تفكك محتمل يلوح بالأفق.. هل تستطيع جوجل إنقاذ نفسها قبل فوات الأوان؟
في تطور دراماتيكي جديد، تلقت شركة Google (GOOG) ضربة قانونية مزدوجة بعد أن أصدرت محكمة فدرالية قرارًا يؤكد للمرة الثانية خلال عام واحد أن الشركة انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار، ما يفتح الباب على مصراعيه لاحتمال تفكيك أجزاء من إمبراطوريتها الرقمية.
لكن هذه المعركة القضائية ليست سوى قمة جبل الجليد. فالعام 2025 تحول إلى عام التحديات الوجودية لجوجل، وسط إخفاقات تشغيلية، ومنافسة شرسة في الذكاء الاصطناعي، وضغوط تنظيمية متصاعدة من الشرق والغرب.
الأداء الأضعف بين الكبار... Google تفقد موقعها الريادي
في عام شهد تقلبات واسعة في قطاع التكنولوجيا، حافظت أسهم "السبعة الرائعة" على بريقها جزئيًا، لكن Alphabet، الشركة الأم لجوجل، كانت الأضعف أداءً في المجموعة.
ففي حين حققت Nvidia (NVDA) اختراقات استثنائية في الذكاء الاصطناعي، وواصلت Meta (META) توسيع حضورها، بقيت Google عالقة في دور "اللاحق"، خصوصًا في سباق الذكاء الاصطناعي الذي تُهيمن عليه OpenAI وMicrosoft.
سهم Google خسر أكثر من 20% منذ بداية العام.
تراجع بنسبة 2% خلال 12 شهرًا، مقارنة بمكاسب قوية حققتها نظيراتها.
كما جاءت نتائج Google Cloud دون التوقعات، ما زاد الشكوك حول قدرة الشركة على اقتناص حصة مستدامة في هذا السوق المزدحم.
Gemini يُكافح... رغم رهانات بيتشاي
يحاول الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي قلب الطاولة عبر مشروع الذكاء الاصطناعي الأبرز للشركة: Gemini.
وتهدف الشركة للوصول إلى 500 مليون مستخدم بنهاية 2025، لكن المؤشرات لا توحي بالنجاح السريع.
بحسب بيانات الأسبوع الأخير:
Gemini يحتل المرتبة 26 بين تطبيقات iPhone في الولايات المتحدة.
والمرتبة 14 فقط على متجر Google Play.
مقارنةً بذلك، يواصل ChatGPT الهيمنة على المركز الأول في كلا المتجرين، ما يعكس فارقًا كبيرًا في الانتشار والاستخدام.
الرد من Google جاء عبر زيادة ضخمة في الإنفاق الرأسمالي، من 58 مليار دولار في 2024 إلى 75 مليار دولار في 2025، ضمن مسعى محموم لمواكبة تسارع المنافسة، خصوصًا بعد الصعود السريع للنموذج الصيني DeepSeek.
الضغوط لا تأتي من وادي السيليكون فقط... بل من بكين أيضًا
في الوقت الذي تواجه فيه Alphabet ضغوطًا تنظيمية متصاعدة في الولايات المتحدة، قررت الصين أيضًا فتح تحقيق رسمي في ممارسات Google بتهم احتكار، لتدخل الشركة وسط عاصفة تنظيمية مزدوجة.
ومع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، فإن اسم Google بات جزءًا من الاشتباك الجيوسياسي، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الشركة في مجالات البحث والإعلانات والذكاء الاصطناعي.
وفي الداخل الأميركي، يهدد الركود المحتمل بتقليص ميزانيات الإعلانات، وهي القطاع الذي يشكل العمود الفقري لإيرادات Google.
ففي أوقات التباطؤ، غالبًا ما تُخفّض الشركات إنفاقها الإعلاني، ما ينعكس مباشرةً على أداء Google.
YouTube، السحابة، والأمن السيبراني... هل تنجح في إعادة التموضع؟
في محاولتها للتنويع، ركّزت Google على ثلاث مساحات واعدة:
YouTube: لا يزال أحد أهم الأصول الاستراتيجية للشركة، ومحورًا أساسيًا للثقافة الرقمية.
Google Cloud: رغم التحديات، تستمر الشركة في ضخ استثمارات ضخمة لتعزيز قدراتها التنافسية.
الأمن السيبراني: حيث قامت Google في مارس 2025 بأكبر استحواذ في تاريخها بشراء شركة Wiz مقابل 32 مليار دولار، بهدف تعزيز مكانتها مقابل عمالقة مثل Amazon وMicrosoft.
لكن ما كان يُفترض أن يكون تحولًا استراتيجيًا، أصبح ذريعة تنظيمية، حيث استندت الحكومة الأميركية إلى توسّع Google كحجة لتفكيكها، واعتباره سببًا في كبح المنافسة داخل الأسواق الرقمية.
الخلاصة
Google تقف اليوم على مفترق طرق حقيقي:
القضاء الفدرالي يُهدد بتفكيك إمبراطوريتها الرقمية.
الأسواق بدأت تتشكك في قدرتها على الاستمرار كقوة مهيمنة.
المنافسة في الذكاء الاصطناعي تتسارع، دون ضمانات بأن Gemini سينجح.
توسّع الشركة جعلها أكثر هشاشة تنظيميًا، لا أكثر قوة.
وفي قلب هذه العاصفة، تحاول Google أن تعيد تعريف نفسها من جديد.
السؤال الآن ليس إن كانت Google ستنجو، بل: هل ستبقى Google كما نعرفها؟
📩 تابع تحليلات مركب حول مستقبل عمالقة التكنولوجيا — اشترك الآن ليصلك كل جديد مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!
📩 تابعنا على قناة التلغرام: https://t.me/murakkabnet
🐦 انضم إلينا على تويتر: murakkabnet