🔥 تسلا تتفوّق في المبيعات وتخسر في الهوامش... الشركة بين الطموح التكنولوجي وضغط الواقع الصناعي
شهدت تسلا (Tesla – TSLA) ربعًا ماليًا مزدوج الملامح في الربع الثالث 2025، إذ تجاوزت توقعات وول ستريت في الإيرادات بفضل مبيعات قياسية بلغت 497,099 مركبة، لكنها أخفقت في تحقيق الأرباح المرجوّة مع تراجع هوامش الربح الإجمالية إلى 18% وهبوط صافي الدخل بنسبة 37% سنويًا.
ورغم ذلك، تُظهر نتائجها أن الشركة ما زالت قادرة على تحقيق نمو كبير في حجم الإنتاج والإيرادات، لكنها تواجه واقعًا جديدًا من الضغوط السعرية وتراجع الاعتمادات الضريبية، بالتوازي مع قفزات الإنفاق على الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
📊 أداء الربع الثالث بالأرقام
الإيرادات الإجمالية: 28.1 مليار دولار (+11.6%) مقابل 26.6 مليار متوقعة.
الربح التشغيلي (GAAP): 1.62 مليار مقابل 1.57 مليار متوقعة.
الربح المعدّل للسهم: 0.50 دولار (أقل من التوقعات بـ10.3%).
الهامش الإجمالي: 18% (مقارنة بـ19.8% في الربع المقابل).
الهامش التشغيلي: 5.8% (هبوطًا من 10.8%).
التدفق النقدي الحر: ارتفع إلى 14.2% من الإيرادات.
💡 نظرة مُركّب: نتائج قوية في الإيرادات لكن تراجع الأرباح يؤكد أن النمو لم يعد مجانيًا بل ممزوجًا بضغط الكفاءة.
🚗 تباطؤ النمو: من فورة إلى استقرار
يبين الرسم أن تسلا بعد طفرة نمو تاريخية بين 2020–2022، دخلت مرحلة تباطؤ واضحة في 2023 و2024 بسبب تشبع الأسواق الرئيسية في أميركا وأوروبا، وارتفاع المنافسة من BYD وLucid وRivian.
لكن الربع الثالث 2025 أعاد زخم النمو الطفيف (+11.6%)، بفضل اندفاع المستهلكين قبل انتهاء الإعفاء الضريبي الأميركي على السيارات الكهربائية.
💡 نظرة مُركّب: السوق الناضجة والطلب المؤجل يفرضان على تسلا مرحلة “نمو بطيء ومنضبط” بعد سباق التوسع الجامح.
💰 تسعير أذكى... لكن على حساب الهوامش
أطلقت تسلا نسخًا منخفضة السعر من Model 3 وModel Y بتخفيض يقارب 5,000–5,500 دولار، ما ساعدها على زيادة حجم المبيعات، لكنه ضغط على الأرباح.
وانخفض متوسط سعر السيارة من نحو 56 ألف دولار في 2020 إلى قرابة 42 ألف دولار في 2025.
💡 نظرة مُركّب: استراتيجية خفض الأسعار أنقذت الحصة السوقية لكنها التهمت ربحية كل سيارة.
🚘 نمو كمي مستمر رغم الضغوط
ارتفع عدد المركبات المباعة إلى 497,099 وحدة (+7.4%) متجاوزًا التوقعات البالغة 471,000، ما يدل على أن خفض الأسعار حفّز الطلب دون انهيار هوامش التسليم.
تُظهر البيانات أن تسلا حافظت على منحنى نمو تصاعدي مستمر منذ 2019، ما يثبت قوتها الإنتاجية وقدرتها على المناورة في أوقات ضعف السوق.
💡 نظرة مُركّب: المبيعات القياسية تُظهر مرونة الطلب على سيارات تسلا رغم غياب الدعم الضريبي.
⚙️ الهوامش والربحية: من القمة إلى الهبوط
على مدى خمس سنوات، كانت تسلا تمتلك أعلى هوامش ربح في الصناعة بمتوسط 22.4% في قطاع السيارات، مقابل 10–12% لمنافسيها، لكن هذه الفجوة بدأت تضيق مع ضغط الأسعار والتكاليف.
انخفض الهامش من 25.4% إلى 17.5% خلال الفترة، وهو أدنى مستوى منذ 2019.
ومع ذلك، لا تزال الشركة تتفوّق على فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM) في الكفاءة الإنتاجية بفضل التكامل الرأسي وإدارة سلسلة التوريد.
💡 نظرة مُركّب: تسلا تضحي بهوامشها العليا مؤقتًا لتضمن بقاءها في قمة السباق على الكفاءة الصناعية.
🏁 سباق الإيرادات في عالم السيارات الكهربائية
بالمقارنة مع المنافسين، تجاوزت إيرادات تسلا حاجز 28 مليار دولار، لكنها لا تزال أقل من جنرال موتورز وفورد في الحجم الكلي، مما يعكس أن الشركة ما زالت في مرحلة توسّع هيكلي.
أما Rivian، فرغم نموها الكبير، فهي بعيدة جدًا عن مستوى الإيرادات المستدامة.
💡 نظرة مُركّب: رغم صغر حجمها النسبي، تسلا تحافظ على موقعها كأعلى الشركات نمواً في الإيرادات ضمن الصناعة.
🔋 الطاقة والذكاء الاصطناعي: جناح النمو القادم
قطاع الطاقة في تسلا أصبح نقطة مضيئة، بإيرادات بلغت 3.42 مليار دولار (+44%) وأرباح تشغيلية قياسية 1.1 مليار دولار.
وحققت الشركة نشرًا قياسيًا لأنظمة تخزين الطاقة (12.5 غيغاواط ساعي) في الربع، مدعومًا بمشروعات Megapack 3 ومصفاة الليثيوم في تكساس.
أما الذكاء الاصطناعي، فشهد قفزة نوعية مع توسّع البنية التحتية للتدريب (Cortex) المكافئة لـ 81,000 وحدة H100 من Nvidia، إضافة إلى اتفاقية مع Samsung لتوريد شرائح متقدمة لمعالجات القيادة الذاتية.
كما بدأت الشركة فعليًا الاختبار المحدود لخدمة Cybercab في أوستن – تكساس، تمهيدًا لإطلاقها التجاري في 2026.
💡 نظرة مُركّب: انتقال تسلا إلى مزيج الطاقة والذكاء الاصطناعي يضعها على طريق شركات التكنولوجيا الكبرى لا شركات السيارات التقليدية.
⚠️ تحديات وضغوط تنظيمية
استمرار التحقيقات في نظام القيادة الذاتية FSD من هيئة السلامة الأميركية NHTSA.
استدعاء 13,000 مركبة من طرازي Model 3 وModel Y بسبب عيب في البطارية.
تراجع الاعتمادات الضريبية الأميركية بعد انتهاء برنامج الحوافز في سبتمبر.
ارتفاع الرسوم الجمركية الجديدة على واردات المكوّنات بفعل سياسات ترامب.
ورغم هذه التحديات، حافظت الشركة على موقف مالي قوي، مع تدفق نقدي حر متين يسمح بتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة دون اللجوء لتمويل إضافي.
💡 نظرة مُركّب: البيئة التنظيمية الصارمة قد تؤخر المسار، لكنها لا تهدد الاتجاه البنيوي الطويل للشركة.
💬 رؤية وول ستريت والمؤسسات
المحللون وصفوا نتائج تسلا بأنها مختلطة:
الإيرادات فاقت التوقعات، لكن الأرباح دون المرجو، ما يعكس ضغط التحوّل من شركة سيارات إلى شركة تقنية متكاملة.
بحسب LSEG، فإن تراجع هوامش السيارات قابل للتعويض إذا استمرت وحدة الطاقة والبرمجيات بالنمو بنفس الوتيرة الحالية.
💡 نظرة مُركّب: المحللون يرون أن نتائج تسلا “مختلطة” لكن التحوّل نحو التكنولوجيا هو ما يبقي السهم جذّابًا استراتيجيًا.
🔮 النظرة المستقبلية
ترى الإدارة أن العام 2026 سيكون محوريًا مع بدء إنتاج Cybercab وSemi وMegapack 3 على نطاق واسع، ما سيعيد التوازن إلى هوامش الربح.
كما تركز الشركة على خفض تكاليف الإنتاج بنسبة إضافية 10% بفضل تحسين سلسلة التوريد وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المصانع.
ومع أن الطلب العالمي قد يضعف مؤقتًا بعد انتهاء الحوافز، فإن تسلا تراهن على ريادتها التكنولوجية وقدرتها على تحويل كل ابتكار إلى تدفقات نقدية مستدامة.
💡 نظرة مُركّب: عام 2026 سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة تسلا على تحويل وعودها التكنولوجية إلى أرباح ملموسة.
📈 ماذا تعني هذه النتائج للمستثمر الذكي؟
رغم ضجيج الأرقام وتقلب السهم في التداولات الآنية، فإن نتائج تسلا (Tesla) تكشف تحوّلها من “شركة سيارات كهربائية” إلى “منصّة تقنية متكاملة” تجمع بين الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والخدمات السحابية.
لكن هذا التحوّل، رغم ضخامته، يأتي بثمنٍ قصير الأجل: تآكل الهوامش وضعف الربحية التشغيلية.
بالنسبة للمستثمر الذكي، الرسالة واضحة:
الرهان الآن ليس على عدد السيارات المباعة أو السعر المتوسط فحسب، بل على قدرة تسلا على تحويل استثماراتها في البنية التحتية والذكاء الاصطناعي إلى تدفقات نقدية حقيقية في 2026 وما بعدها.
الأسهم قد تشهد تقلبات بسبب غياب التوجيه المالي وتراجع الاعتمادات الضريبية، لكن منظور القيمة طويلة الأجل يبقى مرتبطًا بمستقبل مشروع الروبوتاكسي، ومجمع الطاقة Megapack، ونظام Cortex للذكاء الاصطناعي.بكلمات بسيطة:
من يرى في “تسلا” شركة سيارات، سيركز على الانخفاض في الهوامش.
ومن يراها منصة ذكاء صناعي وطاقة، سيرى مرحلة تأسيس لقفزة أكبر.
💡 خلاصة مُركّب:
رغم التراجع في الربحية، تُثبت تسلا أنها ما تزال في صدارة ثورة النقل الكهربائي، وتحوّلها إلى شركة طاقة وذكاء اصطناعي يجعلها فريدة من نوعها في عالم الصناعة.
لكن الطريق نحو 2026 مليء بالاختبارات، فالسؤال الحقيقي لم يعد: كم تبيع تسلا؟
بل: كم تربح من كل ما تبيعه؟
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مُركَّب+
لا نطارد الأخبار العشوائية، بل نحلّل الشركات عبر فلاتر الجودة التي تميز بين “الشركات التي تصنع الضجيج” و“الشركات التي تصنع القيمة”، وعبر فلاتر الشريعة التي تضمن أن قراراتك الاستثمارية نظيفة وواعية.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحظ، بل على الانضباط والمعايير والفهم العميق لما تشتريه ولماذا.
🎯 اشترك الآن في مُركَّب+ لتصل إلى الشركات الأعلى جودة والأكثر توافقًا مع قيمك، وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.








