🔥 العقوبات الأمريكية على النفط الروسي تُشعل الأسواق العالمية… وقلق صيني من اضطراب الإمدادات
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة على عملاقي النفط الروسي روسنفت (Rosneft) ولوك أويل (Lukoil)، في تحوّل مفاجئ بسياساته تجاه موسكو وحربها المستمرة في أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بأكثر من 3% يوم الخميس، ودفع الهند إلى دراسة تقليص وارداتها من الخام الروسي.
العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية تستهدف قدرة روسيا على تمويل حربها التي بدأت في فبراير 2022، وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت: “نستهدف مصدر تمويل آلة الكرملين الحربية، ونشجع حلفاءنا على الانضمام إلينا”.
في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الروسية الخطوة بأنها “غير بنّاءة” وأن أهدافها في أوكرانيا “لم تتغير”.
⚙️ تراجع اللقاءات وتحوّل في موقف ترامب
بعد أن كان ترامب أعلن الأسبوع الماضي عن قمة مرتقبة مع فلاديمير بوتين في بودابست لإنهاء الحرب، عاد الأربعاء ليُلغي الاجتماع قائلاً: “لم أشعر أنه سيحقق ما نريده… سنفعلها لاحقًا”.
القرار مثّل انعطافًا حادًا في موقفه، بعد أن كان قد تخلى عن مطلب وقف فوري لإطلاق النار في قمة ألاسكا خلال أغسطس، مفضلاً الدخول مباشرة في مفاوضات سلام شاملة، لكنه عاد الآن للمطالبة بوقف فوري للقتال، وهو ما تدعمه كييف وترفضه موسكو.
🔮 نظرة مركّب: ترامب يتنقل بين التصعيد والتهدئة وفق حسابات سياسية داخلية، ما يزيد غموض المشهد الجيوسياسي.
🛢️ النفط الروسي بين المطرقة والسندان
تشكل إيرادات النفط والغاز حوالي ربع ميزانية روسيا، لكنها تراجعت بنسبة 21% على أساس سنوي. ورغم العقوبات، فإن النظام الضريبي الروسي الذي يعتمد على ضرائب الإنتاج أكثر من الصادرات قد يخفف من أثرها المباشر على المالية العامة.
الولايات المتحدة منحت الشركات حتى 21 نوفمبر لإنهاء تعاملاتها مع روسنفت ولوك أويل، ما يعني أن السوق أمام أسابيع من الارتباك.
🔮 نظرة مركّب: الأثر المالي الفوري محدود، لكن الضغط طويل الأمد قد يغير موازين تمويل الحرب الروسية.
🌍 القلق يمتد إلى آسيا: الصين والهند في الواجهة
تداعيات القرار الأمريكي تجاوزت أوروبا لتصل إلى آسيا، حيث حذّرت مصادر صينية من “ضغوط متزايدة” على مصافي النفط الحكومية والخاصة التي تستورد ما يقارب 20% من وارداتها من روسيا (نحو 2 مليون برميل يوميًا).
الهند، أكبر مشترٍ للنفط الروسي عبر البحر، تدرس تقليص الواردات لتجنب العقوبات الثانوية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية عبر المتحدث غو جياكون: “الصين تعارض دائمًا العقوبات الأحادية التي لا تستند إلى القانون الدولي ولم يقرّها مجلس الأمن”.
أما الأسواق فاشتعلت فور الإعلان، إذ قفزت عقود النفط الآجلة بأكثر من 3%، وسط مخاوف من اضطرابات في الإمدادات.
🔮 نظرة مركّب: آسيا تجد نفسها مضطرة للاختيار بين الامتثال للعقوبات أو المخاطرة بعلاقاتها مع موسكو.
⚒️ تداعيات على المشاريع النفطية العالمية
العقوبات الأمريكية تطال شركتين محوريتين في مشاريع نفطية دولية:
لوك أويل (Lukoil) تشارك في مشروع البصرة بالعراق وكازاخستان عبر كونسورتيوم بحر قزوين.
روسنفت (Rosneft) مرتبطة بعقود طويلة الأمد مع شركة سي إن بي سي (CNPC) الصينية لنقل النفط عبر خطوط أنابيب ESPO إلى مصافي داتشينغ شمال الصين.
ويُخشى أن تتأثر هذه التدفقات التي تبلغ نحو 800 ألف برميل يوميًا إذا شددت واشنطن قيودها المالية، رغم طبيعتها الحكومية.
🔮 نظرة مركّب: أي تعطّل في إمدادات الأنابيب سيصيب النظام الطاقي الصيني في مقتل، ويدفعها لخيارات أكثر تكلفة.
💬 وجهة نظر المؤسسات
يرى محللو بلومبرغ أن العقوبات على روسنفت ولوك أويل تمثل “أقوى ضربة مباشرة لقطاع الطاقة الروسي منذ الغزو”.
بينما قال محللون في رويترز إن السوق قد تواجه “نقصًا مؤقتًا في المعروض العالمي، لكن ارتفاع الأسعار قد يعوض جزئيًا خسائر موسكو”.
من جانبها، أشارت مؤسسات آسيوية إلى أن العقوبات قد تخلق إعادة توزيع للتجارة النفطية باتجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، مع ارتفاع المخاطر التمويلية في آسيا.
🔮 نظرة مركّب: رغم اضطراب السوق، قد تستفيد بعض الدول المنتجة من ارتفاع الأسعار في الأجل القصير.
🔮 النظرة المستقبلية
العقوبات الجديدة تفتح فصلًا جديدًا من المواجهة الاقتصادية بين واشنطن وموسكو، مع تداعيات عميقة على أسواق الطاقة والتوازنات الجيوسياسية في آسيا.
الاتجاه الأقرب: ارتفاع مستمر في الأسعار، حذر في الواردات، وتوتر متزايد في سلاسل الإمداد حتى تتضح استجابة الصين والهند للقرارات الأمريكية.
💡 خلاصة مُركّب:
واشنطن أعادت استخدام سلاح الطاقة بعد أعوام من التردد، مستهدفة شرايين تمويل روسيا مباشرة.
النتيجة: ارتفاع النفط، ارتباك الأسواق، وتحوّل مركز الضغط من أوروبا إلى آسيا، حيث تقف الصين والهند أمام معادلة معقدة بين أمن الطاقة والعلاقات السياسية.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نطارد الأخبار العشوائية.
نحن نحلّل الشركات عبر فلاتر الجودة التي تميز بين “الشركات التي تصنع الضجيج” و“الشركات التي تصنع القيمة”،
وعبر فلاتر الشريعة التي تضمن أن قراراتك الاستثمارية نظيفة وواعية.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على الحظ،
بل على الانضباط، والمعايير، والفهم العميق لما تشتريه ولماذا.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى الشركات الأعلى جودة والأكثر توافقاً مع قيمك،
وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.



