🔥 تراجع سهم أبستارت: الذكاء الاصطناعي “يخنق” القروض بدلًا من توسيعها
سجلت شركة أبستارت (Upstart) هبوطًا حادًا في سهمها بنسبة -14.8% بعد نتائج الربع الثالث من عام 2025، ليس بسبب ضعف الأرباح، بل لأن نموذجها الذكي نفسه قرر «التشدّد» في الإقراض، متسبّبًا في تراجع حاد بحجم القروض الجديدة إلى 2.9 مليار دولار مقابل 3.3 مليار دولار كانت متوقعة.
🔮 نظرة مُركّب: اضطراب الثقة بين “النماذج الذكية” والأسواق التقليدية يعيد السؤال الأهم: هل الذكاء الاصطناعي يفهم الاقتصاد… أم يخلق اقتصاده الخاص؟
💰 ربحية مفاجئة رغم السقوط
على الرغم من هذا الهبوط الكبير، أعلنت أبستارت (Upstart) أرباحًا قوية بلغت 32 مليون دولار مقابل خسارة 6.8 مليون دولار في الربع نفسه من العام الماضي.
جاءت ربحية السهم (EPS) عند 0.23 دولار متفوقة على توقعات السوق البالغة 0.08 دولار، ما يعكس تحسنًا واضحًا في كفاءة العمليات.
لكن المستثمرين تجاهلوا الأرباح وركّزوا على تباطؤ النمو في القروض الجديدة.
🔮 نظرة مُركّب: السوق لم يعاقب النتائج، بل “سلوك النموذج”؛ الذكاء الاصطناعي هنا تصرف بحذر مفرط كأنه بنك مركزي مصغّر.
📉 الذكاء الاصطناعي يضغط على دواسة التمويل
قال بول غو، المدير التقني للشركة، إن نموذج الذكاء الاصطناعي “شدد معايير الائتمان” تلقائيًا بعد أن رصد إشارات اقتصادية مقلقة خلال الصيف.
وبحسب قوله، النموذج “استجاب بسرعة لتغيرات الماكرو الاقتصادية”، مما أدى إلى انخفاض معدل التحويل (نسبة القروض المقبولة) من 23.9% إلى 20.6%.
المفارقة أن الطلب على القروض كان في أعلى مستوياته منذ ثلاث سنوات، لكن النموذج قرر أن “يتراجع خطوة”.
الرئيس التنفيذي ديف جيروارد وصف الحادثة بأنها “مطبّ مؤقت”، مضيفًا: “ربما من الأفضل أن يبالغ النموذج في الحذر بدلًا من أن يتجاهل الخطر”.
🔮 نظرة مُركّب: ذكاء اصطناعي يبالغ بالحذر قد يُفقده ميزة الريادة في سوق قائم على المخاطرة المدروسة؛ الخطر ليس في القرار، بل في فقدان المرونة.
⚙️ أداء النموذج الائتماني: حذر مفرط يعطل الزخم
أوضحت أبستارت (Upstart) أن نموذجها المعتمد على الذكاء الاصطناعي شدّد معايير الإقراض في الصيف بعدما رصد إشارات ضغط في الاقتصاد الكلي، ما أدى إلى تراجع معدل التحويل من 23.9% إلى 20.6% رغم وصول الطلب إلى أعلى مستوى في 3 سنوات.
المدير التقني بول غو برّر هذه الخطوة بأنها استجابة سريعة وطبيعية لتغير مؤشرات المخاطر، مؤكدًا أن “جزءًا من التقلب لا يمكن تفاديه”.
لكن محللين من جيفريز رأوا التفسير “مربكًا”، معتبرين أن مثل هذه التقلّبات قد تضعف الثقة في تفرّد نموذج الشركة مقارنة بمنافسيها من المقرضين المعتمدين على الخوارزميات.
🔮 نظرة مُركّب: الإفراط في حذر نموذج أبستارت يعكس نضوجًا تقنيًا مؤقتًا، لكنه قد يُقيد النمو حتى تعود الثقة بسلاسة الإقراض.
📊 تراجع الثقة من المحللين
محللو جيفريز (Jefferies) وصفوا تفسير الشركة لتصرّف النموذج بأنه “مربك ومخالف لاتجاه السوق”، بينما رأى ديفيد شارف من Citizens Bank أن ما حدث “يثير تساؤلات حول تفرّد نموذج أبستارت فعليًا مقارنة ببقية المقرضين المعتمدين على التعلم الآلي”.
إجمالي الإيرادات بلغ 277 مليون دولار، أقل قليلًا من التوقعات البالغة 280 مليون دولار، ما زاد من حذر المحللين تجاه النمو المستقبلي.
Citizens Bank خفّض تقديراته لأرباح الشركة في 2026 من 316 مليون دولار إلى 313 مليون دولار.
🔮 نظرة مُركّب: المستثمرون الآن لا يشكّون في الذكاء الاصطناعي كفكرة، بل في قدرته على التمييز بين “الضجيج الاقتصادي” و”الإشارة الحقيقية”.
🔮 النظرة المستقبلية
• نجاح الربعين المقبلين يتوقف على إعادة معايرة حساسية النموذج للمتغيرات الماكرو وربطه بإرشادات بشرية واضحة (Model Guardrails).
• إذا استعاد معدل التحويل نطاق 22%–24% مع ثبات الطلب المرتفع، يمكن تعويض فجوة الإقراض وتهدئة المخاوف على نمو 2026.
• شفافية فصلية حول «لماذا شدّد النموذج؟ ومتى يفكّ التشدد؟» ستكون مفتاح إعادة الثقة، وإلا قد يبقى السهم تحت ضغط مضاعفات منخفضة.
🧭 خلاصة مركّب
سقوط أبستارت (Upstart) ليس فنيًا بل فلسفيًا: حين يصبح النموذج الذي بُني ليقلل المخاطر هو نفسه سبب الخسائر، تتضح حدود “الذكاء الاصطناعي المالي”.
المرحلة القادمة ستتطلب موازنة أدق بين “التحليل الرياضي” و”الحدس الاقتصادي” لضمان ألا يتحول النظام الذكي إلى قيد على النمو بدلًا من محفّز له.
🔍 للمستثمر الذكي فقط
في مركّب+، لا نطارد الأخبار العشوائية، بل نفككها بمعايير الجودة والفكر المالي الواعي.
📊 لأن الاستثمار الحقيقي لا يقوم على العواطف، بل على الانضباط وفهم سلوك الشركات الذكية عندما تخطئ قبل أن تصيب.
🎯 اشترك الآن في مركّب+ لتصل إلى تحليلات الذكاء الاصطناعي أولًا بأول، وتتعلم كيف تستثمر بذكاء… لا بعشوائية.



