مئة يوم بعد عودة ترمب... الأسواق تتأرجح بين القلق والترقب
مع انتهاء أول 100 يوم من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثانية، يزداد المشهد الاقتصادي العالمي غموضًا، في ظل استمرار حالة عدم اليقين حول مصير الرسوم الجمركية والسياسات التجارية. وبينما وعد ترمب بتحقيق "سرعة تاريخية" في إنجاز الملفات الكبرى، تكشف الوقائع عن تعثر متزايد واتساع فجوة الثقة مع الأسواق.
الرسوم الجمركية تتصدر العناوين... والغموض سيد الموقف
تحولت الرسوم الجمركية إلى أكبر عامل ضغط على شعبية الرئيس ترمب، إذ أظهر مؤشر نيويورك تايمز لتتبع الشعبية تراجعًا مستمرًا منذ إعلان "يوم التحرير" التجاري في 2 أبريل 2025.
صدرت سلسلة من التصريحات المتضاربة عن ترمب وفريقه، مما زاد من حالة الإرباك بشأن مسار المفاوضات مع الصين ودول أخرى.
ففي مقابلة مع مجلة "تايم"، ادعى ترمب أنه "أبرم 200 صفقة"، لكنه بعد يومين أقر بأن إتمام الاتفاقات قبل يوليو سيكون "مستحيلًا فعليًا".
تباين بين التصريحات... والسياسات قيد الانتظار
وصف وزير الخزانة سكوت بيسنت النهج الأميركي بأنه يقوم على "عدم يقين استراتيجي"، معتبرًا أن الغموض أصبح أداة تفاوض بحد ذاته.
وبينما يتحدث ترمب عن "تقدم ملموس" في المفاوضات مع الصين، نفت بكين رسميًا وجود أي محادثات جارية، مما يعمق الشكوك.
داخليًا، تواجه أجندة ترمب التشريعية — من الضرائب إلى إصلاحات التجارة — حالة من الجمود في الكونغرس، رغم سيطرة الجمهوريين.
الوعود السابقة تتلاشى أمام واقع التنفيذ البطيء
وعد ترمب قبل تسلمه السلطة بـ"سرعة تاريخية" في معالجة الملفات الكبرى، إلا أن الواقع خلال الأشهر الثلاثة الأولى خالف تلك الوعود.
حتى الملفات الواعدة مثل الاتفاق التجاري مع كوريا الجنوبية تبدو متعثرة، إذ أكد مسؤولون كوريون أن التوصل إلى اتفاق شامل قبل انتخاباتهم الرئاسية في يونيو "مستبعد تمامًا".
تقدم محدود على جبهات متعددة
رغم سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس، لم يتم تمرير أي تشريع ضريبي رئيسي حتى اليوم.
الإنجاز الوحيد المتوقع خلال اليوم المئة يتمثل بتصويت مجلس الشيوخ على تأكيد تعيين كينيث كيز كمساعد لوزير الخزانة — دون أي إنجاز جوهري في السياسات الاقتصادية.
الخلاصة
بعد مرور 100 يوم على عودة ترمب إلى البيت الأبيض، يظهر المشهد أكثر غموضًا وتعقيدًا:
الرسوم الجمركية مستمرة في الضغط على الأسواق.
معدلات الرضا الشعبي تشهد تراجعًا متواصلًا.
السياسات الداخلية متعثرة في الكونغرس.
والأسواق العالمية تترقب بحذر نتائج هذه المرحلة التي قد تكون أكثر اضطرابًا مما كان متوقعًا.
وسط هذا المشهد، يبقى اليقين الوحيد أن المستثمرين بحاجة إلى متابعة التطورات التجارية والاقتصادية عن كثب، استعدادًا لأي تحولات مفاجئة قد تعيد رسم خريطة الأسواق العالمية.
📩 لا تفوّت تحليلات "مركب" لأبرز التطورات الاقتصادية!
اشترك ليصلك كل جديد مباشرة إلى بريدك الإلكتروني وابق دائمًا في موقع القوة أمام تقلبات السوق.
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet