في أحدث فصول الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بدأت الصين بتطبيق إعفاءات على بعض المنتجات الأميركية من الرسوم الجمركية البالغة 125%. وفي المقابل، حافظ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على لهجة تصعيدية، مؤكدًا أن الصين "ستتحمل التكلفة" بدلًا من المستهلك الأميركي.
ترمب عن الرسوم: "دميتان بدل ثلاثين"
في اجتماع لمجلس الوزراء، علّق ترمب على احتمال ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم قائلًا:
"ربما يكون لدى الأطفال دميتان بدلًا من ثلاثين... وربما تكلف الدميتان بضع دولارات إضافية."
ورغم هذه التصريحات، تشير التحركات خلف الكواليس إلى احتمال تخفيف تدريجي للرسوم وفتح قنوات خلفية مع الصين، رغم نفي الطرفين وجود مفاوضات رسمية.
انهيار في الواردات… وتسريحات وشيكة
تُظهر بيانات بلومبيرغ تراجع الشحنات القادمة من الصين بنسبة تقارب 60% منذ بدء تنفيذ الرسوم الجديدة، ما يُنذر باضطرابات حادة في سلاسل التوريد، ونقص في السلع، وتسريحات مرتقبة في قطاعات التجزئة والنقل.
إعفاءات لصناعة السيارات… وترمب يُنقذ قطاعه المفضل
استجابةً لضغوط من شركات السيارات، وقّع ترمب أمرًا تنفيذيًا يُعفي بعض السيارات وقطع الغيار من الرسوم الجديدة.
القرار يتضمن أيضًا تعويضات عن رسوم الصلب والألمنيوم المدفوعة مسبقًا، لتخفيف الضغط على الصناعة المحلية التي حذّرت من ارتفاع كبير في الأسعار وتراجع محتمل في المبيعات.
إدارة ترمب تُلوّح بصفقات تجارية جديدة
في الذكرى المئة لعودة ترمب إلى البيت الأبيض، قال وزير التجارة هوارد لَتنِك إن الإدارة الأميركية على وشك توقيع اتفاق جديد مع إحدى الدول.
وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن اتفاقًا مع الهند بات "قريبًا جدًا"، مما قد يُعيد بعض الثقة للأسواق المتوترة.
شركات الشحن تقرأ السوق: "نبرة حذرة تسود"
أوضح ماريو هاريك، الرئيس التنفيذي لشركة XPO، أن العملاء باتوا أكثر حذرًا، مع تفاوت في ردود الفعل.
بعضهم ينتظر، وآخرون يعيدون هيكلة سلاسل التوريد لتقليل الاعتماد على الصين.
ومع ذلك، ما زالت التوقعات تشير إلى استقرار نسبي في النصف الثاني من 2025.
القضاء قد يُفجّر مفاجأة
هناك سبع دعاوى قضائية منظورة ضد الرسوم الجديدة، تشمل ولايات ديمقراطية وشركات صغيرة وحتى قبائل من السكان الأصليين.
تركز الطعون على:
أن قانون الطوارئ (IEEPA) لا يُخوّل فرض الرسوم.
أن ترمب أعلن "حالات طوارئ وهمية".
أن قانون 1977 ذاته قد يكون غير دستوري.
Shein تُعيد الهيكلة... والطرح في لندن مهدد
في محاولة لتجنب الرسوم، بدأت Shein بإعادة هيكلة عملياتها في الولايات المتحدة، خاصة بعد إلغاء إعفاء "de minimis".
الشركة باتت تواجه رسومًا قد تصل إلى 120% على شحناتها المباشرة من الصين، مما يُهدد خطط طرحها في بورصة لندن.
Tesla وMercedes تُسابقان الرسوم برسائل تسويقية
شركات مثل Tesla وNissan بدأت تسويق منتجاتها عبر تحذير المستهلكين من ارتفاع قريب في الأسعار.
تستخدم مواقعها الإلكترونية عبارات مثل: "اشترِ الآن قبل تطبيق الرسوم".
حتى علامات أزياء مثل Sézane بدأت ترسل تنبيهات إلى زبائنها بشأن محدودية توفر بعض المنتجات.
ارتفاع في إنفاق المستهلكين... ولكن لأسباب طارئة
ارتفع إنفاق المستهلكين بنسبة 0.7% في مارس، مدفوعًا باندفاع الشراء قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
ورغم أن هذا النمو يبدو إيجابيًا، إلا أنه يُخفي وراءه تباطؤًا هيكليًا، يتضح في انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول — وهو أول تراجع منذ ثلاث سنوات.
الخلاصة:
المشهد يتعقّد: الصين تُخفّف بهدوء، وترمب يُصعّد بخطاب علني، والأسواق تُعيد حساباتها.
في ظل استمرار انكماش النمو وتقلّص الواردات، وتزايد الدعاوى القضائية، قد تكون الحرب التجارية قد بلغت ذروتها — أو لحظة التحوّل الكبرى. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت أميركا والصين تتجهان نحو انفجار تجاري جديد أم تسوية هادئة خلف الستار.
📩 اشترك الآن لتصلك تحليلات مركب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet