🔥 أوبن إيه آي تشعل سباق التريليونات… و«ألتمان» يفتح فصلًا جديدًا في تاريخ وادي السيليكون
شهدت وول ستريت يوم الأربعاء زخمًا غير مسبوق مع إعلان شركة أوبن إيه آي (OpenAI) إعادة هيكلتها لتتحرر من قيود التمويل السابقة وتدخل عهدًا جديدًا من النمو الطموح، في صفقة ضخمة مع مايكروسوفت (Microsoft) تهدف إلى بناء بنية تحتية ذكائية بتكلفة تتجاوز 1.4 تريليون دولار، بينما يواصل الرئيس التنفيذي سام ألتمان (Sam Altman) رسم رؤيته لتأسيس “أهم شركة في تاريخ وادي السيليكون”.
📊 أداء السوق عند الإغلاق
مؤشر Dow Jones ارتفع بنسبة +0.3%، بينما صعد S&P 500 بـ +0.2% محققًا ثالث إغلاق قياسي متتالٍ، في حين قاد Nasdaq المكاسب بفضل أسهم التقنية الثقيلة مثل مايكروسوفت وإنفيديا (Nvidia) وأمازون (Amazon) وميتا (Meta) التي تفاعلت مع موجة الذكاء الاصطناعي الجديدة التي أثارتها تصريحات ألتمان.
⚙️ ما الذي حرّك السوق اليوم؟
تصريحات سام ألتمان التي بثّها عبر بث مباشر من سان فرانسيسكو أحدثت صدى عالميًا، إذ أعلن خططًا لتشييد 30 غيغاواط من البنية الحاسوبية، أي ما يعادل طاقة دول كاملة، بتكلفة تصل إلى 1.4 تريليون دولار، مع طموح لإضافة غيغاواط واحد أسبوعيًا مستقبلًا.
ألتمان أكّد أن مشروع Stargate الذي أُعلن عنه مطلع العام بالتعاون مع أوراكل (Oracle) وإنفيديا وسوفت بنك (SoftBank) وكور ويف (CoreWeave) سيرتفع من 10 غيغاواط إلى 30 غيغاواط، ما يجعل من أوبن إيه آي مركز الأعصاب الجديد لصناعة الذكاء الاصطناعي العالمي.
الصفقة الجديدة مع مايكروسوفت أزالت القيود المفروضة على تمويل الشركة منذ شراكتها الأولى عام 2023، حيث أصبحت الآن قادرة على جمع رؤوس أموال غير محدودة تقريبًا.
كما حصلت مايكروسوفت على 27% من أسهم الشركة الجديدة بصفتها Public Benefit Corporation، مقابل شراء 250 مليار دولار من خدمات Azure الممتدة حتى 2032.
📈 سهم مايكروسوفت ارتفع بأكثر من +4% بعد إعلان الاتفاق، بينما واصلت إنفيديا وبرودكوم (Broadcom) وAMD تسجيل مكاسب مدفوعة بتوقعات توسع البنية التحتية للحوسبة السحابية.
💰 سباق التريليونات يشتعل
ألتمان يرى أن الوصول إلى “ذكاء صناعي سيادي” يتطلب تمويلًا ضخمًا، ويؤكد أن “الذكاء الاصطناعي أصبح لعبة ملوك”.
الطموح الجديد هو بلوغ مئات المليارات من الإيرادات السنوية لدعم الاستثمار الضخم، بعدما وصلت الشركة إلى معدل إيرادات سنوي يناهز 20 مليار دولار بنهاية هذا العام.
لكن المحللين في D.A. Davidson يحذرون من أن أوبن إيه آي تخوض “سباق سرعة بين الابتكار والفقاعة”، خاصة أن علاقاتها التمويلية مع شركات عامة مثل إنفيديا وأوراكل أصبحت معقّدة ومتشابكة بما قد يضخّم التقييمات بصورة غير واقعية.
🔮 نظرة مُركّب: رؤية ألتمان التريليونية تعني انتقال الذكاء الاصطناعي من “البرمجيات الذكية” إلى “البنية التحتية الحرجة”، لكن هذه الطموحات العملاقة تُعيد أيضًا تساؤلات حول الفقاعة المحتملة في تمويل شركات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع ارتفاع شهية السوق للمضاربة على أي خبر متعلق بالـAI.
🏛️ من منظمة غير ربحية إلى عملاق ربحي
منذ إطلاق تشات جي بي تي (ChatGPT) في نهاية 2022، تغيّر وجه الصناعة بالكامل.
ألتمان حوّل أوبن إيه آي من منظمة غير ربحية إلى كيان ربحي ضخم قيمته الآن 500 مليار دولار، في تحول يُشبه ما فعله مؤسسو ميتا وأمازون وتسلا (Tesla) في بداياتهم.
وبينما كان إيلون ماسك (Elon Musk) أحد المؤسسين الأوائل، تحوّل لاحقًا إلى خصم، ورفع دعاوى يتهم فيها الشركة بالتخلي عن “رسالتها الإنسانية”.
رغم ذلك، واصل ألتمان طريقه وأعلن أن الاكتتاب العام (IPO) هو المسار المرجّح القادم، ما يفتح الباب أمام دخول أوبن إيه آي رسميًا إلى نادي “السبعة العظام الجدد” الذين يقودون الاقتصاد الرقمي العالمي.
🔮 نظرة مُركّب: تحوّل أوبن إيه آي إلى كيان ربحي يُرسّخ واقعًا جديدًا في الصناعة: لا مكان للمؤسسات غير الربحية في سباق الذكاء الاصطناعي العملاق، حيث تفرض المنافسة مع شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وغوغل (Google) وميتا سرعة غير مسبوقة في التمويل والتوسع.
💬 وجهة نظر المؤسسات
استراتيجيون في UBS وGoldman Sachs وصفوا الصفقة بأنها “الخطوة التي تُكرّس أوبن إيه آي كالمحور المركزي لمنظومة الذكاء الاصطناعي”، مؤكدين أن ضخّ مئات المليارات في البنية السحابية سيخلق فرصًا غير مسبوقة لأسهم مثل إنفيديا ومايكروسوفت وبرودكوم وAMD.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن “حجم المخاطرة السياسية” قد يتزايد، خاصة مع دخول الحكومة الأمريكية في تمويل مشاريع عملاقة مثل Stargate إلى جانب القطاع الخاص، ما قد يثير نقاشات حول السيادة الرقمية واحتكار البيانات.
🔮 نظرة مُركّب: رغم أن الطموح الأميركي في قيادة الذكاء الاصطناعي أصبح واضحًا، إلا أن هذا التداخل بين القطاعين العام والخاص قد يفتح الباب لمخاطر تشريعية وضغوط سياسية مستمرة على اللاعبين الكبار.
🔮 النظرة المستقبلية
المرحلة المقبلة ستُحدد شكل سباق الذكاء الاصطناعي العالمي؛ إذ إن تحوّل أوبن إيه آي (OpenAI) إلى كيان ربحي مدعوم من مايكروسوفت (Microsoft) ومرتبط بشبكة تمويل تريليونية يفتح الباب أمام تسارع غير مسبوق في بناء مراكز البيانات العملاقة، وتوليد “ذكاء سيادي” تديره الدول والشركات الكبرى.
ومع ذلك، يلوح خطر الفقاعة الاستثمارية مع تضخم التقييمات وسرعة تدوير رؤوس الأموال.
التركيز المستقبلي سيكون على الشركات القادرة على تحويل الوعود التقنية إلى تدفقاتنقدية حقيقية، وعلى إدارة المخاطر الأخلاقية والتنظيمية التي سترافق هذا النمو المنفلت.
💡 خلاصة مُركّب:
ما حدث مع أوبن إيه آي ليس مجرد صفقة مالية؛ بل إعلان رسمي عن بداية مرحلة “الصناعة الذكائية الثقيلة”.
بينما يسعى ألتمان إلى بناء مصانع للعقول الاصطناعية بطاقة 30 غيغاواط، فإن وول ستريت تُعيد تقييمها لماهية القيمة نفسها في عصر ما بعد البرمجيات.
الفرصة هائلة، لكن كذلك المخاطر، ومن سيكسب هو من يجمع بين الجرأة في التمويل والانضباط في التنفيذ.
🔍 للمستثمر الذكي فقط في مركّب+
نحن لا نطارد الضجيج حول الذكاء الاصطناعي، بل نحلل من يقود التحول فعليًا.
نفرّق بين “الشركات التي تصنع المستقبل” و“الشركات التي تبيع الحلم”، ونوازن بين الابتكار، الكفاءة، والشريعة في كل قرار استثماري.
📊 لأن الذكاء في الاستثمار لا يُقاس بمدى سرعة القرار، بل بعمق الفهم واستدامة القيمة.
🎯 اشترك في مركّب+ لتكون جزءًا من التحليل الذكي للعصر الصناعي الجديد.



