وسط ضبابية البيانات الاقتصادية وتقلّب التوقعات بشأن قرارات الفيدرالي، جاء استمرار نمو الأجور في أميركا ليحمل رسالة مزدوجة: دعم للثقة في الاقتصاد من جهة، ومزيد من التعقيد أمام صانعي السياسة النقدية من جهة أخرى. فبينما تباطأت وتيرة التوظيف في مايو، بقيت زيادات الرواتب عند مستويات قوية، ما يضع الفيدرالي في اختبار جديد بين مكافحة التضخم وحماية زخم النمو.
نمو الأجور يبقى متماسكًا... رغم تباطؤ التوظيف
التغير الوسيط السنوي في الأجور للعاملين في القطاع الخاص الأميركي حتى مايو 2025:
من يغيّرون وظائفهم (Job Changer) يحصلون على زيادة سنوية تقارب 7%.
من يبقون في وظائفهم (Job Stayer) يحصلون على نمو سنوي للأجور بنحو 4.5%.
اللافت أن هذه المعدلات بقيت مستقرة طوال النصف الأول من 2025 رغم التباطؤ في خلق الوظائف، ما يعكس صمود سوق العمل. كما يُظهر الرسم اتساع الفجوة بين الفئتين، وبقاء الأجور أعلى من التضخم (2.3% في أبريل)، ما يعزز القوة الشرائية للأسر الأميركية.
تفاصيل البيانات ورسائلها للاقتصاد
وزارة العمل: متوسط الأجر بالساعة ارتفع 0.4% في مايو، و3.9% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات.
بيانات ADP:
العمال الذين انتقلوا لوظائف جديدة حصلوا على زيادة 7%.
من بقي في وظائفه حصل على 4.5%، دون تغير عن الشهر السابق.
دلالات اقتصادية:
استمرار نمو الأجور يدعم الاستهلاك ويؤخر مخاوف الركود رغم التباطؤ في التوظيف.
فجوة الزيادات بين الفئتين تشير إلى استمرار "سوق العامل القوي" ولكن بوتيرة أهدأ.
نمو الأجور يبقى أعلى من التضخم، ما يعزز ثقة الأسر وقدرتها على الإنفاق.
الفيدرالي في موقف المراقب... متى يتحرك؟
رغم تباطؤ التوظيف، تمنح قوة الأجور الفيدرالي مبررًا للتمهل في خفض الفائدة.
لا توجد حتى الآن إشارات قوية على أن الأجور ترفع التضخم بشكل خطير، لكن بقاء الرواتب مرتفعة يعني استمرار دورة الإنفاق الاستهلاكي.
الأسواق تترقب اجتماع سبتمبر كأقرب موعد محتمل لأي تخفيض للفائدة، بانتظار مزيد من الوضوح في سوق العمل.
الخلاصة
نمو الأجور المستمر يُبقي باب التفاؤل مفتوحًا أمام الاقتصاد الأميركي، ويؤكد متانة سوق العمل رغم بعض علامات التباطؤ. بالنسبة للفيدرالي، المعادلة لم تُحسم: لا خفض قريب للفائدة ما لم تظهر إشارات ضعف صريحة في سوق العمل أو تراجع ملموس في وتيرة الأجور. المستثمرون بدورهم يتابعون عن كثب أي تطور جديد، لأن كل تحول في الرواتب قد يعيد رسم المشهد المالي في وول ستريت.
اشترك الآن في نشرة "مركب" ليصلك كل جديد عن الاقتصاد والأسهم مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet