل أبل في عالم الذكاء الاصطناعي مرهون بجرأتها على كسر التقاليد واتخاذ قرارات استثنائية تُعيد لها ريادة الابتكار والنمو.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet